كثيراً ما أجلس أتابع برامج الإفتاء علي بعض القنوات العامة و الدينية و أجد (جروح) دامية لا تندمل و بعض من (خربشات) داخل عُش الزوجية.. و هناك محاكم شرعية تقف فيها حواء تطلب أبغض الحلال..!! لأنها كرهت أدم الذي بجوارها و أدم لا يذهب للمحكمة، بل ينفذ أحكامه هو بنفسه لأنه هو القاضي و الجلاد..؟ بيوت كثيرة هادئة في شكلها الخارجي، ملتهبة من الداخل و الحريق فيها لا تطفئه الأيام أو صافرات الإنذار المسبقة (الدينية و الأخلاقية و سنوات العُشرة).. ماذا يريد أدم من حواء و العكس..؟ بعيداً عن رغبات الجسد التي تنتهي بانتهاء الممارسة الجنسية و لذتها.. ؟ و من يقود هذه العلاقة الفريدة..؟ بل .. من يكيد لمن..؟ يكثر الحديث عن الشراكة الزوجية هنا و هناك.. ويزداد التذمُر لدى الأزواج أكثر منه عند الزوجات ؟ فهُن و إن جهرن بشئ من ذلك، لا يتعدى حدود العلاقات الشخصية لدى أولياء أمورهن أو المُقربات من الصديقات أو من وراء حجاب في غياب الأزواج ليبُحن بذلك لدي بعض البرامح المٌختصة في بعض قنوات الفضاء.. أما الأزواج، فهُم في الغالب في كل وادٍ يتسخطون و يتكلمون متزمتون من تلك العلاقة و قليل من كظم غيظه!؟ هذا إذا كان هناك ما يغيظ أصلاً!!! من يمكُر بمن..؟ و دعوني أتساءل مرة أخرى.. أين كانت عقول الأزواج و الزوجات قبل الزواج عند التخطيط لذلك الفردوس المفقود؟أم إنتهي العسل بكل لذته الروحية و الجسدية وأتى البصل برائحته تلك و بدأت المأقي تزرف دموعاً زرفتها من قبل حتي و صلت قلب المحبوب و تحكرته بل و إحتكرته حتي توجت العلاقة بهذا القفص (الحديدي) المطلي ظاهرياً بماء الذهب و من ثم خرج الأزواج يتذمرون من دينهن و عقولهن متناسين بقية ما أتي به الشرع المُطهر في حقهن على الأزواج!! بينما تبدي الزوجات مللهن من بُخلهم العاطفي و المادي و إهتمامهم بأهلهم و غموضهم وصولاً إلى مرحلة الشك في ولائهم لهن..! هذا مع التذكير أن حواء مثل الفيل لا تنسى و (كمبيوترها) مبرمج على الإحتفاظ بما تسمعه و ليس ما تسمعه لغيرها..!! كثير من (نسخ) أدم سيئة جداً..جداً..جداً.. و بعض من حواء تبهر الشيطان بمُكرها..! الحياة محطات والزواج محطة يطيل الجلوس و الانتظار فيها سواء من هذه الفتاه أو تلك.. عليكم بالإستعداد لهذه المحطة مستصحبين معكم كل المنطق و الحكمة اللذان يحملان في جوفهما (طولة البال) لأن الرحلة طويلة والزاد يبدو أنه قليل لدى البعض!! بعض الأزواج من الجنسين تجده (قانص) لشريك/ة الحياة و يحصي حتى أنفاسه و ينتظر منه ما يعتقد أنه السقوط في جُب ما يريده أن يكون منه موضع لوم و تقريع.. من أسوأ ما ينشد الإنسان هو الكمال في نفسه و إفتراضه أنه المُكمل و أن غيره غير ذلك مع علمه المسبق أن الكمال لله تعالى وحده.. و إن ترك هذا الإعتقاد (الخاطئ) ، طفق يبحث عن أخر هو (original copy) أي نسخة أصلية له.. لو أدرك الزوج أن حواء التي تشاركه الحياة الزوجية هي نصفه الأخر و تختلف عنه تكويناً بدنياً و فكراً و عاطفة ، لهان عليه ، بل و تجاوز كل ما يرى أنه ضعف (بائن) فيها.. و لو إمتلكت حواء ذات الفهم، هان عليها كُل ما تعتقد أنها سلبيات في شريك حياتها الزوجية و لإستمر قطار ما بينهما حتى الوصول إلى محطة القناعة و الرضا بالمقسوم.. ليس للقلوب أقفال توصد عنها تسلل الحب إليها ، كما أن الحُب لا يرتبط بسن مُحددة أو فئة محددة من الناس. هذا ما تأكيد أن عين الإنسان لا يملأها إلا التراب و بعضه لا تمتلئ عينه البتة سواءً في الحُب أو غيره .. لا تراب و لاهم (يتعججون)..! و يا ديار ما زارك شر؟ و دمتم الرشيد حبيب الله التوم [email protected]