في العام 1984 اطلق السودان (نداء السوان ) او ((Sudan call بعد ما ضربت المجاعة السودان . الحاجة (مسرة ) وهي تسير في الطريق لمحت تجمهر لعدد كبير من الناس يتزاحمون ، حب الاستطلاع (الشمار ) جعل الحاجة مسرة تذهب لعند هذا الزحام وتسال (في شنو ) ؟ احد الموجودين يجيبها في توزيع (ذرة مجان ) تستغرب الحاجة مسرة من كلمة توزيع ذرة مجان هذه في زمن المجاعة فيه دعت الالاف للهجرة والى نبش بيوت النمل . والحاجة مسرة من الدهشة والاستغراب تسال الرجل (الجاب ليهم الذرة دي منو ) ؟ ويجيبها ذلك الشخص ( ريغن ) والحاجة مسرة لا تعرف من ريغن هذا وتبدا بالدعوات للحاج ريغن بان يوسع الله رزقه ويحفظه ويوسع عليه . احد الحاضرين يقاطعها يا حاجة مسرة ريغن ده (كافر ) فبسرعه ترد عليه الحاجة مسرة يا ريته (كُفري ) . ومن عهد ريغن الى اوباما نحن نعيش نفس سيناريوهات الفشل ، في وطن يطلق عليه مجازا سلة غذاء العالم . ونعجز ان نقول شكرا ريغن شكرا اوباما . بلد به اكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة ، واهله يقاسمون النمل مخزونه ، وموانيه تفتح صدرها لاستقبال المعونات الغذائية . والاغرب من ذلك تعلو اصوات ممن كبرت بطونهم ولا يحسون ما تعانيه أُسر اصبحت مكبات القمامة هي مصدر إطعامها ، يطالبون برفض تلك (المعونة الأمريكية ) ، بحجج لا منطق فيها ولا يسندها واقع . لعل المعونة الامريكية هذه اراد ت ان تقول لحكومة الخرطوم والتي تطالب امريكا في كل مرة لرفع الحظر عن التكنلوجيا واسبيرات الطائرات ان تقول لها هذا المثل السوداني (عريان في ...... وكايسلو سديري (. ولكن هل تفهم الخرطوم تلك الرسالة وتضع الامن الغذائي لمواطنيها في سلم الاولويات ، بدل القفز على عليها والوصول الى تصنيع الطائرات . ان المعونة الامريكية التي رست على ميناء بورتسودان مثلت الضربة القاضية للشعارات من (ليكم تدربنا ) الى (ناكل مما نزرع ) . وحررت شهادة وفاة لها . ولعل ارسال امريكا للذرة بدلا من القمح هي رسالة عميقة لحكومة الخرطوم ، للعمل على ارجاع الشعب الى اكل الذرة (الكسرة ) بدلا من القمح ، من خلال العمل على دعم المزارعين لزراعة الذرة ، بدلا من دعم مستوردي القمح ، فمناخ السودان هو مناخ لزراعة الذرة وليس القمح ، والثقافية الغذائية السابقة للشعب هي الذرة بدلا من القمح ، ولكن انعدام الذرة وغلاء سعره هو من غير ثقافة الشعب لأكل القمح . في الاعوام 57 ، 58 ، 59 حينما كان هنالك انتاج كثير للقمح بالولايات المتحدة ولم تجد اسواق لهذا القمح قامت امريكيا بتوزيع ذلك القمح بالمجان على بعض الدول حتى تغير هذه الدول ثقافتها الغذائية الى القمح وبعد سنين اصبح القمح هو شرارة الثورات في تلك الدول . على الحكومة ان ارادت ان تحرق فاتورة القمح عليها ان تجعل الذرة في متناول الجميع . وعلى الحكومة ان نهضتنا في استغلال ما نملك وهي الارض والماء فعمل على تكسير ومحاربة الزراعة والمزارعين في المشروعات الكبيرة كمشروع الجزيرة هو تكسير لمجاديف الحكومة في سبيل أي نهضة . برر احد الرافضين لهذه المعونة قائلا ان امريكا ارادت ان تكبد المزارعين خسائر وهم مقبلين على موسم الحصاد ، وكان ما ننتجه مكفينا . وكان الاسعار بعد الحصاد في متناول الناس . فلماذا لا تقوم الحكومة بحماية المزارعين وشراء ما ينتجون من ذرة بأسعار مجزية (للمخزون الاستراتيجي ) بدلا من شراء القمح بالعملة الصعبة وارهاق البنك المركزي ؟ وخاصة ان شراء الذرة من المزارعين لا يحتاج الى عملة صعبة . يشيع الكثيرون ان (الذرة الامريكية ) تأتي معها الامراض وغير صالحة للاستخدام . يخاف هؤلاء على من يأكلها بالموت والمرض ، ولا يخاف هؤلاء عليهم من الموت جوعاً ، ولا يخافون عليهم من المخدرات التي اصبحت تصنع محليا ، ولا يخافون عليهم مما نستورد وبالعملة الحرة من خضروات وفواكه تسقى بالفضلات . هؤلاء يخافون ان يقال علينا اننا دولة اصبحت تعتمد (الهدايا والمعونة والقروض الربوية ) هؤلاء يخافون ان يفتحوا اعينهم على الفشل الذي يعيشون فيه . نتمنى ان تصل المساعدات لمستحقيها شترة ما كان الكسرة جاتك من بره صفراء ومنكسرة لؤي الصادق [email protected]