لست أدري ما الذي يجعل مخيلتي تتصور أن برلمان الإنقاذ الجديد كسابقه هو مجرد جلسة ورق للتسلية وتزجية وقت النظام ومنادموه من مدمني اللعبة .. فاللاعبون الاربعة الممسكون بالورق هم رئيس الجمهورية وهو صاحب القهوة ذات نفسه يزامله في الجهة المقابلة جهاز الأمن الذي يحتكر الجواكر تحت كمه الفضفاض .. فيما يجلس المؤتمر الوطني في مقابل لا عب ضعيف هو الأحزاب التي رضيت بالطناش عن سرقة الورق و قبولها بفتوح تلك الأطراف المتحكمة في الطاولة بغض النظر عن نظافة اللعب أو قذارته ! في البرلمان السابق كان البلي المغرور الفاتح عز الدين يظن أنه خالدٌ الى يوم يبعثون كورقة رابحة في يد سيد القهوة و زميله فتوتها .. فأخذ يطنب في التوددلهما والتزلف بالنفاق حيالهما متوعداً من يعاديهما بمجرد رش اللبن عليهما أن يرش عليه من دم الغضبة التشريعية البرلمانية ما يجعله يدفن خارج حدود مقبرة الوطن كله ! لكن أولئلك قالوا له إنتهى دورك مع دك لعبة الكونكان السابقة .. فنريد أن نقلبها لعبة حكم الشايب فخلفه الإسلاموي المخضرم ابراهيم أحمد عمر ! وحيث أن المؤتمر الوطني لديه دامة متخصصة في تطريز القوانين حسب مزاج سيد القهوة وزميله فتوة الطاولة ولديها الإستعداد الدائم لتفصيل و ترقيع دستور اللعبة بما يضمن لهما كسب غير المستحق .. فقد جاء الشايب ببدرية سليمان لتجلس على يمينه .. وهو ما أثار غيرة الخليفة الإبن الوارث لضيعة الإتحادي الأصل الذي قال حريم الحزب المدجنات ولا تمرد على السيد .. فوضع على يسار الشايب .. واحدة من نائبات الحزب هي عائشة محمدأحمد صالح ! لا شك أن المسألة في مظهرها الخارجي تنم عن تقدم عقلية متقدمة ربما يحسدنا عليها من بقية الدول من لا يفرقون بين جمل الطين المحكر على طاولة البرلمان وجمل الطريفي المفقود حقيقة ! فالسودان الذي تجلس على يمين ويسار شايب برلمانه دامتان .. تجلد فيه كسيرات الجناح من حمائم المجتمع الفقيرات دون مسوغ شرعي يستوجب ذلك الإذلال إلا عقلية الرجال من زبانية الحكم اللا.. إسلامي الذين يرون في المرأة آداة للشهوة في مثنى الزواج وحتى الرابع ليس إلا.. ولايرون في التي خرجت لتبيع الشاي وليس حليب ثديها لتربية أيتامها إلا آداة لجمع الجبايات وإن إمتنعت صوردت عدتها التي سكبت في الحصول عليها غزير العرق وغالي الدموع ! بينما صقور خطف الكتوف السمينة و الدرر الثمينة يجازون بالترفيع الى أعلى حتى يكونوا قريبين من النجوم لحصادها في جيوبهم بعد أن صادروا قمر الديمقراطية الحقيقية ونهار الحرية كله! أما المرأة في تخوم الخرطوم القريبة عاصمة دولة شيوخ الإنقاذ الذين يشقون المسامع بخطب التبشير بدولة خلافة البشير فإنهن لا يعرفن حتى إن كان الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي يزار قبره في المدينةالمنورة أو هو مدفون في المدينة عرب ! وقس على ذلك من إنتشار الجهل في بقية أطراف البلاد وسط نساء السودان اللائي تمثلهن النائبتان المحترمتان على يمين ويسار الشايب العائدمن خلف بيت عنكبوت الحزب الواهن ! هذا فضلا عن كل المآسي التي تعيشها المرأة السودانية المسكينة في مناطق الحروب والنزوح والشتات في الملاجي القريبة والبعيدة ! والجوع ينهش بطون فتيات الداخليات في قلب العاصمة الحضارية المشروع .. اللائي أحس بهن الهلال الأحمر الإماراتي ويسعى مع سفارة الدولة الكريمة الإمارات الى توفير ما يسد رمقهن ويجنبهن عرض الأفخاذ لذئاب هذا الزمان ! هل تعرفن بدرية وعائشة وكسارة الثلج حيزبون الحركة الإسلامية التي تبشرنا بعهد الرخاء في بقية دقائق لعبة حكم الشايب قبل أن تدكه اياِدالزمان .. مقدار مسئؤليتكن وقد صعدتن الى أعلى سدة تشريعية لو أن ديمقراطية الإنقاذ لم تكن لعبة ورق لأنجزتن على الأقل عشر ما حققته فاطمة أحمد ابراهيم للمرأة السودانية من عزة ٍ ومكاسب وهي التي كانت وحيدة فارعة كالنخلة بين رجال ذلك الزمان الذين ما أهانوا أمرأة بسوط بل ملكوها صوتها في أن تنتخب من تشاء دون محاصصة او لعق أحذية الحزب الحاكم استجداء لكوتة هزيلة المحتوى وإن بدت سمينة المظهر! [email protected]