كشف إضراب الأطباء الأخير أن (كثيراً ) من الرافضين لهذا الإضراب يتجاهلون حقيقة أن الإضرابات النقابية والمهنية هى الوسيلة الأكثر سلمية و تحضراً لنيل المطالب وإحداث التغييرات! فهم يعيبون ويستنكرون على هذا الإضراب حمله لصبغة سياسية ! وكأن النقابات ليست جزءً من أدوات مجابهة الديكتاتوريات! ولربما قد ظنوا أن هذه الحكومة أصبحت قدر الله الذى لافرار منه ولذا يتوجب إيقاف سير قافلة الكفاح وإناخة بعيرها ! اعتقادى أن تلك الفئة من الناس قد أذهلها نجاح الإضراب وتحقيق بعض من مقاصده ، ليأسٍ ألمَّ بها من كل عمل معارض ، ففقدت - جراء الفشل المستمر- إيمانها فى وصوله إلى ( ميس) الديمقراطية ، وترتب على ذلك أن رسخ فى الوجدان وخويصة القلوب ( أن لا خلاص) بعد الآن ! ومنهم كذلك من شاء بملء إرادته التكيف مع الواقع بذريعة ( جِنٌ معلوم ولا آخر مجهول) .لذلك تجدهم يتشددون فى رفضهم للإضراب بدفوعات ومبررات عدة ظاهرها ( الرأفة بالمرضى) وباطنها ( الخوف من المجهول والكفر بالبديل) ، فهؤلاء قد ألفوا بطول الزمن (البِركة) التى يتعايشون داخل مياهها الآسنة ، بمظنة أن ما تحتويه هو الماء الطهور !! إنه أمر سايكلوجى بحت، ولا ذنب لهم فيه أو يد . محمود ،،، محمود دفع الله الشيخ / المحامى [email protected]