كأس العالم 2014 الجنون الوسيم ...الورقة الأخيرة !!! الى صديقى : بابكر الوسيلة ............................ لم آبه يوما باحصاءات التأريخ العجفاء !!! الكأس الحمقاء التى أحرزها بيليه فى العام 58 حينما كان بامكان هداف البطولة أن يحرز 14 هدفا ، و الكأس العبيطة التى احتسبت له فى سجله فى العام 62 و قد لعب فى فعالياتها عشر دقائق فقط ، ثم الكأس التى جلبها جارنيشيا الى بلاد السامبا فى العام 70 و نسبت زورا للفتى الأسمر ، و غبار الاهداف التى فاقت الألف و مئتين فى زمان كان الفريق يهزم فيه الثاني باحد عشر هدفا . كل هذه الاحصاءات العجفاء لم تجعلنى أشك يوما أن ديجو مارادونا هو أفضل من لمس كرة قدم فى تاريخ الأرض . و سيظل كذلك الى قرون قادمات ربما !! الريكورد المسجل باسم مايكل جاكسون فى اسطوانة " ثريللر " لم يجعلنى اغير قناعتى يوما : ان عبدالعزيز داؤود هو صاحب اعظم صوت غنائى سمعته فى حياتى !! الاسطوانات التى بيعت باسم اليسا لم تهز قناعتى يوما : هذه اللبنانية المشروخة الصوت و التى تتغنى بجسدها لن تتغنى يوما برائعة مثل " رجعنالك " للبلابل !! بلى . لقد ظللت دوما اتعامل مع كل نشاط بشرى من منطلق جمالى بحت !!! و لذا فقد ظللت مغرما بكرة القدم اللاتينية عموما و الارجنتينية خصوصا . هناك يرضعون الجمال عبر اقدامهم . و هناك تربيهم الحياة اليومية كيف يرسمون بقطعة من البلاستيك على قطعة يغطيها العشب !!! ما كان يفعله مارادونا و رونالدينهو بالكرة لا يمكن ان تصنفه سوى أنه شعر !!! لم اعشق الكرة الالمانية يوما !! ببساطة لانه حتى عشاقها يسقطون فى الفخ و يدعون منتخب المانيا بالماكينات !! و كفاه من ذم !!! لم يستطع لاعب المانى فى تاريخ اللعبة ان ينقلنى من حالة مشاهدة كرة الى حالة شعر و انا اشاهد مباراة !!! مدرسة الركض لا تهمنى !!! صحيح اننى من عشاق الخيول ، لكنى لا اعشق لاعب كرة القدم الحصان . الكرة غدت علما . نعم . لكنى لا آبه بهذا . فليهتم به جوزيه مورينهو و اسكولارى !! لكن التاريخ ليس بشرا له قلب بنبض . التاريخ سجلات خرساء ولها نواميسها التى لا تحتكم دائما للجمال !! و الليلة يجدد التاريخ (غلاساته) مرة ثانية بعد ان شهدت دموع مارادونا فى العام 90 إثر ركلة جزاء مسروقة !!! كأس العالم التى لم تلن لدي ستيفانو و البرتغالى الطائر رونالدو و العبقرى الهولندى يوهان كرويف و الانجليزى الكبير ستيفن جيرارد ..تحط أخيرا فى يدى مأفون اسمه سامى خضيرة !!! الولاية التى لم تلن للمتنبئ ، نالها عمر البشير على صهوة دبابة !! مصر التى كان التجانى يوسف بشير يمنى نفسه بالذهاب اليها ، ومات دون ان يحقق حلمه بسبب فقره ، يسافر اليها اليوم صعاليك العواصم التى تعرفون !! فان جوخ مات جوعا بينما لوحاته تزين جدران قصور بعض البلهى فى اوربا !! هو إذن التأريخ الغريب !!! فيا عشاق الشعراء الذين يكتبون باقدامهم ،لا عليكم !!! ............... مهدى يوسف - جدة الأحد [email protected]