عودة إلى مقال سبق أن تكبته في جريدتكم الغراء في عام 2010م من المؤكد أن أي سوداني يعمل علم اليقين أنه يعيش هذه الأيام ظروف سياسية ومعيشية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة مع حمى ارتفاع سعر الصرف الموازي وما يشهده السوق المحلق للأوراق المالية من عمله صعبة وما أدراك من العملة الصعبة يندر أن يوجد لها مبرر منطقي يقنع السائل بجواب شافي كافي والمواطن بالداخل يكتوي بل ويشوى جلده وظهره ووجه والديون التي أثقلت كاهله في سبيل تأمين لقمة العيش بالأسعار الجنوبية للمواد المعيشية اليومية التي هي محور واذرعها مرتكز لحياة من تحت مسئوليته من الأطفال الأبناء والطلبة والمرضى والعائلة ولا أحد يستطيع أن يوقف ذلك الطوفان الكاسح والجارف لكي يقف عند حدوده ليبرد جوف المواطن الذي أنكوى بأشياء ليس لها مثيل في العالم من حولنا من تصاعد لا يهدأ ألبته . وعند تمعن النظر في المسببات هي في تقديري المتواضع وهنا أترك الرأي للمختصين عبارة عن تراكمات وتصاعد لأخطأ إدارية اقتصادية جهوية تآمرية ممنهجه حزبية تصب في الإمعان في تعذيب المواطن البسيط والذي أصبح يشكي لطوب الأرض من أكذوبة تردد عند كل صباح ومساء على الأسماع بكافة الوسائط السميعة والمرئية والمقروءة بان السودان مقبل على انفتاح لاستقرار كبير في ظل ما يتمنى الجميع من تصالح وتحاور وتجانس ورتق النسيج الاجتماعي للملمة الحروب والنزاعات التي لم تطفأ نارها منذ أن بدأت لأكثر من نصف قرنا أو نيف من الزمان كانت حرب انفصال الجنوب جزء منها وألان بالوكالة عن مناطق ونزاعات . ولا يزال النفق يزداد ظلمة وعتمة . وكم مرات عديدة سمعنا بين الفينة والأخرى من مخرج وأخرها اتفاقية الدوحة وتصورنا وأفرحنا أنفسنا وطمئنا أطفالنا وأسرنا من حولنا ومشاعرنا وتناديا بأهازيج الفرح والطرب وأصبح المواطن يحلم بالفرج بعد أن شبع وتشبع وتمرغ في الشتات والنزوح والتشرد وكم منهم من أصبح لأجئ بوطنه يقتات من المنظمات ويعيش في ألأكواخ بالمدن الكبيرة وما سببه ذلك النزوح من أزمات للمياه والكهرباء وتأثير مباشر أو غير مباشر للبنيات التحي المتهرئ أصلا قبل ذلك الضغط عليها ومنهم من يعملون بالمهن الهامشية تفتقر إلى أبسط الحقوق الإنسانية، ينتظر رحمة الله أو من في قبله ذرة رحمة . أصبح الأطفال والشباب والشيب يعيشون في حالة نفسية جلها يحتاج إلى علاج لزمن طويل من ذلك الإدمان والإمعان في الفشل الجماعي والبطالة المقننة وتعطيل للتمنية في أيجاد حلول ايجابية نضع الوطن إلام في مرفأ ألامان والاستقرار والعيش الكريم يسالم كلا منا ألأخر والمعادي له بوجه نظره . وكم تعطشان بان تكون الحكمة والحوار والتراضي والتآخي لغة للحوار بدلا من لغة البندقية وصوت الرصاص وأزيز الطائرات وصوت جنازير الدبابات وضحيته من الأبرياء والنساء وتشريد الأطفال وأصبح لا تجد أسرة إلا ولديها فقيد أو شهيد أو نازح أو معاق جسدي أو ذهني وأمراض عضال كل ذلك من أجل الأغراض السياسية القحة بدون وازع ديني أو خلقي أو عرفي أو إنساني كلها عبارة عن أيدلوجيات لا ترضى بالطرف الأخر فقط نفسي والطوفان كأنما نحن بحلبة مصارعة لعرض العضلات ليفوز بالكأس وقطعة الطورطا كاملة الدسم ، وكلنا يعمل مدى فداحة الحروب وإفرازاتها النتنة من أعاقات جسدية ومعنوية واقتصادية وسياسية وإنسانية تؤدي إلى تدمير وخراب مقومات البلاد والعباد وتجعلنا في الصفوف الخلفية المتأخرة بين الأوطان والبلدان والعالم من حولنا. وبين الفينة والأخر يخرج لنا بصيص ضوء خافت في نهاية النفق يطرب أسماعنا عن مبادرة وحوار ولقاء وتصافي وتوسط ولجان من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ....الخ ولكن تمضي الأيام وتنضوي والشهور وتعبر السنين ونحن مكانك سير لا نحرك شي سوي زوبعة في فنجان ويتبعها صرف أموال وميزانيات للدفاع والأمن والاستخبارات كان الأجدر أن تصرف لتمنية البلاد والعباد لأساسيات في الطرق والعلاج والبحوث العلمية والتعليم الأكاديمي أو التقني أو تمنية وتأمين السكن والمعيشة الرخيصة المنشودة لأهلي الغبش والدهماء والرجرجة من الشعب السوداني المكلوم والذي يعيش تحت نير ظلم السوداني للسوداني من أبناء جلدته هم السبب الأول والأخير في استمرارية لأن مافيا النزاعات هي المستفيد الأول والأخير. يحدونا أمل ويتجدد صباح مساء أن يخرج السودان من هذا النفق المظلم الكالح الظلام والذي تحفه المخاطر الجسام من كل الجهات وذلك في القريب العاجل وان يرجع أبناؤه لرشدهم وصوابهم وإلى صوت العقل والحق المبين يتحكم في مشاوراتهم وحواراتهم يرجع الحق الأصيل إلى أهله ويعترف كلا منا للأخر بأخطائه وينزل برداً وسلاماً على سوداننا الحبيب ويسعد أبناؤنا وأحفادنا وأنعامنا بازدهار يظله السلام والأمن والأمان والاستقرار بمعناه الشامل العميم ونعيش ونرتوي من نيله العذب الفترات ونستظل تحت سمائه ونحرث أرضه ونخرج كنوزه وثرواته ونعيش أمة واحده وهو بكل تأكيد يسعنا جميعا عندما نكون أخوة متكاتفين في الهدف وهو رفعة بلادنا والصمود من أجله والذود عن حماه بالغالي والنفيس كلنا يد واحده ضد أعدائه . هل يا ترى سوف يتحقق هذا الشعور يوما من الأيام ويصبح الحلم حقيقة يمشي بيننا . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،، عدلي خميس [email protected]