*ولا نتحدث عن سلاح الإشارة حيث ممنوع الاقتراب والتصوير.. *ولا عن إشارة المرور حيث تُقطع الحمراء منها (عادي جداً) في بلادي.. *ولا عن إشارة رجال الخطوط عندنا حيث تُرفع - لا شعورياً - عند أية هجمة انفراد (مريخية).. *نحن نتحدث هنا عن إشارات التواصل البشري من - وإلى - المخ.. *والفيلسوف كانط كان من طقوس كتابته التطلع إلى برج كنيسة مجاورة عبر نافذة مكتبه.. *وفي يوم وجد أنه تعذر عليه كتابة سطر واحد منذ الصباح وحتى حلول المساء.. *ثم انتبه إلى أن أعلى برج كنيسة الحي لم يعد مرئياً بالنسبة له كما في السابق.. *فقد اختفى وراء غرفة علوية بناها جاره أعلى منزله بسرعة قياسية.. *وحين أزال جاره الغرفة هذه - استجابة لرغبته - عادت (الإشارة) إلى عقله.. *وخبراء العلاقات (الحميمية) يشيرون كثيراً إلى أهمية عامل الإشارة.. *فلو انقطعت - لأي سبب - انقطع (التواصل) كانقطاع التيار الكهربائي عند نزع القابس.. *وصديق أعرفه - من أهل السوق - قال إن إشارته تنقطع فور تذكره لصك حان سداده.. *وهو لم يقل إشارة عصبية طبعاً - كما العلماء - ولكنه سماها (الكهرباء).. *والشاعر جرير- رغم تفوقه الشعري - تعرض لانقطاع مفاجئ للإشارة ذات ليلة .. *فقد أراد أن يرد على هجاء الراعي النميري له فلم تجد عليه قريحته ببيت شعر واحد.. *ثم يزعم أنه سمع آخر الليل - وهو غير آخر ليل إسحاق - صوتاً يسعفه بمدخل القصيدة.. *والمدخل كان هو (أقلِّي اللوم عاذل والعتابا ، وقولي إن أصبت لقد أصابا).. *وهي القصيدة التي يقول فيها البيت الشهير (فغض الطرف إنك من نمير، فلا كعباً بلغت ولا كلابا).. *ولم تقم لقبيلة نمير - حسب أخبار العرب- قائمة بعدها أبداً جراء تطاول شاعرهم على جرير.. *والآن سبب كلمتنا هذه اليوم انقطاع في الإشارة مثل الذي (تتحفنا) به قناة النيلين عند نقل المباريات.. *فكتاب الأعمدة قد يصابون بانقطاع الإشارة - كذلك- ل(تقاطع الإشارات) داخل رؤوسهم.. *وفي أيامنا (العجيبة) هذه فإن المقصود هو الإشارات السياسية تحديداً.. *وقد رأيت أن أعبر عن (الحالة) هذه كتابةً عوضاً عن اللجوء لخيار (الاحتجاب).. *ثم أستعين بالقراء سائلاً (الإشارة جاي وللا جاي؟!). الصيحة