بالامس القريب اسدل الستار تقريبا علي ما اطلق عليها محاكمة القرن في مصر وتلك هي محاكمة الرئيس السابق لمصر محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء بالإضافة لوزير الداخلية حبيب العدلي وستة من معاونيه بينهم اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز امن مبارك .. هذا وقد تنوعت الإتهامات لهم مابين إستغلال السلطة والفساد والرشوة وتهريب اموال والحيازة علي اراضي وفلل بشرم الشيخ والقاهرة والإسكندرية والمناطق الساحلية بالإضافة لبيع الغاز لإسرائيل بمقابل زهيد , وكان اهم إتهام هو قتل وتعذيب المتظاهرين في احداث ثورة 25 يناير التي عجلت بإنهاء حكم مبارك الغاتم الذي إستمر ثلاثون عاما كاملة! .. تابع المئيات من اسر الشهداء والضحايا بالإضافة لملايين المصريين عبر الشاشات والااف الناشطين في الميادين والشوارع حول مبني المحكمة والتي تم تشديد الإجراءات الامنية من قبل حكومة السيسي واجهزته الامنية والعسكرية تحسبا لوقوع إشتباكات مابين انصار مبارك ومعارضيه من اسر الشهداء والضحايا ونشطاء ومؤيدي ثورة 25 يناير وتنظيماتها .. نزل الحكم الذي اصدره القاضي المصري علي المتهمين كافة واولهم مبارك بالبراءة الكاملة من جميع التهم المنسوبة إليهم نزل كالصاقعة علي الملايين من المصريين وخاصة اسر الضحايا والشهداء وناشطي الثورة الذين كانوا يمنون انفسهم بالإعدام للرئيس المخلوع السابق ووزير داخليته واحكام مشددة علي نجليه ومعاوني الوزير اركان حكم مبارك المسؤلون المباشرون علي قتل وتعذيب المصريين وشهداء الثورة! , بينما استقبل مبارك ونجليه والعدلي وبقية المتهمين لحظة النطق بالحكم بكل برود كأنهم يعلمون سلفا بذلك وهو الاقرب تفسيرا في ظل حكم عبد الفتاح السيسي الذي ينتمي لذات المؤسسة العسكرية التي كانت تحكم مصر ايام مبارك! .. فتح إعلان الحكم الجرح مجددا لكل اسر الشهداء ونعي ثورة 25 يناير لكل الشرفاء من المصريين والذين كانوا يتطلعون لعهد جديد مابعد الطاغية مبارك! .. نفس المشهد يتكرر بإستمرار فرار الطغاة من العقاب والمحاسبة والقصاص زين العابدين بن علي في تونس الهارب واللاجئ بالسعودية يحميه حكام طغاة اخرون , بعد ان نهب ايضا هو واسرته تونس وقتل وعذب شعبها , وكذلك يعيش علي عبد الله صالح حرا وطليقا بل ويحكم من خلف الستار هو وحزبه بعد ان دبر له حكام الخليج خروجا امنا من السلطة وهو ايضا قد فعل ما فعل بالشعب اليمني خاصة من ابناء الجنوب هنالك! , ولازال الطاغية بشار علي سدة الحكم في سوريا ولم يدركه اي حساب لا اممي ولا اقليمي ولم يردعه وهو يبيد في شعب كامل ويشرّد فيه كل يوم! .. اما هنا في بلدنا السودان فالمشهد ليس بعيدا مما يحدث وحدث حولنا! بعد خروج النميري من الحكم مخلوعا علي يد الشعب لم تطاله اي محاكمة وذهبت حمامات الدم في الشجرة وودنوباوي والجزيرة ابا بغير اي قصاص او محاسبات وذرأتها الرياح! , ينعق فينا المدعو حسن الترابي كل يوم ولا زال يمارس خباله السياسي بل وفتحت له المعارضة ابوابها وافردت اجنحتها له وهو الذي يفترض ان تتم محاكمته والقصاص منه اولا قبل اي اخر من زمرته من الإسلاميين لانه هو من اتي بهذا النظام وارتكب ما ارتكب من جرائم في حق الشعب مع زمرته قتلا وتعذيبا وإرهابا وفسادا وهو يتحمل اكثر الوزر واكبره دونما شك! ولكنه يفلت هو الاخر من المحاسبة والعقاب او لعله قد فلت! اما الطاغية عمر البشير وبقية الطغاة من زمرة الإسلاميين الذين نكلوا بنا وبهذا الشعب وعاثوا فيهو فسادا وقتلا وتعذيبا فلا يزالون في غيهم يعمهون! والخوف كل الخوف ان يفلتوا هم ايضا من العقاب والقصاص كغيرهم من الطغاة العرب! نتمني ان لا يأتي ذلك اليوم الذي لا يبرد فيه حشابنات وابناء ونساء دارفور والنوبة والمناصير واسر شهداء رمضان وسبتمبر والحركة الطلابية والشهداء في المعتقلات وبيوت الاشباح والمعذبون فيهم وفي سجن السودان الكبير الذي شيده طغاة وزمرة الإسلاميين! .. [email protected]