صوتت الجزائر داخل وخارجها -خاصة في فرنسا- لصالح بو تفليقة . اختارت رجل يقترب من الثمانين أدلى بصوته وهو على كرسي متحرك رئيسا . فضلته على منافسه بن فليس الذي يصغره بسنوات عديدة ويحمل افكارا جديدة. لكن الجزائر التي عانت في تسعينات القرن الماضي من حرب بين الحيش والإسلاميين. قررت ان الإستقرار يأتي قبل أي شيئ. بالنسبة للجزائريين فإن السلام الإجتماعي والأمن الذي يقدمه رجل عجوز حكم ثلاث دورات أفضل من رجل شاب يمشي برشاقة ويعد الحزائر بالجديد .وفي الحقيقة فإن الناظر لما يدور الآن في المنطقة يتفهم تماما خيار الجزائريون. لقد فضلوا ان يستمر الإستقرار وينعموا بالسلام على الجديد القادم. رغم ان الجديد يريد التغيير الإيجابي والإضافة إلا أن الجزائر لم تتردد في الإختيار.ومع الفوضى التي تجتاح العديد من الدول التي جازفت بالتغيير دون ان تكون مستعدة له فإن الكثيرين يشعرون بالأسى عندما يتآملون ماحدث من فوضى.لم يتعظ الصومال من أفغانستان ولا سوريا من العراق ولا ليبيا من اليمن وكلها لم تستفيد مما حدث في لبنان قبل اكثر من ثلاثة عقود.لكن مصر تصحح ذلك بثلاث حاءات تفاديا للرابعة . حكمة وحزم وحسم تفاديا للحريق.الجميع يستفيد من الإستقرار وديمومة السلام. الشعب والجيران والإنسانية .قلة فقط تستفيد من الحرب . تجار الأسلحة وأثرياء الكوارث وغير المتوازنون نفسيا. الطغاة من أجل السلطة والإستمرار فيها . يقضون وبشتى الوسائل على كل منافس محتمل يفعلون ذلك وهم تحت تأثير خوف غريزي وآني وبفهم قاصر . والنتيجة خلو الساحة السياسية من أكفاء يقودون الشعوب بحكمة. يحافظون على الى ما حققه سابقوهم .يواصلون بناء الأوطان مستفيدين من تجارب من سبقهم الناجحة والفاشلة.. لكن الطغاة بدلا من يخلدوا أنفسهم ولو بالقليل من الأعمال فإن الناس تشيعهم باللعنات. والسبب إستبدادهم وأنانيتهم وتعمدهم زرع الفوضى بعدهم. أو على الأقل تقاعسهم عن التحرز منها والعمل على منع حدوثها. بإستمرار حكم الطغاة تتكون الأزمات وتتفاقم . تواجه شعوبهم أمرين . الاول غضب متراكم على مدي سنين طويلة من أفعال الحكام المستبدين وفعائل بطاناتهم من الإنتهازين. والثاني عدم إعتذار هؤلاء الطغاة أو بذل جهود مخلصة لتصحيح ذلك. عادة ما تأخذهم العزة بالإثم. لا هم يستعفون شعوبهم ولا يسعون لرفع المظالم وتصحيح الاوضاع الخاطئة .ولا هم يفكرون في اختيار شرفاء يدعمونهم لضمان إنتقال ناعم للحكم . ولا يعملون على تخفيف آثار الإصطدام القادم حتى لا يخلف فوضى تهلك النسل وتدمر الحرث . هذا يورث المرارات بين الناس ويكلف البلاد الكثير من الوقت الموارد .يهدر الطاقات في الصيانة بدلا من إضافة المزيد للبناء . راجع مقالنا المنشور بالراكوبة (السودان تغيير سياسي يتطلب موجهات عامة لمرحلة قادمة). مع مايراه الناس من سورنة ولبينة وعرقنة وغيرها فإن السودانيون يتمنون ن تظل كلمة سودنة تحمل معنها القديم فقط .هو إستيعاب السودانيون في الوظائف التي كان يشغلها الإنجليز قبيل الإستقلال في 1956 م. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا [email protected]