في تلك القرية وما حولها في ذلك الزمان ما عرف الناس لمشاكلهم الا الحلول الاهلية واقصاها الادارة الاهلية وما كانوا يدلفون الي مكاتب الحكومة الا في مشاكل الاطيان وحقوق الورثه عدا ذلك ما كانت هناك مشاكل تؤرق المجتمع وكانت كل المشاكل مقدور عليها لاسباب اجتماعية اولها ان الناس اهل واواصر رحم وثانيها كانت المكانه الاجتماعية محفوظه لحكماء القرية وان هؤلاء الحكماء فعلا يتمتعون بفكر وبصيرة وتحليل اجتماعي يعينهم كثيرا في الوصول للقرارات السليمة بغير ضرر يذكر بل حتي كثير من المشاكل لدي العمد والشيوخ تحال للحكماء في كل قرية لحلها بمعرفتهم واخيرا ان الناس ليس لديهم وقت يضيعونه مع مكاتب الحكومة ومراجعاته التي لا تنتهي مع كلفتها لاناس رزقهم في ضراعهم وكان هذا اكبر عائق خاصة بعد رحيل الاستعمار الذي كان مسئولوه يطوفون علي الناس في القري لحل المشاكل علي الارض وفورا لذلك تجد كثيرا من اهل القري حزنوا علي رحيل المستعمر رغم ان امرهم ال لابنائهم الا انهم فقدوا الثقة في ابنائهم بعد تجارب مريرة اضافة للاخطاء الفادحة من الحكومات الوطنية باتجاه الادارة الاهلية مما عقد المشاكل اكثر فاكثر ورغم ذلك ما عرف الناس معني الحراسات والشرطه ونقاط البوليس ولم تكن من مطالبهم حيث يعرفون اولياتهم التعليم والصحة ووسائل السفر ولم يكن بين مطالبهم وجود نقطة بوليس لانهم علي قناعة بان دخول البوليس هي بداية مسلسل اذلال وتكلفه هم في غني عنها طالما مجتمعهم متماسك وامن بشكل تلقائي لذلك كله لم تكن الحراصات الا للبهائم المعتدية علي مزارع وحقوق الاخرين والمعروف لديهم بالمربط وثمن خروج البهيمة يسمي (التيج ) وهو متدرج حسب جنس البهيمه فالاسعار تختلف من الماعز والضان والبقر والحمير والخيول وكان حراس المربط دائما من اشخاص بمواصفات محددة ابرزها التجهم والصمت وعدم المحاباة والصرامة واللؤم كما ان عيشهم يعتمد علي هذا المربط وهم في ذلك اقرب لخفراء المستشفيات في المدن لذلك عندما تكون لديك بهيمه لديهم تسمع من يقول لك (الله قال بي قولك ) وهكذا انشد ود الحاجة لصديقه عطا لان حمارته بمربط سريتو : وا شريري عطا المنان واشريري فسا الدنان وهي كناية عن الاستحالة ومن يسمع فسو الدنان !!! وهكذا تسمع من يقولك : انا ماشي في دربي سريتو لا يعتربي وهذا اخر يقول ( عمر معانا لا تغشانا ) وكأنه يتعوذ من الشيطان (سريتو ) وهي مسالة منسربه من معني الحديث الشريف ( ان الشيطان لا يسلك طريقا سلكه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) قطعا ليس اي عمر اخر بل ان بعضهم فاق الشيطان في عمله بل ان الشيطان يستحي من افعالهم !!! ليست هناك ازمة غير ان تكون لك بهيمة بالمربط فهو الصداع المزمن الذي لا يعرف له الناس علاجا حتي عند اكبر الاطباء الا اذا دفعت (التيج ) هذا هو الحل واذا كان الامر عسيرا علي علية القوم والموسرين واهل المكانه فما بالك بواحدة مثل (فاطني