1- ***- تمر غدآ الجمعة 2 سبتمبر 2016، الذكري ال128 عامآ علي (معركة كرري) الشهيرة التي وقعت في يوم الجمعة الثاني من سبتمبر عام 1898 بين قوات عبدالله التعايشي وكان تعدادها نحو 66 الف جندى، ضد قوات الجيش البريطاني المدعومة بقوات مصرية كبيرة مسلحة بالمدافع الرشاشة الخفيفة والمدافع الاتوماتيكية الحديثة، دعمتهم ايضآ بشدة البواخر الحربية التي قصفت بمدافعها الثقيلة ارض المعركة. 2- ***- كتب التاريخ كتبت كثيرآ عن المعركة غير متكافئة بين الطرفين المتحاربين، وكيف الجنرال كتشنر امر بوقف إطلاق النار بعد سقوط أكثر من 18 الف قتيل من الأنصار، إضافة إلى أكثر من 30 الف جريح، في معركة كانت مدتها ساعتين من بدء المعركة التي بدأت في الساعة السادسة صباحآ وانتهت في تمام الساعة الثامنة صباحآ، وانتهت المعركة بانسحاب الأنصار إلى غرب السودان ودخول كتشنر امدرمان عاصمة الدولة المهدية واستباحها لمدة ثلاثة ايام، نكل فيها الجنود الانجليز والمصريين سكان المدينة اثناء بحثهم عن الفارين من جيش التعايشي. 3- ***- هناك عدة اسئلة سبق ان طرحت من قبل عدة مرات، وتجددت في كل مرة كلما جاءت ذكري (واقعة كرري)، ونطرحها اليوم عسي ان نجد هذه المرة اجابه عليها: (أ)- ***- لماذا رفض غالبية السكان في الخرطوم وامدرمان وضواحيها الاشتراك في جيش عبدالله التعايشي، والتوجه الي منطقة "كرري" للانضمام مع الانصار ومحاربة القوات الاجنبية؟!! (ب)- ***- في عام 1898 كان عدد سكان الخرطوم وضواحيها، والخرطوم بحري، وامدرمان -(احصائية تقريبية) نحو 200 ألف نسمة-، من هذا الرقم خرج للقتال فقط نحو 66 الف محارب!!..والباقون لزموا منازلهم، ولم يهتموا بتجهيزات عبدالله التعايشي واستعداده للحرب!! ولا بدرت من الاسر والاهالي اي ردود فعل او تضامن معه!!، فما الاسباب التي ادت السكان الي هذا الموقف السلبي البعيد عن الوطنية؟!! (ج)- ***- هناك بعض الكتاب والمؤرخين كتبوا عن عبدالله التعايشي، انه كان ديكتاتور بمعني الكلمة، بغيض ومكروه من كل السودانيين الذين تمنوا موته وزوال حكمه، وتبعآ لهذه الكراهية الكامنة في قلوب الناس، احجموا وامتنعوا عن الانضمام الي جيشه (العقائدي) المقرون بالفساد والارهاب!!، رفضوا بشدة مساندة ومؤزرة جيش الدراويش، هل حقآ كانت هناك كراهية بهذا القدر الكبير ضد التعايشي؟!! (د) ***- بعض الكتاب والمؤرخين كتبوا ايضآ، ان أهالي امدرمان خرجوا في مظاهرة كبيرة بعد هزيمة عبدالله التعايشي في(كرري) وانسحابه الي الغرب، عبروا فيها عن فرحهم وابتهاجهم بالخلاص من الديكتاتور، فهل حقآ ابتهجت امدرمان؟!! (ه)- ***- هل نكاية في عبدالله التعايشي رفضت جماهير الخرطوم والخرطوم بحري التوجه الي امدرمان لحمايتها من الغزو البريطاني- المصري، وتركت جيش عبدالله التعايشي بلا سند؟!! (و)- ***- هل حقآ لو كان عبدالله التعايشي رحيمآ بشعبه وما عرضهم ل(مجاعة سنة ستة)، ولا فتك بمعارضيه، ولا حول نظام دولته الي (ثكنة) عسكرية، ولا جنح الي الاستبداد وحكم الفرد...لوجد وقتها الدعم الشعبي الكامل، ووقفت الجموع خلف رايته ، ولما انتصر عليه كتشنر؟!! 4- ***- هل حقآ نحن الان نعيش زمن حفيد عبدالله التعايشي؟!! ***- هل عام 2016 يحمل نفس ملامح وشبه عام 1898؟!! ***- هل حقآ ما اشبه الليلة بالبارحة؟!! بكري الصائغ [email protected]