خروج: * لو أرادت (هوليود) أن تثري عالمها الدرامي بالغرائبيات والفواجع فما عليها سوى تتبع التاريخ الحديث جداً في السودان بشخصياته السياسية..! * من قبل اتحفتنا السينما الأمريكية بفيلم (آخر ملوك اسكتلندا) الذي يحكي قصة حياة الجنرال اليوغندي عيدي أمين وما أحاطها من أحداث ومآسٍ.. ونال فيه الممثل البارع "فورست ويتاكر" جائزة الأوسكار.. هذا الفيلم من الأعمال التي لا يملها المشاهد وهي كثيرة؛ أذكر منها (الخط الأحمر الرفيع غاندي إنقاذ الجندي رايان الميل الأخضر جسر على نهر كواي قلب شجاع؛ وغيرها من الأعمال الخالدة).. ويمكن لأحداثنا السودانية بأعاجيبها على كثرتها أن تكون مواد ثرة لأفلام من شاكلة (سقوط النسر الأسود) الفيلم الذي تدور أحداثه في الصومال..! * هذه مقدمة حالمة بعض الشيء لما يمكن أن يكون حقيقة..! النص: * وزير الإعلام أحمد بلال دخل إلى حيز التصريحات من جديد بلغة هادئة تحمل ملمحاً مختلفاً لا وعيد فيه إنما (غموض..!).. قال عن الحريات الإعلامية إنها لم تكن موجودة قبل انضمام حزبهم (الاتحادي) للحكومة في العام 1996م.. ولا اعتراض على ما قال؛ فلنقل هي بعض الحقيقة (عنوة منّا..!) باعتبار أن كل شريك في السلطة سابقاً أو حالياً؛ من حقه أن يرد بعض هوامش المكاسب لكيانه؛ فهذا لا غبار عليه وإن كان لا يسمن لو نظرنا إلى الواقع دون (تجزئة)..! ولو اكتفى وزير الإعلام بالمنطق السالف القابل للجدل في موضوع الحريات لكان أخف حملاً عليه وعلى الآخرين.. لكنه فجأة أضاف جملة مبهمة؛ إذ عبَّر عن خشيته من انهيار الدولة بسبب (التوسع الإعلامي..!)..! * (التوسع الإعلامي) ليست زلة لسان ولكنها (النقيض الموضوعي) الذي يهديه الوزير للعالمين ناسفاً ما قاله حول تدعيمهم للحريات منذ أن لبوا نداء الحكومة بالشراكة معها في أواسط التسعينيات.. فكيف للذي يدعم الحريات الإعلامية ويناصرها أن يخشى من (توسعها)؟ هذا إذا فهمنا قصده في (التوسع الإعلامي) كمواز للتوسع في الحريات..! * حتى لا ندخل في جدل حول ما يقصده الوزير؛ يمكن لكل واحد منا يعشق (الفنتازيا) أن يتخيل المعنى في (التوسع الإعلامي الذي ستنهار الدولة بأثره..!)..! * لقد أصبح الحديث عن الأشياء التي تُسقط الدولة من مُملات القول مع توفر كل الشروط المرئية في السودان (للانهيار).. وماذا نسمّي اللحظة التي نحن فيها؟؟!! الحكومة أو (الدولة!!) ستنهار بعدم تقبل الأسئلة الصعبة التي ستتقبلها يوماً ما مرغمة.. لأن الإعلام أصبح في (شقه المهم) لا سلطة عليه سوى الضمير..! وبهذه المناسبة: كم هو فاجع إذا أمعنا في خبر هامشي عن أب وابنته ضبطا ب(كيس بنقو..!).. هذا نموذج صغير واحد.. و.. عرضي عن الإعلام الذي يطارد المجتمع في صغائره ويغفل تماماً كبائر الحاويات المليارية التي دخلت البلاد بمهلكاتِها ولا أحد يجتر سيرتها (بالدغري)..!! هل يمكن أن تبصّرنا وزارة الإعلام في (مؤتمر صحفي) حول أيّة قضية خطيرة في الفترة الأخيرة وماذا حدث فيها؟! ففي (التبصِرة) قتل للشائعات حتى وإن لم تنشر الحقائق في الصحف..! أما الكلام العائم ما أسهله وهو واحد من مقدمات انهيار الدولة..! تذكرة: * إذا صعبت علينا قراءة التاريخ من لدن ابن خلدون وما دونه؛ فلنشاهد أفلام (وحيد حامد..!) على الأقل.. لكن يبدو أن المسؤولين كهيئة العلماء التي تشاهد (الهلال) مرتين في السنة..!! أعوذ بالله الأخبار [email protected]