فليسمح لنا البروف غندور، وليتحمل كثرة طرقنا على أقواله بصدر رحب، فنحن معذورون، فالرجل أصبح الواجهة التنظيمية والسياسية للحزب الحاكم، وهو الآن أكثر قادة المؤتمر الوطني حركة، وتصريحات، بحكم موقعه في الحزب، ولزاماً علينا كمهتمين بالشأن العام ومعلقين عليه أن نقف على كل أقوال الرجل.. ثم فليقبل عذرنا من بعث لنا بالدعوة لحضور المؤتمر الصحفي أمس الأول ولم نتمكن من تلبيتها لظروف وجودنا خارج الخرطوم. بالطبع نحن لا نختلف مع البروف غندور على طول الخط، وها هي نقطة جديرة بأن نقف عندها، ونسعى إلى تقويتها، ونشكر عليها الرجل، وهو تأكيده أن الحوار بدون الحركات المسلحة والأحزاب الرافضة سيكون ناقصاً.. البروف واصل في هذه الإفادة وختمها باستثناء- ولكنني لن أضيفه هنا- محتفياً بهذه الإفادة، متمنياً من البروف أن تكون هذه العبارة هي عظم الظهر في فهمهم للخروج من الأزمة السياسية السودانية (الحوار بدون الحركات المسلحة والأحزاب الرافضة للحوار سيكون ناقصاً)، شكراً غندور وهذه واحدة. النقطة الثانية والتي أثارت دهشتي هو تصريح البروف فيما يخص اللغط الدائر حول بعض الوثائق المسربة، البروف ذكر أنهم حينما يكتبون وثائقهم فإنهم يعلمون أنها ستتسرب ولهذا فإنهم لايكتبون أى شيء يمكن أن (يجرمنا).. لو صحت هذه الإفادة من الرجل الرابع في الدولة فهذا يعني أننا أمام حزب لا يثق في نفسه أولاً، ولا يثق في عضويته ثانياً، ثم إننا أمام كثير من الأوراق والوثائق التي تتم سنسنرتها وإعادة صياغتها بهدف تأمين الحزب الحاكم عن التجريم.. هذا مخيف والله. الإفادة الثالثة المثيرة للغط هو تأكيد البروف أنهم سيقومن باستئجار عربات الضيافة التابعة للقصر الجمهوري لتستخدم في نقل ضيوف الحزب الحاكم، الرجل أرهق نفسه ليبرئ حزبه بأنه لا يستغل أدوات الدولة في عمله الحزبي ولكن البروف في سبيل ذلك كفانا نحن الكتاب والصحفيين مؤنة أن نبحث عن أدلة نثبت بها تداخل أيدي الحزب في جيبي الدولة صباح مساء، والسؤال الآن للسيد غندور هل عربات القصر متاحة للإيجار؟، حتى لو كان إيجارا للحزب الحاكم؟، وماذا سيحدث إن لم يقم الحزب بتسديد رسوم الإيجار؟، من ستشتكي الدولة للتحصل على أموال إيجار سياراتها الفاخرة؟، وهل هذه النفيلة متاحة لكل الأحزاب الأخرى- متاح لها أن تستأجر عربات القصر لتقل ضيوف مؤتمراتها العامة؟. المنعرج الرابع في حديث طبيب الأسنان مساعد رئيس الجمهورية هو تأكيده المطلق أنهم غير متخوفين على الإطلاق من فيروس الانشقاق في حال اختيار مرشح رئاسي للمؤتمر الوطني، عزيزي البروف غندور الانشقاق وقع حتى بدون اختيار مرشح رئاسي.. اسأل غازي صلاح الدين والطيب مصطفى وأمين بناني وحسن الترابي والمرحوم خليل إبراهيم وموسى هلال وكرم الله عباس (والحسابة بتحسب) وغدا نواصل العد يا سيدي من مطلع نوفمبر وإلى تخوم أبريل القادم.. "كل حيا للموت". التيار