كان الكوشيون يصدّرون الحيوانات والمنتجات الأخرى المجلوبة من شبه الصحراء الأفريقية إلى بلاد حوض المتوسط . في قصر ل (مينوس) في (ثيرا) باليونان ، هناك لوحة جدارية تصور ظباء وفي قصور أخرى له في (كريت) و (ثيرا) هناك العديد من اللوحات الجدارية التي تصور قرودا . على إمتداد التاريخ كانت (كوش) هي الشريك الأقرب لمصر . تظهر النقوش المصرية التي يعود تاريخها إلى المملكة القديمة الكوشيين وهم يقدمون الهدايا إلى الفراعنة المصريين والتي تشمل الذهب ، العاج ، ريش النعام ، خشب الأبنوس ، الدوم ، المنتجات المجلوبة والحيوانات مثل الزراف . الصادرات : بجانب الهنود فإن الكوشيين كانوا الوحيدين الذين يصدرون الأفيال كما ورد ذلك في أدب العالم القديم . لقد أستخدمت الأفيال الكوشية بشكل واسع بواسطة جيوش أوروبا والشرق الأدنى . لقد جاء إسم (فيله) المدينة المصرية من الكلمة الإغريقية (الفنتين) وقد سميت بهذا الإسم بواسطة البطالسة لأن الأفيال التي كانت تجلب من السودان كانت تباع وتصدر من هناك . كانت أنياب الفيلة هامة جدا بالنسبة لإقتصاد (كوش) . لذا فإن معظم العالم القديم كان يحصل على عاجه من السودان . لقد عرفت سوريا قديما بتجارتها بالعاج المستورد من السودان . في القرن الرابع قبل الميلاد كتب (هيرودت) أن الكوشيين دفعوا للفرس جزية تتضمن (عشرون نابا ضخما) . كذلك عرف النوبيون قديما بإنتاج معدن الذهب . لقد إستفاد المصريون في عهد المملكة الحديثة من غزوهم لكوش وذلك بتنقيبهم عن الذهب هناك . تصّور الرسومات والنقوشات المصرية الكوشيين وهم يقدمون الذهب للفراعنة المصريين كجزية . كتب (ديودورس) في القرن الأول الميلادي أن في (مروي) مناجم للذهب ، الفضة ، الحديد ، الرصاص ، بجانب وفرة في خشب الأبنوس وكل أنواع الأحجار الثمينة . لقد ورد في المراجع القديمة أن الفراعنة الكوشيين لم يطبقوا عقوبة الإعدام أبدا ، بل كانوا يرسلون المدانين إلى مناجم الذهب للعمل هناك . في الفترة المروية عمد البطالسة ولاحقا الرومان على تنقيب الذهب بكثافة في الصحراء النوبية ، غير أنه ليس هناك دليل على أن البطالسة أو الرومان كانوا يدفعون ضرائب للكوشيين مقابل تنقيبهم الذهب . الواردات : كان البرونز أحد أكثر السلع إستيرادا من قبل الكوشيين وكان أول من أدخله الهكسوس وقد إستخدمه الكوشيون في صناعة السيوف والخناجر .كذلك إستورد الكوشيون زيت الزيتون من لبنان ومصر . كتب المؤرخ والجغرافي الروماني (إسترابو) في القرن الأول الميلادي أن النوبيين يعيشون على الدخن والشعير ويصنعون منها شرابا ، لكن بدلا من زيت الزيتون فإن لديهم الزبدة والشحم الحيواني . كذلك جرى إستيراد أشجار الأرز والخشب من بلاد الشرق وأستخدمت كمواد بناء . لقد سقفت المعابد والمباني الملكية في السودان غالبا بخشب أشجار الأرز فمعبد (آمون) في الكوه سقف بخشب الأرز الذي جلبه (طهراقا) خصيصا من لبنان ، كما ورد ذلك في مسلته على جبل البركل . تضمنت المواد كذلك خشب السنط عالي القيمة ، المستورد إما من (فينيقيا) أو من مكان قريب في بلاد الشرق. [email protected]