أخبار المدينة تعتبر ملكة الدار محمد عبدالله أول قاصة سودانية وأول من كتب الرواية فى الوطن العربي من النساء حيث فازت بجائزة القصة القصيرة في مسابقة الإذاعة السودانية عام 1947 كما فازت قصتها " متى تعودين" بالمركز الثاني في مسابقة إذاعة ركن السودان بالقاهرة في العام 1968 والتي تعتبر من أشهر كتاباتها القصصية جنبا إلى جنب مع قصتيها المجنونة وحكيم القرية والكثير من القصص القصيرة وقد تركت ملكة الدار بصمة كبيرة فى مجال الإبداع الروائي بروايتها الخالدة"الفراغ العريض" والتي طبعها المجلس القومي للآداب والفنون مطلع السبعينات ولم تعش الأديبة حتى ترى روايتها مطبوعة في مجلد كتابي، تتميز كتابات ملكة الدار بالسرد السهل والحكي المشوق الذي يشد القاريء الى نهاية قصصها وهي كتابات واقعية تجسد الحياة الإجتماعية في مجتمع يتسيده الرجل بفرض سطوته على العنصر النسائي وما تعانيه في مجتمع محكوم بعاداته وتقاليده لا يهتم كثيرا بتعليم المرأة وتطوير قدراتها وإمكانياتها، مجتمع لا تعدو المرأة فيه سوى كونها سيدة بيت تجيد الأعمال المنزلية وتربي أطفالها، مجتمع ليس فيه المرأة قادرة على التعبير عن مكنونها بإرادتها الحرة من حب وزواج وتعليم وعمل، كل ذلك عبرت عنه الأديبة ملكة الدار قبل أكثر من 60 عاما وبعد كل هذه السنوات لاذال مجتمعها الذي كانت تتمناه أكثر إنفتاحا وإنصافا للمرأة لم يتغير كثيرا. وعن بداياتهاا فقد ولدت الأستاذة المعلمة ملكة الدار بمدينة الأبيض فى العام 1920 حيث نشأت وتلقت تعليمها الأولي بخلوة الشيخ إسماغيل الولي ثم إنتقلت إلى أمدرمان لتلتحق بكلية المعلمات بعدها بسنتين وفي سن صغيرة عملت بالتدريس كمعلمة فى العام 1934 وتنقلت بوظيفتها الى أماكن عدة حيث عملت في كسلا وسنجة والدلنج وأخيرا بمدرسة أمدرمان الوسطى. في عام 1960 تم إنتدابها للعمل كمفتش بتعليم الأبيض مسقط رأسها وهناك إنخرطت فى العمل الأجتماعي إلي جانب رسالتها التعليمية حيث ساهمت بشكل كبير في حملات التوعية ضد الختان الفرعوني كعضو مؤسس للجمعية الخيرية النسائية بالأبيض. بعد إنضمامها كعضو في الإتحاد النسائي السوداني عادت ملكة الدار للخرطوم للعمل كمفتش بتعليمها وواصلت نشاطها الإجتماعي وإهتمامها بالأدب قراءة وكتابة ونشرت الكثير من أعمالها فى الصحف السودانية وبعضا من العربية وقد كانت تجيد اللغة الإنجليزية بعلاقاتها بسيدات المجتمع الإنجليزي إبان الإستعمار كما كانت تجيد العزف على آلة البيانو ولها محاولات في كتابة الشعر وتلحين الأغاني. وفي 17 نوفمبر 1969 فجع الوسط العلمي والثقافي والأدبي والنسوي بصفة خاصة برحيل الأستاذة الأديبة ملكة الدار محمد عبدالله القاصة والروائية ورائدة العمل النسوي وهي في قمة عطائها ونضجها الفكري والمهني عن عمر لم يزد عن 49 عاما وقد كانت فاجعة لكل محبيها من زملاؤها وتلامذتها وقراؤها، ألا رحم الله الأديبة ورائدة العمل النسوي الأستاذة ملكة الدار وجعل مثواها الجنة. ....أبوناجي... [email protected]