حينما أشاحت الحرب بوجهها القبيح فى جنوب السودان فى ليلة الخامس عشر من ديسمبر 2013 واندلع الاقتتال الاهلى بين فصائل الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان انفتح الباب موارباً للعنف فى مشهد لم يسبق له مثيل وانطلقت القبلية من عقالها فامست عقيدةً قتال لقوات الطرفين. وحرى بِنَا القول ان الحرب قد حصدت ارواحاً كثيراً كما احدثت جرحاً غائراً فى المجتمع وهو الجرح الذى ماانفك ينزف اذ لم يندمل بعد .ومما لا يدع مجالاً للشك ان قادة البلاد فقد فشلوا فى وضع أوزار الحرب وطى صفحاتها الممزقة الى غير رجعة ومن ثم ارساء اسس ودعائم الوحدة والسلام والمصالحة الوطنية بين ابناء وبنات هذا الشعب العظيم .وصفوة القول ان اتفاق تسوية نزاع جنوب السودان الذى تم توقيعه فى السابع عشر من اغسطس 2015 بقاعة ألحرية بك بجوبا كان إنجازاً كبيراً يرسى دعائم السلام والوحدة والمصالحة الوطنية بين ابناء وبنات شعبنا العظيم ،وعلى هذا النحو يجدر بِنَا الناى بانفسنا عن الأسباب التى تسهم بشكل فعال فى تمزيق عرى الوطن ويحرك الجمر الثاوى فى النفوس .ومهما يكن من امر فانه يبدو جلياً ان ثمة أطراف من تجار الحرب فى بلادنا مايزالون يدقون طبول الحرب وذر المنشم ويتبنون مواقف سياسية وخطب حماسية مستلهمة من خطب الإسلامويين الملتحيين من جهابذة الموتمر الوطنى ودهاقنه فى تسعينات القرن الماضى حينما دأبوا على حشد مجموعة من الغوغائيين الدهماء الذين كانوا يرددون شعارات مبتذلة (أمريكا وروسيا قد دَنا عذابها) وفى لحظات تجليات الكذب ورددوا بفم ولغ من دماء شعبنا المناضل (نحن للدين مجده ..نحن للدين عزه ،او تراق منا دماء او تراق منهم دماء او تراق مل دماء .وبطبيعة الحال ركب نظام الموتمر الوطنى وقتئذ مطايا الحروب والوحشية تحت دعاوى القضاء على التمرد الذى كان يقصد به الحركة الشعبية وجيشها الشعبى لتحرير السودان .وقد تبنى نظام الطاغية عمر البشير ورهطه سياسات عنصرية فضلاً عن الحملة الشعواء التى قادتها الصحف الموالية للنظام الفاشى وكذلك مراكز الدارسات والابحاث وقد كانت صحيفتى الوفاق وألوان لهما قصب السبق فى الدفاع عن العقيدة والوطن المفترى عليهما اذ رفعتا عقيرتهما وناصبتا رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان المفكر الثائر الشهيد الدكتور جون قرنق .كما لعبت صحيفة الانتباهة دوراً كبيرة فى نشر خطاب الكراهية ابان الشراكة السياسية البائدة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطنى،فما أشبة ليلة بعض صحف بلادنا ببارحة صحيفة الانتباهة السودانية والكنجورا الرواندية العنصريتين اذ ان السياسة التحريرية لهذه الصحف التى سبقت الإشارة قد ساهمت بشكل غير مسبوق فى التحريض لشن حملات قتل وارتكاب مجازر ومزابح راحت ضحيتها العديد من الانفس .وعلى هذا النحو ينبغى على على الشرفاء من ابناء وبنات شعبنا المحب للسلام والمصالحة ان يستلهموا دروسو تجارب الشعوب التى اقتتلت فى حروب عبثية ،فلتكن الذكرى الاولى لاتفاق تسوية نزاع جنوب السودان الذى يوافق السابع عشر من اغسطس 2016 بداية عهد جديد للسلام والأمن والاستقرار والنماء . مشار كوال اجيط /محامى [email protected]