ومازال الحديث عن ظلم الإنقاذ واستبداد البشير وفساد رهطه وعصبته مستمراً و مادام لايزال هنالك مَداد ولم ينكسر يراع فللحديث بقيه ،أغلب الشعب السوداني يعيش حياة غير لائقة تحت مستوى الادميه دون مياه أو كهرباء أو حتى ابسط مقومات الحياة العادية أصاب السودانين قنوط رهيب فى اى حياة كريمه داخل الوطن فانفضوا منه وتركوه قائماً في محراب القهر الذل من قبل إنقاذ البشير . والحقيقة الشاخصة تتحدث بلغه الأرقام بأن عدد السودانيين يبلغ حوالى 33.419 مليون نسمه منهم حوالى 8 مليون مواطن يترنحون سُكرً فى جحيم العاصمه المثلثه واكثر من 2 مليون موطن يتقلبون فى نار المعسكرات بغرب السودان والمستغرب اليه بأن النظام يفاخر بأن لديه اكثر من 12 مليون مواطن جريح الفؤاد خارج اسوار تلك الجغرافيا التى فقدت أسم الوطن منذ الثلاثين من يونيو 89 . وهول أرقام المغادرين حضن البلاد الوطن خوفاً من الاستبداد يجعلنا نترنح مابين الصدمه والذهول كيف يستقيم الظل والوضع على ماهو عليه من اعوجاج. بالله سادتى كيف تُبنى الاوطان وشعوبها تضرب بقاع العالم مابين لاجىء وهارب أن اكثر من 35.9% من شعب السودان المختار من قبل الرب لتلك المحنه التى تسمى الانقاذ هم الان يهيمون فى كل بقاع العالم وبهذة النسبه المئويه يأتى شعب السودان فى الترتيب بعد الشعب الفلسطينى والصومالى ونفتح اعيننا دهشه عندما نعلم بأن نسبه المهاجرين والنازحين والهاربين من جحيم البشير أكبر فى النسبه المئويه من المغادرين لنفس الاسباب سوريا الاسد أو عراق ما بعد صدام والسودان بكل مساحته تلك والتى تبلغ 881 ألف كيلو متر مربع يقطن حوالى 5.98 % معسكرات النزوح وأكثر من 23.94 % فى العاصمه الخرطوم مكان المشير بنوم ، والنسبه الباقية 35% تحتل ما نسبته 97.5% وهذه الجغرافيا لم يرها المشير في منامه فى الخرطوم، ومن السياق اعلاة نُحدد أن عدد سكان الخرطوم حوالى 8 مليون مواطن يقطنون 22.736 كيلو متر مربع . والمواطنين الذين لم يغادروا البلاد منهم من قضى نحبه تعذيباً ومنهم من ينتظر فى سجون الإنقاذ دون محاكمات وبالمقابل يتمتع رجال النظام بثروات هائله تزداد يومياً بعد يوم ويتفاخرون بالبنيان والفار هات الحياد والمنتجعات والتسفار الى بلاد الله الواسعة نعمٌة ً ورغداً ويتزوجون ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، ويبتكرون مع إشراقه كل صباح جديد فن اخر من فنون قهر العباد . وينبع سؤال قديم قدم الإنقاذ فى حكم السودان لماذا لا يهب شعب السودان فى ثورة تعيد لهذا الوطن مجدة القديم...؟ ولماذا يصبر السودانيون على كل هذا الاستبداد والقهر ...؟ و المعروف عن شعب السودان بأنه صاحب أقوى ثورتين فى التاريخ الحديث أزاحت أقوى ديكتاتوريتين فى حقب سابقه ، صنع السودانين اكتوبر ومن بعدها ابريل الاغر ، نعم لم تكن عسكريه عبود ولا دكتاتوريه نميرى بكل هذا الجبروت الذى تمارسه الانقاذ من قمع وحشى و فض لبكارة الوطن. ولكن الحقيقة التاريخية للانظمه الشمولية والمستبدة على مستوى العالم تقول بان هنالك انظمه مارست قمعاً أبشع وظلم اكبر من ظلم الانقاذ على السودانين ولم يمنع ذلك جماهير تلك الانظمه من الثورة والوقوف ضد الظلم والقهر بل حفزهم وكان دافع لهم فى مسح تلك الانظمه من الوجود . لم يعرف على شعب السودان تلك الصفه من الخنوع والاستسلام ولم يكن فى يوماً من الايام شعباً هين المراس سريع التدجين ، التاريخ يشهد منذ بواكيرة بأن السودانين رفضوا حتى دخول الاسلام اليهم بحد السيف عندما قدم عبدالله ابن ابى السرح بجافله قاصدا دنقلا العجوز و سمى يومها النوبين الفراعنه الأصلين برماة الحدق ، فكل