الحرب والسلام ، رائعة تولستوى ، وهكذا توصف ، رواية عن الحرب والسلام ، تعطي صورة خيالية مركبة ، وواقعية في السياق الزمني والتاريخي للرواية ، فهى تعطي صورة واضحة لحياة القصور والبذخ التي عاشتها طبقة النبلاء في روسيا في عهد حكم القيصر اليكساندر الأول ، بينما تدور الحرب بعنف وتطرق أبواب موسكو وتسقط في يد الفرنسيين بقيادة بونابرت بعد حصار هائل، وبينما تعيش الطبقة الراقية حياتها المترفة ، هزم الجنرال ( شتاء ) جيوش نابليون ، فأنسحب و جيشه المنهك فى ظروف سيئة ، تولستوي كان من طبقة النبلاء وشارك في حرب القرم ، ورغم أنه من الطبقة التي أدارت الحرب ، الا انه نجح من خلال الرواية في إدانة الحرب وإعتبارها أمراً ( عبثياً ) وغير عقلاني ، الرواية صورت مآسي الحرب و فظاعاتها ببراعة وكانت دعوة للسلام وعدم مقاومة الشر بالعنف الا دفاعآ عن النفس، المؤرخين إعتبروا أن عدم منح جائزة نوبل لتولستوي يرجع فقط لأنه جاهر برفضه للجائزة ،، نوبل للسلام 2015م كانت من نصيب ( رباعية الحوار الوطني التونسي ) ، وتضم الإتحاد العام التونسي للشغل ، الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة ، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحاميين بتونس ، وذلك تقديراً لرعايتها وإدارتها ومساهمتها في الحوار بين المكونات التونسية ، وترسيخ عملية الإنتقال السلمي الديموقراطي للسلطة عبر الحوار ، نجح الحوار التونسي في إقناع حزب النهضة بالتخلي عن الحكم وتشكيل حكومة تكنوقراط برغم فوز حزب النهضة في الإنتخابات ، بعد منح اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس أعربت كاسي كولمان رئيسة لجنة جائزة نوبل عن أملها في أن يكون منح الجائزة هذا العام للرباعية بمثابة ( الهام لمن يعملون من أجل السلام على نطاق العالم ) ، في ظل هذه الأجواء كان محبطاً إعلان السيد مساعد رئيس الجمهورية عشية مؤتمر الحوار أنه بعد إنتهاء الحوار ( سيكون هناك معسكر للسلام ومعسكر للحرب ) ، وهو حديث غير موفق ويفتقد اللياقة ، هل يعقل ان يعلن نتائج الحوار قبل أن يبدأ ؟، هذا الإعلان جاء بعد مقابلة السيد مساعد الرئيس مع الإمام الصادق المهدي ، حزب الأمة ربط قبوله الحوار بتهيئة اجواء الحوار وفي مقدمتها إجراء تحضيرات للحوار ، إتفق مع هذا الرأي تحالف قوى المعارضة وأكثر من عشرين حزباً كانت إلى وقت قريب جزء لجنة ( 7+7 ) ، ويقيناً لايمكن تصنيف هؤلاء في معسكر الحرب بأي حال ، أما المعارضة المسلحة فهي الأخرى لم ترفض الحوار وأعلنت موافقتها على وقف إطلاق النار و طالبت بالتحضير الجيد للحوار في الخارج و امنت على إنتظام الحوار في الداخل بعد توفير الضمانات المطلوبة ، الحكومة لاتستطيع أن تسمي من حضروا بالامس من الموالين لها لجلسة الحوار ( بالمعارضة ) ، وهم لم يدعوا يوماً أنهم ( المعارضة ) ، وليس من المنطق أولغرض إحترام عقول المواطنين أو الضيوف الحاضرين أن تصطنع الحكومة لها معارضة وتجلس لمحاورتها في شئون حتى لو إتفق الحاضرين حولها بالإجماع فليس لهم القدرة على إيقاف الحرب ولا تخفيف الإحتقان السياسي والإنهيار الإقتصادي ، لأنهم ليسوا الشركاء الذين يمكنهم أتخاذ قرار إيقاف الحرب من الجهة الاخرى أو الدخول في مرحلة بناء الدولة و الإحتكام لآلية التداول السلمي للسلطة ، إذن هذا الإعلان عن معسكرين سيكون المسؤل عن حالة الإستقطاب الحادة المتوقعة ويتحمل وزر أي سفك للدماء ، هكذا الإنقاذ تريد الرجوع ( لمربع واحد ) حيث كان هناك معسكر المؤمنين ومعسكر الكافرين ، ماسيحدث سيفاقم مشاكل البلاد ويزيدها تعقيداً ، سيرتفع سقف المعارضين مع إرتفاع ( كلفته) ، مع الاسف ففى بلادنا لا شبيه لمكونات الرباعية ، فاتحاد العمال موالى للحكومة ، و اتحاد اصحاب العمل مشغول بعطاءات الدقيق و الدواء ، المؤتمر الوطنى على استعداد للتنازل عن السلطة كما فعل حزب النهضة التونسى ، و ليكن ما يكون،، نواصل