في الجزء الثاني توقفت عند كيف أن الفكرة صارت (زخماً تُسد منه الأنوف) وكان السؤال لماذا ؟ وأُجيبك عزيزي (المضطهد)! لأن من تصدوا للقيادة ووجدوا الفرصة كانوا من أرباع وأعشار القيادات !! ومنهم كثيرُ ممن استعمل خبث نفسه وملكاته في المّكر والخداع وتشويه الحقائق والظهور بمظهرِ يخالف مخبره ! فصار بين غفلة عين وإنتباهتِها داخل الكيان سيد قوم !وله رهط وحاشية من المنافقين الخاضعين مهدوري العزة والكرامة بترغيب كان أو ترهيب !! ففي مثل هذا الحال الذي إبتلينا واحزابنا به فإن روح القيادةإن كانت فعلاً قيادة قدوة يقتدي بها!ومن باب أداء الأمانة التي تصدت لها . هو عدم الهروب ! والثبات ! علي الأقل إلي حين انجلاء الأزمات وإرجاع وتثبيت الحقوق لأهلها وأن يكون ديدنها الولاء للجماعة أو الكيان ! فهنا تتجلي قيمة الإيثار ! وهذا أبسط ما تقتضيه الأمانة القيادية ! فهو حق أدبي ومعنوي للكيان أو الجماعة وهو أو هُم أصاحب الحق الأدبي والمادي في هذا المثال الذي صِغته في تورية نعرفها نحن المكتوون بنارها ! وهي فقدان القيادة والقيادة القدوة ! أعود لأصل الموضوع واقول بأن أقل ما تتصف به القيادة هو أن تتشارك ثمرات نجاحاتها طالما هي علي رأسها ! وليس من صفات القيادي القول بأن شئ ما خالصُ له لا يشاركه فيه أحد ! حتي وإن كان فلتشارك الجماعة حقاً معنوياً أدبياً حتي تُكلل جهود الجميع في الوصول للغايات كجماعة وعدم الهروب من المسؤلية مهما كانت جسامتها . وهذا هو ديدن القيادات الناجحة والفاعلة لذا قهروا المستحيل وتحدوا الصعاب وشُح الأنفس الدنيئة وعدم الركون إليها فبتحديهم للصعاب وحُسن قيادتهم حققوا لمجتمعاتهم الكثير من الأمن والعدل والرخاء . وشاهدنا في القرن العشرين أمم وجماعات لنا معهم مصالح والكثير من التقاطعات في المعتقدات والعادات والصين مثال مع النمور الآسيوية ! لكن يبدو أن القرن العشرين المنصرم وبدايات القرن الحادي والعشرين وعلي الأقل في ما يُلينا نحن في السودان لم تبرُز أيُّ من القيادات المُلهمة أو حتي المؤثرة في حركة المجتمع إن إقتصادياً كان أو ثقافياً أو حتي رُقياً إجتماعياً في المأكل والملبس والمسكن وتحسين العادات والتقاليد ! رقم كثرة الألقاب المُوزعة (سفاحاً) علي الكثيرين ممن يصُولون ويجُولون بيننا من حاملي مسميات هي عكس مدلولاتها ! أمثال الزعيم والريس والحبيب والشيخ والوجيه وشيخ العرب والقائد وغيرها وخصوصاً في أحزابنا والتي فاقت ألان التسعين حزباً تجد فيها من تلك المُسميات مضاف إليها ممن يُسمونهم الكوادر وهاؤلاء دائماَ يجب . (ويجب هذه) ضع تحتها خطين عزيزي (المضطهد)! لا بُد من أن يكونوا من المرضيُّ عنهم ! والرضي عنهم له ثمن ! وسبحان الله هُم يدفعونه ! لا أدري أجاهلون هُم ؟ أم (دعوني أعيش)؟! أم يا تُري صاغرون رغم أنوفهم ؟! أما من يحملون مسمي القيادات داخل هذه الكيانات فغالباً لا يزيدون علي عدد أصابع اليد . مُستأثرين بكل خير بعيدُون عن كُل ما يُعكر صفو مخصصاتهم أو امتيازاتهم أو يُرهق كاهلهم من تكاليف المنصب (العملية) وهي من صُلب مهامهم تجدهم عنها بُعد المشرق من المغرب !! وامرهم كما أسلفت لا يتنزل علي أرض الواقع أو يسير بين الناس عدلاً وأماناً ! ولا رخاء في عيشِهم وصحتهم وتعليمهم ! بل العكس أن كل ما يهُم الناس ويعينهم علي معاشهم وصحتهم وتعليم أبناؤهم مفقودُ تماماً وبإمتياز !! والأدهى والأمر وما يفقع المرارة أن من يعتبرون أنفسهم قيادات أو زعماء ووجهاء المجتمع هم أس البلاء ! ونواصل ,,,,,,, ياسر الجندي [email protected]