من ينظر لتاريخ السودانين يتاكد بانهم من أقسى الشعوب واكثرهم عداء للقهر والظلم وهم على استعداد تام للتمرد والثورة من اجل انتزاع حقوقهم بل حتى لرفع الظلم عن الغير ولو كان هذا الظلم يقع على الخيول وفى هذا كان بعانخى وما ادراك ما بعانخى حاكم السودان ومصر و معركته مع فرعون مصر فقط من اجل رفع الظلم عن كبد رطب فكان له اجر . شعب السودان يعانى اليوم من ظلم استبداد فى ظل حكم البشير اضعاف مضاعفه ما كان يعانيه فى حكم عبود او جعفر نميرى ومع ذلك نلاحظ ان لا امل فى ثورة او هبه شعبيه وكأن هنالك حالة من عدم الوعى غيبوبه عامه تمس الجميع ، شلل تام لارادة السودانين وفقدان كامل لبوصلته الجمعيه ، واحزاب معارضه تبدو اقرب ما تكون فى هدنه كامله مع النظام بل هى فى مرحله تماهى حقيقى وذوبان تام مع النظام فى طرحه الرامى لتمزيق الوطن وتفتيته ومحوة من خارطه وجودة الجغرافيه من العالم ، ويطل السؤال مرة اخرى لماذا لم تهب القوى الجماهيريه فى السودان من اجل انتزاع نظام الانقاذ ...؟ ونقول لعل الخطاب الدينى والاستلاب الثقافى الذى قدمته الانقاذ فى بواكيرها عمل على صبغ المجتمع السودانى فى فترة سابقه بقشرة ذات طابع دينى سلفى متشدد ولقد ادى ذلك الخطاب الى خضوع وخنوع جزئى للسودانين . وظهر فى تلك الفترة فقهاء ينادون بنفس الخطاب الأفيون كنوع أقوى من المخدرات للشعوب وكان التخبط وكانت البلبلة واضحة فى كثير من المفاهيم ألدينيه والعادات والتقاليد السودانية وشرخ النسيج الاجتماعي بصورة كبيرة وظهرت مفاهيم بعيدة عن الفكر السودانى مثل دعاوى الجهاد ونشر الاسلام فى جنوب السودان وعطلت الجامعات وتم اخذ الشباب كالنعاج الى سُوح حرب مفتعله باسم الرب ، ولم يعد سكان جنوب السودان فى نظر كثير من السودانين مواطنين بل اصبحو طبقاً لخطاب الإنقاذ الذى سمم الحياه بصورة كبيرة ، ذميين وكفار واجب فيهم الجهاد. وتلطخت سمعه المرأة السودانية والتى يشهد التاريخ لها وبدورها الرائد فى شتى المجالات الحياتية منذ عهد الكنداكات ، لم يتوانى الخطاب الدينى للنظام من قهرها و أزلالها ونقص حقوقها الاجتماعيه والسياسيه وحصرها وحشر كل ما يخصها فى طريقه لبسها وخروجها وهنا يقف التاريخ متعجباً أمام ذلك الشرخ العظيم الذى اصاب مكانتها والتى كان محفوظه ولها حقها السياسى فى التصويت منذ العام 1964 وفى ذلك العام كانت المرأة فى دوله مثل السويد مستلبه هذا الحق . طمس خطاب الجبهة الإسلامية القومية معالم الحياة السودانية واحدى هذة المنارات التى ظل السودانيون يفتخرون بها هى مكانه المرأة فى المجتمع السودانى وتسبب هذا الخطاب الرجعى فى تدنى مكانتها وتغيرت النظرة لها من كائن لهُ مكانته الاعتبارية الي وسيله للمتعه ، لذلك نجد أن أصحاب ذلك الخطاب زين لهم حب الشهوات من النساء كما الأنعام بل هم أضل سبيلا . أن المرأة فى نظر الفكر الاسلامى السياسي عموماً وعقليه الردة لمنظراتيه الجبهة الاسلاميه القوميه فى السودان بصورة خاصة هى كائن ليس أعتباريه كامله وهى مصدر للغواية والجنس وكانت المهزلة مطاره النساء فى الشوارع باسم المشروع الحضاري وفرض زى غريب عن عادات وتقاليد السودانين فى مفهوم السترة مايُسمى بالعُباءة وكانت الطامة الكبرى جلد النساء فى الأسواق بحجه لبس البنطلون . ونتيجة للخطاب الديني الموجه تم حشر بعض المفاهيم المغلوطه فكان الترويج لأكبر فضيحه فكريه على الاسلام وهى مفهوم الطاعه المطلقه للحاكم وتم الترويج لتلك الافكار بأن لايجوز الخروج على الحاكم مادام مسلماً ( أطع حاكمك المسلم حتى ولو سرق مالك وجلد ظهرك ) ونواصل اكرم ابراهيم البكرى [email protected]