*جرب أن تفتح محلاً لبيع (كوارع) الدجاج - مثلاً- بحيكم مع إعلانات جاذبة تُؤتي أكلها.. *ستُفاجأ - بعد حين - بعشرة محلات مشابهة في شارع حيكم ذاته دعك من الأحياء المجاورة .. *وأول من جرب إقحام مفردة (الأنثى) في قصائده أُصيب بالذهول- ولاشك - جراء رؤيته غيره من الشعراء يصيحون في أشعارهم بعد ذلك : الأنثى ، الأنثى ، الأنثى.. *والشئ ذاته ينطبق على مفردة (المسافة) التي ما عادت تجعل هنالك (مسافة)- تمييزية - بين شاعر وآخر من شعرائنا الشباب .. *وبدعة إلصاق (المايك) بالفم ثم (نتله) بعيداً والتلويح به يمنة ويسرى - لدى مغنواتية أيامنا هذه - لا أظن أن من ابتدعها كان يعلم أنه يستن سنةً (سخيفة).. *ثم محاولة تقليد الأصوات كذلك - على النمط (الحبشي) - انتشرت بين المغنواتية هؤلاء انتشارهم هم أنفسهم كما (أثرياء!!) زماننا هذا بين الناس .. *وحشر اسم الإشارة (هكذا) في غير محله - تأسياً بالشوام - أضحى (موضةً) وسط المصابين بعقد نقصٍ (عروبية)، من إعلاميينا، رغم مجافاة ذلك لصحيح لغة الضاد.. *والبارحة قرأت لواحد من الزملاء (كبير) عبارة (هكذا إجراء) - بدلاً من (إجراء كهذا) - فعذرت مذيعاتٍ (مستشوماتٍ!!) لنا بعدد الحصى والرمل والتراب.. *ومفترع تقليعة ما يسمى (السستم) - من جيل اليوم - لعله مذهول الآن وهو يرى نصف شبابنا يتجولون ببناطلين (منصولة!!) إلى ما تحت (الخط الأحمر) .. *وإزاء ذلكم كله الذي ذكرنا - وغيره - قد يجد الواحد ( من دورنا) نفسه مسترجعاً مقولة صبيانية قديمة تعبر عن استهجان ل(المحاكاة) السمجة .. *إنها مقولة (حاكو حاكو ، جدادة تكاكو) التي كانت تُقال - استهزاءً - عند مشاهدة شخص يقلد آخر في شئ تقليداً (أعمى) .. *وبكثرة الدجاج الذي (يكاكي) تجد الآن حركات مسلحة (تُفرخ!!) أخرى مماثلة لها في كل شئ .. *وبيت القصيد من المحاكاة هذه هو إيجاد موطئ قدم في مثلث زماننا الملعون (السلطة ، الجاه ، المال !!) .. *والذي يتحمل وزر جعل المثلث هذا (ملعوناً) هي الإنقاذ التي استمرأت لعبة اتخاذه (طُعماً) لإصطياد المتمردين عليها بالسلاح .. *أي بمعنى - وفقاً لما نرى ونحس ونعايش - (السلطة مقابل السلام) .. *وكلما ظنت الإنقاذ أنها ضمت - من الحركات هذه - (تحت جناحها) ما يكفل لها الحكم ب(سلام) ظهرت حركات أخرى (تكاكي !!) طمعاً في الذي حظيت به التي سبقتها في سكة المحاكاة .. *وإذ نصحنا الإنقاذ هذه - تبعاً لذلك - بأن تفاوض (الشعب) إن كانت تنشد السلام الحقيقي للبلاد فاجأتنا بشئ عجيب قبل يومين .. *فاجأتنا - عوضاً عن ذلك - بالتفاوض مع أحزابٍ قادتها من قبل زمان (حاكو حاكو!!) .. *أحزاب ما عاد لديها من صلةٍ بالشعب هذا سوى ( ماضي الذكريات!!) .. *ثم نفاجأ بأن هنالك (ثمانين) حزباً آخر - خلاف التي يعرفها الناس - كانت في حالة محاكاة (كامنة) في انتظار مثل (ليلة قاعة الصداقة) تلك.. *وكي يأخذ كلُ ممثلٍ للأحزاب هذه فرصته في (الاستوزار) فعلى الإنقاذ - في الحالة هذه - أن تُضحي بوزرائها ال(ثمانين!!) .. *تخيل ؛ (ثمانون) وزيراً إتحادياً لكل منهم دجاجة (تكاكي) لتبيض له مخصصات وإمتيازات وسرايات وفارهات على حساب الشعب المسكين .. *أما الشعب المسكين هذا نفسه فيقف (بعيداً) يردد خلف كبار السن أنشودة (زمان) وهو يرى المحاكاة في (أسوأ تجلياتها!!).. *يردد صارخاً بما بقي لدى أفراده من (حيل): (حاكي حاكي الدجاجة تكاكي!!!!). الصيحة