حدثني من هو ذو صلةٍ وثيقة بتحويل الحكومة من حالة كونها ورقية إلى حالة إلكترونية.. أن أكثر ما يشجع حكومات الولايات ويحفز مسؤوليها ويشجع منسوبيها على الأخذ بأسباب العولمة وتطبيق مشروع الحكومة الإلكترونية هو أن تنعقد فيها مؤتمرات تجمع بين السياسة والاقتصاد والتقنية والعلم.. يسمى واحدها بمؤتمر معلومات الولايات.. أو ملتقى المعلوماتية.. وحيث أننا قد شهدنا بالأمس افتتاح ملتقى المعلومات هذا في نسخته الرابعة عشرة بحاضرة بحر أبيض ربك.. فهذا يعني أن النيل الأبيض هي الولاية رقم 14 في سلسلة ملتقيات المعلوماتية.. فإذا أخذنا في الاعتبار إفادة محدثي أعلاه عن تأثير انعقاد الملتقى على حماس الولاية وإقبال مسؤوليها على إكمال مشروع الحوسبة.. مقروءا ذلك مع إجمالي عدد الولايات البالغة ثماني عشرة ولاية.. فهذا يعني أن مشروع الحكومة الإلكترونية قد اقترب من الإطباق على كل السودان.. وهذا مؤشر إيجابي.. إن صحت المعلومات.. ويعني أننا بتنا قريبين من تحقيق الهدف الإلكتروني..! نقول إن صحت.. لأن السيد نائب رئيس الجمهورية قد بدا منزعجا وهو يخاطب الملتقى صباح أمس ومشددا على الولايات أن تأخذ بأسباب الحوسبة وأن تستنهض هممها.. وتشد من أزرها.. ثم أطلق النائب سقفا زمنيا ملزما للولايات أن يكون اليوم الثلاثون من شهر ديسمبر القادم آخر يوم لإكمال حوسبة الفصل الأول على الأقل.. قال إنه لن يقبل أقل من ذلك من أي ولاية.. وقال إن أي والٍ أو وزير يفشل في تحقيق ذلك يعتبر نفسه خارج المواكبة.. وقد فسر البعض المواكبة هذه بالتشكيلة وإن لم يفصح النائب عن ذلك صراحة.. ولم يفت على النائب أن يعدد مزايا الحكومة الإلكترونية فحدثهم عن الوفورات المالية الكبيرة التي يحققها تطبيق المشروع فكشف عن توفير مبالغ تتراوح من أربعة إلى خمسة مليارات جنيه في كل ولاية من ولايتين أكملتا تطبيق المشروع.. غني عن القول إن كل ولايات السودان كانت حاضرة في الملتقى.. على مستوى وزراء المالية.. مما حدا بالسيد عبد الحميد كاشا والي الولاية أن يقول بعد أن طوف على الوزراء الاتحاديين ووزراء الدولة المرافقين لنائب الرئيس إن هذا أضخم مجلس وزراء ويرأسه نائب الرئيس..! وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذراعاها الهيئة القومية للاتصالات والمركز القومي للمعلومات حشدوا كل إمكاناتهم لإنجاح الملتقى من حيث المعلومات ونشر التقنية والإعلان عن جاهزية مؤسساتهم لتقديم كل الدعم المطلوب مع حماس منقطع النظير لخلق الدولة الإلكترونية لا حكومتها فحسب.. تبدى ذلك في أحاديث وزيرة الاتصالات ومدير المركز القومي للمعلومات.. حشد الشركات والمؤسسات التي اكتظ بها المعرض المصاحب ثم اكتظاظ السرادق المؤقت الذي انعقد فيه الملتقى بمنسوبي تلك الجهات قد كشف عن تنامي الاهتمام بصناعة المعلومات والمعلوماتية..! إن بقي ما يقال على ذكر السرادق.. وكما جرت العادة في كل محفل.. فالصحافيون وحدهم من لم تهتم المراسم بوضع ديباجة تحدد موقعا لجلوسهم.. ناهيك عن تخصيص مقاعد.. فهذا ترف لم يفكروا فيه.. أما الأسوأ فقد كان مظهر الصحافيات اللائي بعثت بهن صحفهن لتغطية أعمال الملتقى.. فقد كان أثر السهر يثقل أعينهن وهن يشكون من سوء مقر إقامتهن.. ونأمل أن يكون قد تم تدارك الأمر في الليلة الماضية اليوم التالي