بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير. المشروع الحضاري بشارة اهل الانقاذ وعجلهم الذي طالما تغنوا به منذ ان كان مرفوعا علي الرؤوس مع المصاحف تمويها ثم اتوا به محمولا علي جنازير الدبابات يوم الخزي الاكبر حين دكت ارتال المصفحات امن اهل السودان وقصمت ظهر الوطن الواحد وصار جسمين متنافرين وامتدت الحروب تتناسل والمسغبة توزع علي غير (الاخوان) الذين تطاول حتي رعاة الشياه منهم في البنيان فحولوا مزارع الرعي في كافوري الي منتجعات تحاكي سويسرا في الدعة والراحة وحاضرة العثمانيين في اقامة المسشاجد وتشاء ارادة الله العلي القدير ان تطيش سهام المشروع الحضاري ويتحول في اخر اصداراته التي اعلنها الرئيس البشير في حفل تنصيبه ويمسي المشروع العجل علي مفوضية لمحاربة الفساد الذي خلفته أسراب أثرياء الحرب وهي في مسيرتها التي ضلت طريقها ولم يهديها الله الي صراطه المستقيم وغم عليها الدرب وضاعت علي المشروع الحضاري الفرص أو بالاحري اضاعها عليه أهله. بعض أهل العلم في الاقتصاد والمحاسبة يسمونها الفرص البديلة أو الفرص الضائعة وهو ما احبذه اسما عندما يتعلق الامر بالمشروع الحضاري واهله فهناك فرصا ضيعت كان من السهل ان تردف المشروع الحضاري وتحوله الي مشروع مارشال انقاذي يبني السودان كما بني مشروع مارشال اوربا بعد الحرب العالمية الثانية. أول الفرض الضائعة علي المشروع العجل هو ما اتاحهاهذا الموقع الفريد الذي حباه الله للسودان الوطن والتراب فهو علي مرمي حجر من سوق عامرة اذن الله العلي القدير بالحج اليها في اشهر معلومات وفي زيارات لا تنقطع من عمار وحجاج فصارت سوقا قبله لا تحتاج الي دراسات تسويقية لاكتشافها فهي دعوة سيدنا ابراهيم عليه افضل الصلاة والسلام وقبول المولي عز وجل وتتواصل البركات علي المكان واهله وتتوافد الجموع طوال العام في الصيف والشتاء كما في بقية العام والي ان يرث الله الارض ولا تحتاج الي حملات ترويجية لرفع الحضور فذلك مسطور في اللوح باذن الواحد الاحد وما كان علي المسيرة القاصدة الا استثمار ذلك السوق الدائم الانعقاد لتوفير مطلبات الحجاج والعمار من ماكل ومشرب لتنقل الخضروات الطازجة من ارض السودان يوميا الي بلاد الحرمين الشريفين كما تنقل اللحوم الطازجة والهدي من المزرعة الخلفية مقر المشروع الحضاري الا ان الفرص ضيعها اهله فبدلا من ذلك جيشوا حملات الابادة لاهلنا في جنوب السودان لتحقيق النقاء والصفا العرقي الذي نادي به الخال الرئاسي وذبح بعدها ثوره الاسود وهو لايدري انه ذبح قلب الخؤولة الابيض المغسول بالماء والثلج من درن الاحقاد والاحن وتناسلت حروب الابادة وبذات الفهم القاصر الي دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق فلم يبق من وقت او ارض او انسان الا استهلك في تلك الحروب وتدهورت بنيات الدولة الاساسية في الاقتصاد فذهب البترول واصبح مشروع الجزيرة اثرا بعد عين ولحقت به السكة حديد والخطوط الجوية وما عادت مناطق الانتاج ترتبط بمناطق التصدير الي بلاد الحرمين الشريفين حيث وفود الحجاج والمعتمرين يمثلون سوقا رائجة لمنتجات المزرعة الخلفية في السودان. الفرص الضائعة علي المشروع الحضاري كان من الممكن ان تكون سيلا من الدعوات لا ينقطع ويجعلها الله بمشيئته في ميزان حسناتهم وهم يجدون ويجتهدون في ربط غرب افريقيا المسلمة بطريق الحج البري والجوي الي بورتسودان كما ربط هارون الرشيد وزبيدة طريق الحج بين العراق والمدينة وكانت تلك فرصة ضائعة غفل عنها اهل المشروع الحضاري وهم في شغل ب ( بيع كل الحتات) في ولاية الخرطوم وحجز القطع الاستثمارية بالمثني ومتوالياته الهندسية لتامين الاحفاد واحفاد الاحفاد ومن المفارقة ان قانون الاراضي لعام 1925( احتاج من يصحح)الذي وضعه الانجليز ( الكفار) حدد تملك الارض بقطعة واحدة للاسرة لان الارض ملك للاجيال اللاحقة وهي شريك في التوزيع لا ان يستأثر بها جيل واحد يتداولها بين افراده. من نعم الله الكثيرةعلي العبد نعمة التدبر فيما حوله ( فهل من مدكر) وضاع علي اهل المشروع الحضاري التمتع بهذه النعمة فكان انفصال جنوب السودان نقمة علي الاقتصاد السوداني بدلا من تحويله الي نعمة وفرص استثمارية يعمد فيها الشمال الي لين الجانب وتوفير احتياجات دولة جنوب السودان من الذرة التي ( يموت) في حبها اهلنا هناك لزوم عمل ( المريسة) غذاءهم المفضل وسبحان الله ان جعل نمو الذرة وغلتها عالية في الشمال دون الجنوب ولا تقف الفرص الضائعة عند ذلك بل ايضا في توفير ملح الطعام والتبغ وبناء التعليم والصحة عبر كوادر من شمال السودان بدلا من اهدار طاقات الخريجين في العطالة وقيادة الركشات ولمن يساعده الحظ يكون في انتظار فيزا( مربي مواشي) في دول الخليج. وهكذا ضاع التدبر وحلت محله الحسرة علي اللبن المسكوب وغدا انفصال الجنوب نقمة بضياع موارد البترول. الفرص الضائعة علي المشروع الحضاري لا تقف عند تلك الشذرات ولكنها تنصرف الي فرص كثيرات لا تحصي ولا تعد فقط احرك بمقالي هذا الصورة (جلبقة) للمياه الراكدة لبيان ما اضاعه اهل المشروع الحضاري من فرص اتاحها الله بحكم موقع السودان الجغرافي وموقعه الحضاري بين امم السودان جسرها الرابط . ولا يسعني الا ان اقول كما الاهل في الجنينة ( خليتكم بعافية) وصدي بيت المتنبي يلاحقني( عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضي أم لامر فيك تجديد)--- لابد للاجيال ما دون الخمسين ان تجدد فقد صدق استاذنا د. منصور خالد وله التحية. وكل عام وانتم بخير. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد [email protected]