الأخ عثمان ميرغني خرج لجماعته أمبارح بمقرح فى غاية الحصافة والذكاء يمكنه أن يحل كل مشاكل السودان في 365 يوماً فقط لا غير. داير يدي أصحابه فسحة من الوقت مدتها سنة واحدة، بعد ما شاف حالهم بقى لا يسر عدو لا صديق، وبقوا فى عرض شهر، ناهيك عن سنة، فالوقت بقى غالي وشراؤه مكلف. الحوار كان في الأساس محاولة لكسب الوقت خَوَتُونَا بيه قرابة ثلاثة سنوات، كلما الناس تضج من الضيق، يقولوا ليهم خلاص هانت، كل مشاكلكم حتلقوا حلولها فى مخرجات الحوار، وإنتهى الحوار ولم ينُبنا منه غير خوار كمال عمر، وأبراهيم السنوسي. وما جنينا منه إلّا مزيد من الكوارث. تاني داير تديهم سنة، على العموم إقتراح ما بطال معاهم وممكن يتبنوه، خاصة وإنه جاء من أحد أبنائهم البررة، وقد عرفوه بأنه من الحادبين على بقائهم والناصحين لهم بالحسنى، يجيد تمييع القضايا عندما يشتد عليهم الخناق. فى اللحظة التي يعلن فيها الشعب السوداني عصيانه المدنى يخرج أخونا عثمان بمقترح فى غاية الوجاهة, وهو أن نعطهم فرصة ونمد في أيامهم سنة، سنة واحدة فقط دي كثيرة عليهم يا أخوانا، بس بشرط واحد أن يعينوا موظف جديد موظف واحد حيضيف شنو؟ ما نحن محتملين آلاف العطالة من الوزراء والنواب، فماذا يضير أن ندخل شخص جديد للقصر الجمهورى، تكون مهمة مسح السبورة، يطلع كل صباح يمسح رقم ويكتب رقم جديد ويرجع، عشان نحن نطمئن أنه الأمور ماشة كويس، وأهو الأيام بتعدي، ولمن تقرب السنة من نهايتها ولا يبقى منها سوى شهر شهرين، نحن حنكون بقينا في مصاف سنغافورة أو على الأقل زي ماليزيا أو أندونيسيا ولمن يفضل أسبوع أسبوعين حنكون زي بعض الدول الأوربية لأنه لمن الألفة موظف القصر يمسح الرقم الأخير ويكتب صفر كبير نحن حنكون من أحدى الدول الكبرى وما بعيد يدونا مقعد دائم فى الأممالمتحدة نرسل كمال حسن على ليشغله ده كثير على الشعب السوداني العظيم، ولّا كتير على الإنقاذ لو صبر عليها الناس عاماً آخر. حتى ترى الصفر الكبير يتوسط السبورة، أنه فعلاً لصفر كبير. يا باش مهندس المخدر ده مفعوله أنتهى، الزمن طال وأجسادنا أخدت عليه لدرجة أنه بقى ما بيأثر فيها. فبدلاً من أن تتسول الشعب أن يصبر على ناسك سنة كان عليك أن تطعن فى الفيل وتطالب ناسك بأن يكفوا أيدهم عن مال الشعب وأن يوقفوا الفساد المقنن عن طريق التحلل، وأن يردوا المال المنهوب لأهله. ثمّ ترشيد الصرف ليذهب في المواعين التي تخدم الناس لا للأجهزة التى تقمع الناس، يا أستاذ عثمان أكثر من سبعين فى المائة من الميزانية بتذهب للجنجويد وناس الأمن، تقول لي موظف كل يوم يطرح رقم. ثم أخيراً المناصب الدستورة ومخصصاتها، عليك ألله أنظر لكل دول العالم وشوف هل في دولة واحدة عندها كل هذا العدد من الوزراء ووزراء الدولة والنواب هذا الجيش من المرتزقة بيمتص ما تبقى من الميزانية والفضل بيلتهموه الحرامية الكبار، لا نجتاج لسنة، فقط قرار بأن يصبح عدد الدستوريين فى حدود الكم وعشرين، وإيقاف الحرب وتسريح العطالة وما تقول لي الحرب مفروضة علينا أنت الولعتوها وحولتهوها بمنهجكم الزائف إلى حرب دينية فكفاية دجل. ولو إستمرت مش سنة، مية سنة تانى ما بتحلكم، عشان كدة ممكن نديكم أسبوع أسبوعين، يبطل فيها الرئيس الرقيص ويصدر قرارات جادة تهدف للتخلص من الترهل الأدارى، وتحل فيها الأجهزة الأمنية والجنجويد ويعلي من سلطة القانون وسيادته على الجميع بما فيهم محاسيب دولة التمكين، فيحاسب المفسدون ويرد المال المنهوب. وبعد كدة ممكن ننظر فى مسألة نصب السبورة وتعيين موظف يقوم بخدمتها لمدة عام وممكن نمدد كمان. [email protected]