إنني لست بفيلسوف ولا باحث وليس بخبير ولكني مواطن بسيط أفك الخط في دهاليز الإعلام وقبيلته الكبيرة والمنتشرة والمتعددة وذات الألوان السبع ممثلة قوص قزح بألوانه الزاهية البهيجة والتي تبين مدى التداخل والانسجام حتى يظهر بذلك المنظر الخلاب والذي يلامس قلوب الجميع وما يتركه فيها من فرحة وسرور. أجد في نفسي حديث كثيرا ما تحفظت الكتابة عنه ولكنه حقيقة مريرة نعيشها نحن السودانيون وفي عدم وجود غيرة كافية تليق بوطنيتنا ووطنا ولا نجيد كيفيه الدفاع عنه من واقع حسي ومعنوي وإيماني فقط على مستوى لفظي غوغائي حماسي غير مدعوم بالمواقف ذات الشكيمة وربما يختلف معي البعض بأنني أهزوا ولكن في سابق الأيام الجميلة عندما كنا بالفصول الدراسية من سبعينات وثمانيات القرن المنصرم كانت هنالك مادة شيقة وممتعه تسمى التربية الوطنية تدرس بانتظام وتأخذ عليها درجات وهي من المواد الثابتة الرئيسية التي تحسب في النجاح ذو الطعم الشيق المتميز لأننا كنا عندما تأخذ النتيجة الامتحان تظل تنطط فرح يعلوك الابتهاج وتمشي كالطاؤؤس تختال لنيلك الدرجات وبالذات لو كنت من العشرة الأوائل لأنها درجة كبيرة تتطلب جهدا وبزلاً من السهر والمذاكرة والتركيز حتى تحصل عليها ، ويستقبلك والديك بفرح وأهازيج وربما تطورت لزغرودة من والدتك أو خالاتك أو عماتك أذا كانت من مرحلة لمرحلة مثال ألمتوسطه أو الثانوي وكثيرا ما كانت تتوجها بخور التيمان خوفا عليك من العين ممن لم يحالفهم الحظ من أقرانك من دفعتك بالمحلة أو القرية أو الجيران لأنها كانت مدرسة بما تعني الكلمة من معنى تنافس شريف وتحصيل علمي متقدم شامل وكامل الدسم ومسئولية تشهدها في تصرفاتك منذ نعومة أظفراك فكان الواحد منا عندما يكمل المتوسط أو الثانوي فهو لدية من الحصيلة العلمية التراكمية والثقافة ما يفوق الخريج أرقى الجامعات ذات الصيت العالي والتي يصرفون عليها دم قبله في أيامنا الحالية الجائرة. وتلاشت عبر السنين هذه المادة بقدرة قادر في السنوات الأخيرة وخلافها كثيرا وعندما أراجع مع أبنائي ممن هم بمراحل موادهم الدراسية متى ما سنح وقتي أو بالإجازة أجد هنالك الكثير بل الكثير جدا من الفوارق الذهنية المعششة في راسي والعقلانية والمعرفية والتاريخية والثقافية وخلاهما في المناهج الجديدة عديمة الدسم والتي في تقديري الشخصي لا تخلوا من الحشو. نرجع لحديثنا المهم فنحن في واقع الأمر نجد عندما تقوم مشكلة مثل ما طفح في الإعلام ( شلاتين / حلايب ) نجد منا وكأن الموضوع لا يهمه من بعيد أو قريب وعلى وجه الخوص الصفوة من الساسة وأصحاب القرار من جهات تشريعية أو تنفيذيه أو قضائية هنا تتولد كمية من الأحزان داخلي ويضيق صدري وأكيد من هم مثلي كثيرون لأن الدفاع عن أرض الوطن محكومة فقط بما يتردد في ألأجهزة الإعلامية المرئي والمسموع والمقروء . ونجد عكس ذلك تمام في الأجناس الأخرى ممن عاشرناهم خلال حلنا وترحالنا في السفر وحياتنا بحيث لا يقبل أن يداس طرف من بلاده وبالإمكان الاقتتال معك أذا ما أخطأت وذكرت ما يمس وطنه الكبير حتى ولو بزلة لسان يتهيج وينفر في وجهك وربما لولا الصلة لضربك وربما خسرك وقاطعك . ونحن وبكل أسف شطار جدا في الخلاف السياسي الحزبي الضيق الداخلي العقيم والذي لا يغني ولا يسمن من جوع فقط ينصب في مصالح حزبية ضيقة الأفق ورجعية نتنه تأصيل للتفرقة والتشرذم والانتصار للنفس وحب الذات فقط وليس للوطن الأم الذي هو مفخرتنا ومصدر عزمتنا وكرامتنا بين الأمم والشعوب . وعلى الرغم من كثرة المعارضة والمعارضين وحاملي السلاح والمدعون تشدقا بالوطنية من أجل حفنة دولارات أو مناصب رئاسية أو وزارية عند تقسم الكعكة الكبيرة ، لم نلحظ أي قول أو صوت لهم ولا شجب ولا احتجاج ولا استنكار يعلو لنصرة الوطن وأرضه وعرضه وتحريره ممن يدنسونه وهو عليها حق وواجب يتطلب الذود عنها بكل غالي ونفيس، ومن هنا أسوق صوتي بأعلى ما أملك من قوة أين دور السودانيون الأوفياء من المطالبة بإعادة الحقوق إلى أصولها وإيقاف المعتدي أو من تسول له نفسه بالتلاعب بحق أرض الوطن الغالية على نفوسنا وهي بمثابة العرض والنفس التي بين جنبينا والولد وغلا م نملك عند حدوده إذا كان بالطيب أو بالقانون أو بالعرف أو بالسياسة أو بالسيادة . نداء نطلقه من مواطن مخلص لحملة وطنية جبارة للوقوف حول ضرورة إعادة سيادة أرضنا التي يسعى أشقاؤنا المصريون على العمل على الغير الديموغرافي في تغيير للهوية بجميع أشكلها الإداري والتنفيذ والقانوني حتى يطمسون الهوية السودانية التي هي أساس وأمانينا أن يكون ذلك عبر الطرق الشرعية المحلية والإقليمية والدولية حتى يرجع الحق إلى أهله . ونحن لسنا دعاة حرب ولكن عند الضرورات تباح المحظورات . لعلي أكون قد أوفية الجزء اليسير من حق الوطن علي بلساني وذلك اضعف الأيمان. والله من وراء القصد وهو المستعان ،،، عدلي خميس [email protected]