روى أن النمر كان يكره القرد بدون سبب أو ربما يغتاظ منه لأنه سريع الحركة أو لتنططه من شجره إلى شجرة و من فرع إلى فرع و يعتبر هذا سخف و قلة أدب أو لأنه بتنطيطه يستطيع أن يري كل شئ يدور في ألغابه ,, المهم فى الأمر انه يكرهه.. فامسك النمر بالقرد ذات يوم و قال له أين طاقيتي .. رد القرد لم أراك يوما تلبس طاقية.. فغضب النمر و صفع القرد و ضربه و قا ل له تسرق طاقيتي و تدعوني بالكذب .. نصحت الحيوانات القرد ان يتقدم بشكوى إلى الأسد ملك الغابة .. فاستدعى الأسد النمر و قال له ما ممكن تلفت الأنظار اعمل ليك سبب منطقي أذا أردت ضربه.. لتفتعل إشكاليه معه .. أطلب منه مثلا موزه فإذا احضرها خضراء تقول له عايزه صفراء و العكس .. و بالفعل ترصد النمر بالقرد و طلب منه تفاحة اخرج القرد تفاحة حمراء فامسك النمر بالقرد و ضربه و قال له تاتينى بتفاحة حمراء و انا أريدها صفراء .. و بعد عدة ايام اخري من الرصد طلب النمر من القرد تفاحة فاخرج القرد تفاحة صفراء ضحك النمر ضحكة خبيثة و قال للقرد لا أريد هذه الصفراء في المرة السابقة تذوقت الحمراء و عجبتنى .. فاخرج القرد من جيبه تفاحة حمراء .. لم يجد النمر سبب لضربه فقال له اين طاقيتي الزمان ألسرقتها منى ,, هكذا أذن الأمر لن يرضي النمر ,, طالما النمر يصر علي افتعال المشاكل مع القرد و لا سبيل لإرضائه .. و على ذلك قس حكومة و حريات ,, حكومة و أعلام ,,, حكومة و شعب ,, ثم أوليس هذا ما حدث و يحدث بين الدول القوية و الدول الضعيفة ,, و الاسد هو المجتمع الدولى و النمر هو امريكا و الشعوب هى القرد ,, و الأسد في مرات أمريكا و النمر الحكومة و القرد الشعب ,, و تتغير الأدوار حسب الحالة فمرات الاسد الحكومة و النمر المحليات و القرد هو الشعب ,, الوحيد الذي لايتغير فى قصتنا دور القرد و دور الضعف ,, و قبل الحرب على العراق كان الحوار عن الأسلحة ألنوويه و حاول العراق أرضاء امريكا السماح لفرق التفتيش ,, الحوار و النقاش .. الخ و فى أخر الأمر تم ضربه و قصفه ,, فأين تلك الأسلحة النووية ,, و الشئ نفسه يحدث فى بلادي و عقوبات اقتصادية امريكيه عقدين من الزمان منذ عام 1997 و لا نستطيع إرضائها و العقوبات الاقتصادية تزداد شيئا فشيئا .. و الحكومة تلهث أحيانا و تقف حينا لإرضاء أمريكا و لا تجد سوي مزيدا من السياط و العقوبة و بعض الوعود الذائفه .. و أذا نظرنا بعين العقل و الضمير نجد أن هذا الضرب و هذه العقوبات لم تذهب بالحكومة و لم تضعفها .. الذي ضعف و مرض هذا الشعب المغلوب على أمره و هو بين مطرقتين حكومة تصفعه و دول عظمى تعصره و تمصره.. أضعفت الشعب و أنهكته .. العقوبات المفروضة ضيقت على الشعوب و من ثم لم تأثر فى الحكومة .. فالحكومات مدقدقة و مدفونة في النعم بينما الشعوب التصقت بطونها بظهورها من الجوع .. و شحب و اسود جسمها من العطش .. و غارت عيونها من الرهق و توقفت أيديها و أرجلها من التعب .. و الحكومات تقوي و تذداد بطونها ,, الذي ذاق العذاب و هذه الصفعات ما هى إلا هذه الشعوب و هذه المجتمعات التى ضاقت عليها الارض و الحياة ,, و تلك او هذه الحكومات لم تزول الذي ذال هو الشعب ,, و الدول العظمى و في مقدمتها أمريكا تدخل الظالم و المظلوم فى سلة واحدة فيأكل الظالم المظلوم .. و لا يضر الشعوب مثل أنصاف الحلول .. هو الذي يكتوى بنار العذاب .. و من ثم تمنع الموارد و تقف تتفرج فى عراك الايدى و تنسحق الشعوب و هى تحمل فى يدها عكاز للحجز .. تضرب به حين يزعجها العراك معتمدة على تفوقها و قوتها ,, ,, نعم سنظل كذلك و سيظلون هم هكذا طالما دولهم تتحد و دولنا تتقسم و تتفرق ثم تحلم دولهم تعمل و نحن نتكلم ,, و ما يحكم دولهم عقول و ما يحكم دولنا بطون ,, و نظريات كثيره فارغه ,, تجعلنا نسير الى الخلف ,, و لا نملك سوى هذا الحديث و ضرب الكف بالكف و التصفيق مع التفاف الراس يمينا و يسارا مستنكرين متعجبين ,, [email protected]