بسم الله الرحمن الرحيم المترقب و المتابع لمجريات الاقتصاد فى السودان يحس و يلتمس التراجع و التناقص و التناقض اليومى الذى يمر على البلد وليس هناك بصيص من امل او نور يتجلى وينجلى او ضوء شمعة صغير يظهر فى نهاية النفق المظلم يفرح الانسان السودانى بأن هناك امل يرتجى او هناك سياسة اقتصادية تخرج الناس من الظلمات الى النور فالإنسان السودانى اصبح يبدأ يومه بإحباط كامل يتجدد هذا الاحباط فى صبيحة اليوم الثانى !!! وليس هناك خطط علمية مدروسة بل ان هناك على ما يبدو ذئاب بشرية تنهش و تقتل وتدمر دمارا شاملا فى بنيات الدولة الاقتصادية فساد استشرى هنا و هناك تحولت الدولة الى مصلحة كبيرة للضرائب و الجبايات فكل دواوين الدولة اصبحت تتفنن فى كيفية تحصيل الرسوم فليس هناك مصلحة واحدة فى هذه الدولة ليس بها رسوم فالكل يأكل اموال الناس بالباطل وربط الطريق صار شيئا مشاعا حتى احس بعض الناس واقتنعوا بهذه الرسوم واعتقدوها شيئا مباحا مشروعا تفرضها الدولة متى شاءت و بالكيفية التى تختارها و لا احد عليه غير سمعا لبيك و سعديك ايها الحاكم وأعوانه !!! مستغلة طيبة هذا الشعب الطيب الصابر المطيع لحكومته وحاكميه ويخرج ألينا بعض الدعاة بإطاعة الحاكم اطاعة مطلقة !!! فكيف تكون هذه الطاعة وأنا أراه أمام سمعى و ناظري يدمر فى بنيات الوطن ومستقبل اجياله !!! لم يكتف بتلك الرسوم فى الدواوين الحكومية و لكن انفتحت شهية الذئاب الكبيرة اكثر و اكثر ونشروا الذئاب الصغيرة او ما يسمون فى الماضى البعيد بأعوان السلطان على الشركات و المتاجر ووصلت بهم الجرأة بملاحقة المواطنين فى عقاراتهم او منازلهم يطلبون رسوم النفايات وما ادراك بالنفايات وعيناك على المنظر الذي يتقزز منه القريب و البعيد !!! تفننت هذه الدولة فى القروض الربوية ونست و تناست الاجيال القادمة التى سوف تتحمل فوق اوزارها اوزارا آخرى جراء هذه السياسات الاقتصادية الرعناء من اوزار و ذنوب وتجارب هذه السياسات الراهنة والتى لم تكن جزء او طرفا منها و انما هى النظرة الضيقة والأنانية وحب النفس و الأنا ! اناس فى تقديرى ينعدم عندهم الاحساس بالمسئولية اناس اغوتهم و ملكتهم هذه الدنيا الزائلة وصاروا لا يميزون الصواب من الخطأ؟ ما جعلنى اليوم اصرخ فى وادي الذئاب أمر غريب عجب فهو على مرأى ومسمع من القادة و المسئولين فى هذا البلد الطيب المأزوم فبعد ان دمروا التعليم وأصبح لا تستطيع له طلبا ودمروا الصحة و أصبح ماؤها غورا وقضوا على الشركات الحكومية التى كانت موردا للعملات فأحالوها صعيدا زلقا ودمروا الخطوط البحرية وخرقوا السفن و اغرقوا اهلها وشردوهم وكذلك الخطوط الجوية السودانية و السكك الحديدية والنقل النهري وجميع موارد الدولة الاقتصادية وأصبحنا نقلب كفينا على ما أنققنا فيها عبر الحقب التاريخية المختلفة من دعم و تعمير وتطوير فأحالوها هشيما تذروه الرياح !! ( استغفر الله و اتوب إليه .!!). والآن قد اتجهوا اتجاها آخر فريد من نوعه فقد بدأ التدمير لشئ لم نكن نحسب له حسابا أجبرنا على الصياح فى وادي الذئاب ولم نجد عنه مصرفا فالذى يحدث فهو استهداف وتدمير مقصود لثروتنا الحيوانية وعلى ما يبدو هى نهاية المسرحية والنهاية المتعمدة لتحطيم و هلاك جميع البنيات التحتية لموارد الدولة الاقتصادية !! وبما أننا مصنفون فى العالم العربى و العالم الافريقى نحن الدولة الاولى فى أنتاج الثروة الحيوانية فقد كان حتى وقت قريب و حفاظا على تكاثر ثروتنا الحيوانية يمنع القانون منعا باتا وبكل صرامة وعلى مستوي كل المدن و القرى ذبح الاناث أو تصديرها للخارج والآن حدث و لا حرج زيارة واحدة للأسواق وأماكن بيع اللحوم لتشاهد هذه المأساة وهذا الضياع وهذا الاستهداف التدميرى الذي يمسنا فى الوقت الراهن و المستقبل و يضعف انتاج ثروتنا الحيوانية التى تميزنا بها و يمس اجيالنا القادمة و مستقبل هذا الوطن الجريح ,!!من هو المسئول الذي يسمح بانقراض الثروة الحيوانية أليس هناك رقيب او حسيب يراجع القرارات الغير مسئولة .؟ هذه صرخة او صراخ او نحيب او بكاء فى وادي يسمى و ادي الذئاب نبكى فيه على اطلال هذا الوطن المجروح ونتباكى فيه على هذه المحن و الاحن التى اصابتنا ومن من؟ من أناس من بنى جلدتنا ؟!! لا يبالون و لا يستحون ولا يخشون ولا يختشون !! أغثنا أغثنا يا رب يا رب العزة و الجلال يا رافع السماء بلا عمد كف عنا شر هذه الذئاب الجامحة التى قضت على الاخضر و اليابس وهى لا تميز ما بين المعقول و اللا معقول ولا تفرق بين الحق و الباطل . أسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا بقلم/ عبدالمنعم على التوم [email protected]