رمضان كريم عليكم وعلى كافة المسلمين.. تامين ولامين في سودان واحد يعمه الحب والخير. كان المبتغى أن يكون أهل السودان أنهوا خلافاتهم واتجهوا الى ما يخدم تطور البلد. مع حبل المهلة المشدود بين الحكومة والمعارضة، يبدو أن الأوضاع ستظل على ما هي عليه الى أجل غير مسمى. أول أمس صرّح وزير الخارجية؛ بروف غندور، أن الحوار سيبدأ بعد رمضان.. يعني لا يوجد ما يستدعي الاستعجال طالما أن الأوضاع في نفس المربع، وأن المعارضة نفسها محلك سر. أو بمعنى أدق قد يكون لسان حال الحكومة؛ فيم التحاور، ولماذا.. اذا كان الهدف الإشراك في الحكم فهي بلا جدوى بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة إذ إنه ليس متوقعاً تغيير التركيبة الحالية اذا نجح الحوار وطالبت المعارضة بنصيبها في الكيكة إلا بتنازل حزب المؤتمر الوطني من جزء من نصيبه، وهو أمل ضعيف خاصة وأن الوزارات والولايات التي اختارها لنفسه هي (ملك حر) لا يمكن الثقة في منح إدارتها لأحزاب أخرى، ولابد لها من أن تكون داخل عباءة الوطني بالضرورة. كلما تتقدم الحكومة خطوة تتراجع المعارضة ألف خطوة والعكس أيضاً عندما تتهيأ المعارضة لاستقبال حوار تبعد الحكومة وتظل الأوضاع تراوح مكانها. لماذا اختار وزير الخارجية فترة ما بعد رمضان لاستئناف الحوار.. فيمَ التأخير اذا كانت الإرادة حقيقية والقناعة متوفرة لإيجاد حلول لمشكلة البلاد، وهي مشكلات لا تحتمل التأخير وكل يوم تصبح الحاجة أكثر إلحاحاً لكي يجتمع أبناء السودان على كلمة سواء. تأخير الحوار الوطني وعمليات التسويف تتحملها جميع الأطراف وليس جهة دون أخرى، ودون الاعتراف بهذه الحقيقة لن يغير أي طرف في سلوكه طالما أنه يرمي بالفشل على الطرف الآخر.. الجدية تبدأ بالنقد الذاتي وتحمل المسؤولية كاملة.. المواطن العادي على قناعة بأن الحكومة والمعارضة يتفقان في شيء واحد وهو عدم الجدية في الحوار وحل مشاكل البلاد.. كل طرف يبحث عن الكيفية التي تجعل منه بطلاً منتصراً دون تنازلات أو بأقل الخسائر، لتضيع البلاد قبل الانتخابات. حدث زخم شديد جداً حول الحوار منها ما كان عبر الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي، حتى بات الناس يتندرون عليه بأنه مؤتمر وطني.. ثم الحوارات الثنائية بين الحكومة والسيد الصادق المهدي؛ رئيس حزب الأمة القومي. وفجأة ينسى الناس الحوار الوطني. تمر فترة؛ يصحو أحد الأطراف، فيوقظ معه هذا الحوار.. لكن المؤكد أن الناس أصبحت غير مشغولة بحوار عند اللزوم. التغيير