عندما يضرب المواطن علي( قفاه) ثم يلطم على وجهه في رأس كل ثانية من زبانية الأنظمة الحاكمة ، فهذا يعني أن الحكومة باقية وقوية وأن الدولة مزدهرة ومتماسكة داخلياً ،أما خارجيا فهذا لا يعنينا لأنه يدنرج تحت بند العمالة والإرتزاق وتحت هذا الشعار الفاسد الفضفاض يتم البطش والتنكيل والإقصاء والإهمال والمطاردة والنهب والإعتداء ... هذاما ظل وبات يحدث في هذا العهد بأبشع صوره منذ أن كان يافعاً الى أن بلغ من الكبر عتيا وربما ذات السيناريو تم تمثيله بزي مختلف ومتخلف في كثير من العهود الفانية (فهذا شيوعي ، شيعي ، شعبي ، إشتراكي ، وهابي ، كهنوتي ،متمرد، طابور،أو إرهابي وما الى ذلك من الصفات المتفق عليها فيما بينهم ولمجرد إلصاقها بالضحية لا يمكن النظر اليه أو حتى السماع له وهذا جزاء كل من تسول له نفسه قول شيئ ليس في صالح أي حلقة من حلقات الأنظمة الأسنة في أي ركن من الأركان وبعبقرية إبداعهم في هذا الجانب يتم تلفيق أي تهمة إفتعلوها أوطبخوها بليل مع تطويع نصوص الادانة لإضفاء شرعية القضاء عليه ولا يعطى فرصة ليستتاب فيما قاله أو ذكره من كفر ولاينظر أو يراجع ما قاله حتى لوكانت حججه مدعومة بكل الكتب السماوية أو من لب الدستور و القانون . لهذا سنظل للأبدنقبع في الذيلية ..لا نريد أن نعود للوراء كثيراً لتلك العهود المظلمة التي زعموا أنهم إتقذونا منها ثم عدنا إليها ونحن وهي على أسوأ حال وهم ما زالوا في نشوة الإنتصار والإنجاز ، فالمداد لا يكفي والاوراق لا تتسع ،والقارئ منهك ،لذلك دعنا نبدأ من الأمس القريب .. كتاب هذا العام بعنوان" جئنا ونحن هذه المرة لنهتم بالمواطن والطبقات الضعيفة وذوي الدخل المحدود ومعاش الناس، فكانت نتيجة الإهتمام الغلاء الفاحش والزيادات المدهشة في كل شئ وكل لحظة دون رقيب أو واعظ .المواطن إستنفد أنينه وجيبه المعدم فبكى ثم ضحك وضحك ثم بكى .تفشت البطالة عمت الرشوة والفساد غاب الضميروالدين والانسانية أصبحنا نأكل بعضنا بعضاً عيانا وهذا مالا تفعله وتعف عنه الذئاب! نريد أن نكسب نريد أن نعيش أن بيع أن نربح أن نقتات ولو بتشريح الأحياء لبيع أعضاءهم . بلغنا ما لم تبلغه أو تأتي به الأمم التي أمطر الله عليها من السماء الحجارة ولازلنا نبرر الظروف المعيشية والضرورات والمضطر يركب الصعب وما الى ذلك من الحجج الواهية ...إن كان ما يحدث سببه والقدوة فيه نظامنا الحاكم فهذا لا يعفينا من اننا سننال الجزاء كذلك عاجلاً أو جلاً فيما يلينا . عزيزي القارئ تمعن بمسرح الحياة أو أي مشهد من مشاهدها تجد الجميع مدان مع فارق حجم الإدانة ودرجاتها التاجر أوالغني يأكل وينهش لحم زبائنه ومن حوله بكل قسوة وإنتقام المسؤول يسرق بالنهار علانية ويتهمك بزعزعة الإستقرار والتحريض ويطابلك بمزيد من الصبر، رجل الامن يعتدي عليك ويبطش بك تيمه ثم يهمسون في أذنك إننا مأمورين ويبصقوا فيك إن باغتهم سيدهم...! الواعظ أوالإمام يكذب ألف مرة ويغش ويسرق الحاضرون ثم يتقدمهم بذات العمامة والسبحة لينهاهم عن الكذب والنفاق والغش ويردد الادلة الدامغة ، المعلم يشتم ويسب ويلعن الخلائق ويطالب تلاميذه بسعة الصدر والحلم ،الأجير ينتظر غفلة صاحب العمل ويعمل بإهمال وعدم ضمير واللامسئولية فيحبط عمله وتنزع البركة من أجره ، الصحفي الكبير يريد ويردد ويطالب بحرية الرأي والتعبير وينتقص من حق الأخرين ويعتدي عليه بكل وقاحة وحمق ، رئيس العمال بصلاحياته وسلطته يستغل من هو ادنى منه ويسخرهم لمصلحته ، اللجان الدائمة والمؤقتة برك ومستنقعات من الفساد . حتى من يدّعون أنهم أهل الخيرفي الذكاة والبر والإحسان وكافل اليتيم يأكلون الأموال بالباطل ،الموظف الصغيريختلس يتعالى يتماطل يرتشي ..!! كيف يمكن أن ينصلح الحال أو من أين ومتى؟؟؟ أسئلة ذات إجابات سهلة نظرياً لكنها ستظل معقدة عملياً طالما أننا ظللنا نقبع ونربي الصغار في تقديس حب الذ ات وراحتها وإستئثارها بكل ما تشتهي من الطيبات أوالخبائث دون الإعتبار للأخر وصدق النبي الكريم حين قال "لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [email protected]