بت الحسين ) المراة التي لها في النسيان وشقلبة الكلام باع طويل ربما لطيبتها او اخذها الامور بتساهل بديع يخلق النكته والبهجة من غير ما تقصد وان كانت هي مبتسمه دائما بوسامتها التي لم يستطع الزمن خدشها ربما لطيبة القلب واخذ الحياة باريحية رغم انها مسئولة عن اسرتها في غياب زوجها السكاكي الذي ياتي مع المواسم ورغم هذا لا تحمل اي هم وكثير من الناس يعملون معها مقالب ليضحكوا والغريب انها تضحك علي نفسها مع الضاحكين وان ذلك لا يسبب لها اي حرج وها هي تؤانس بنت عمها امني وتخرج من عندها وما هي الا لحظات حتي نادت امني : امني : يا عاشة بتي فاذا بت الحسن ترجع تقولها (يا امني عاشة انا ) أمني : كر كافي البلا والله بت الحسين جنت وهي في طريقها تغشي بيت اخيها الذي كثيرا ما يناكفها لكي ترتكب غلطات مضحكه فاذا هي تدركه قادم لتوه من السوق وبعد السلام لاحظت انه احضر معه نعناع طيب جدا وتدرك لو طلبت من اخيها سوف يماطلها فاخفت بخفه عجيبة شوية نعناع تحت توبها وهو يلاحظهابطرف خفي ولسوء حظها جاء (كوبدان ) صائحا يصيح بان رجلا قد مات فما كان من اخيها الا وبسرعه وليكشف امرها ان داهمها: الاخ : يا فاطني المات منو !!! فاطني : تصمت وتتجاهل كلامه الاخ : يكرر السؤال كثيرا حتي زهجت فقالت بحراق روح (لا اله الا الله يا احمد ياخوي المات ابراهيم ود النعناع ) فما كان منه الا ان قال لها (خلي نعناعنا في محلو) وذات كانت تزورها قريبة لها من قرية اخري وهي ظلت تنادي بنتها زينب (يا زينب امشي جيبيلك واقود من الحفرة سويلك كباية شاي لي حبوبتك الروضة ) وظلت تكرر وزينب تريد ان تعرف صلتهم بالمراة قبل ان تعمل الشاي فما كان من بت الحسين بحراق وضيقة خلق من بتها الا ان قالت وامام الضيفة (لا اله الا الله يا زينب دي مي حبوبتك الروضة بت الحفرة ) فما كان من الضيفة الا ان قالت (قادر الله يا بت الحسين سويتني بت الحفرة المرة الجايي تسويني بت الجن )!!! تري ماذا يكون حالها وهي بهذه الحالة لو ان لها بهيمه في المربط هذا ما جعلها اضحوكه في (الحلي الورا ) اذ فقدت نعجة لها حمراء وظلت تسال في الناس وهي تتعوذ ان تكون بالمربط حتي جاءت لناس ابنعوف وهم يحصدون (تمره حمرا) فبعد السلام سالتهم : فاطني : الرسول يا ابنعوف ما شفتلك تمرتا حمرا !!! ابنعوف : بت الحسين جنت قولي نعجة حمرا !!! فاطني : صدق اتلخبط خايفي تكون عن سريتو !!! ابنعوف : هاك من التمرة دي عشان ما ترجعي فاضي !!! فاطني : نان ما شوفتو النعجي الحمرا !!! ابنعوف :بعد ان اعطاها التمر قال (شيلي شيلتك نعجتك في مربط سريتو ) فاطني تشهق بهجمه غير عادية وعايز تقول (لا اله الا الله محمد رسول الله ) قالت بالخلعة (لا اله الا الله محمد يا سريتو) كل الناس تضحك وابنعوف يقول (والله ياناس بت الحسين هرت ، والله سريتو حماها تقلب الشهادي صاح )!!! انها القسوة في ابهي صورها لمن يتحكم في امر الناس !!! [email protected]