من هم اؤلئك الذين ساهموا فى توسعة الحبل – قليلا – المعقود على رقبة النظام البائس، لحوالى 20 سنة. بسبب ممارسته ودعمه للإرهاب. ولو كان نظاما أخلاقيا وإنسانيا، لتنازل قادته من أنفسهم عن "السلطة" بعد أن فشلوا وفسدوا ولرحلوا منذ أمد بعيد. ولكفوا السودان وأهله كثير من الشرور. بدلا عن ذلك تابعنا الكثيرين، ساسة ومثقفاتية وهم يساعدون "النظام" فى المواصلة والبقاء جالسا على صدر الوطن. بل يساهمون فى "فك" الحبل من رقبته قليلا قليلا وكلما ضاق عليه الخناق. وبتصرفاتهم تلك وضعوا ذلك "الحبل" على رقبة "الشعب" والوطن ؟ رغم ذلك الأمر فالمسألة لا تعدو أكثر من أنها "توسعة" قليلة. والحبل لا يزال معلق فى "إرتخاءة" فى مكانه. فالشروط المعلن عنها والمخفى، الجهرية والسرية، التى وضعت للنظام "المنكسر" و"المنبطح" والمغير لمبادئه. بعضها يصعب عليهم الإلتزام بها بحسب طبيعتهم "الأسلاموية". المعتمدة على "التقية" وعلى "الضرورات تبيح المحظورات". وعلى "المنهج" الذى "يبيح" الكذب ويحرض على المكر والخبث والخدعة. ومن أجل أن يبقوا جالسين على كراسى "السلطة". يمكن أن يقبلوا "بفتات" خبز "يابس" يقدم اليهم فى أناء "مصدى" ومتسخ موضوع بين الفضلات داخل "بيت الأدب"! بعض آخر من تلك "الشروط"، إذا التزموا بها سوف تنشأ عنها صراعات وصدامات ومواجهات عنيفة مع عدد من التنظيمات "الأسلاموية" التى يعد النظام من ضمن فصائلها. وهو الذى مهد لها الأرض وسمح لها بالأنتشار ودعم كوادرها بصورة مباشرة وغير مباشرة. بجميع مسمياتها والتى من بينها "الدواعش"! كما هو واضح تلك الشروط السرية، قد بدأت تطفو على السطح من خلال تخوفات وتصريحات وتحذيرات بعض الأسلامويين. الذين بدأوا يتحدثون عن أن التمسك "بالثوابت" و"بالعقيدة" خط أحمر ، لن يسمحوا بتجاوزه. مثال لذلك تصريحات القيادى الإسلاموى "رزق". بينما يتحدث قادة "النظام" الذين يتبارى كل منهم، فى التأكيد على أنه هو المتسبب الأوحد أو الأكبر، فى فك ربطة الحبل تلك، وعن إمكانية خلق علاقة مع "إسرائيل". وبصوت داخلى لم يخرج للعلن بعد، عن إمكانية التخلى عن "الشريعة" الأسلامية. بعد أن كانوا فى السابق يتبارون فى "هى لله" وفى معاداة "الأمريكان". وفى خيارين لا ثالث لهما. إما إنتصار "المشروع" الإسلاموى الظلامى أو أن" ترق كل الدماء". ذلك كله من غير المستبعد أن يكون نوع من شراء الوقت ومن المواصلة فى سياسة "رزق اليوم اليوم". وغدا "يحلها الحلال"! الشاهد فى الأمر واهم من ظن أن القرار الذى إتخذه "أوباما" قبل ثلاثة ايام من رحيله "غير الماسوف عليه" ومغادرته للبيض ألأبيض. هو التقارير التى أعدتها أجهزة إستخباراته أو حوارات مستشاريه والتفاهمات التى توصلت اليها مع قادة "النظام". هى التى أدت الى "فك" ذلك الحبل "قليلا" من عنق النظام. صحيح ان إعلان ذلك القرار وفى هذا الوقت بالتحديد لا يخلو من "تآمر". على الشعب السودانى، الذى لايهم أوباما أو الإدارات الأمريكية فى شئ بإزاء مصالحها. وربما يكون تآمر على الرئيس الأمريكى الجديد "ترامب" ومحاولة لزرع "المتاريس" فى طريقه بعدة صور منها قضية "السودان" التى أحدثت زخما عالميا ضخما ولعدد من السنوات. توقيت إعلان القرار، ربما يكون قد حدث لأول مرة فى تاريخ أمريكا، مهما صغر حجم الدولة أو النظام الذى صدر فى حقه. لكنه يبقى قرار "أرخى" قليل من شدة "الربطة". على نظام مارق وغير متعاون مع التعهدات والمواثيق الدولية، بعد حوالى 19 سنة من الضغط عليه. اضافة الى ذلك لم يعهد من الرؤساء المنتهية فترة ولايتهم فى امريكا وبعد أن حسمت الإنتخابات مسمى الرئيس والحزب الذى ينتمى اليه. أن يتخذوا مثل ذلك القرار فى آخر ايام من حكمهم. خاصة إذا كانت معروفة رؤية الحزب الفائز مرشحه "بالمنصب"، حول نظام مثل نظام "الإنقاذ". العرف والشئ المعهود، أن يمارس الرؤساء المنتهية فترة رئاستهم، دورا "تشريفيا" إضافة الى إصدار قرارات محدودة غير مؤثرة. كان بإمكان "أوباما" حتى لا تتلطخ سمعته بمثل هذا القرار. أن يوصى لسلفه "ترامب" فى شكل "استشارة" ببنود ذلك القرار. وأن يترك له الحرية فى ٌالموافقة عليه، بدون حرج لأوباما، إذا الغاه ترامب فيما بعد، أو ابقى عليه بصورة مخالفة لتعهداته. ومن ضمن تعهداته محاربته للإرهاب بلا هوداة. فأى إرهاب سوف يحارب "ترامب" إذا لم يكن فى مقدمته "الدواعش" و"القاعدة" ونظام مثل نظام "عمر البشير" والإخوان المسلمين فى أى مكان على وجه الأرض؟ عل كل حال ذلك كله لم يكن السبب، فى فك "الحبل" المعقود "قليلا" على عنق النظام؟ فمن ياترى كان السبب فى بقاء هذا النظام طيلة هذه المدة حتى وصلنا الى مرحلة "فك" العقدة من رقبته "قليلا"؟ ومن شدة الفرح بدأ وكأن "النظام" صدرت فى حقه براءة من الإرهاب ودعمه ومن جرائم دارفور ومن عدم التعاون مع المحكمة الجنائية. وظن النظام أنه خدع العالم بالتعاون فى تلك مكافحة "الإرهاب" وبالحد من الهجرة المنظمة من خلال البطل "حميد تى"! بداية صحيح أن مواقف السيد "الصادق المهدى" الأخيره. قد تكون مقبولة "نوعا ما" عند بعض القوى المقاومة والمعارضة، سلميا أو الحاملة للسلاح. وقد تكون ضرورات السياسية هى التى شكلت هذا الرأى الجديد حوله. لكن على السيد الصادق أن يعترف. بأنه ساهم كثيرا فى بقاء هذا النظام القبيح سئ السمعة حتى وصلنا الى مرحلة فك هذه "الربطة" قليلا عن رقبته. فالبيان الذى وجد فى "جيب" السيد الصادق، قاصدا متعمدا. كان من المفترض أن تتكتب فيه عبارة واحدة تقول. "أنتم أنقلابيون وأنا رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا، لذلك لن إعترف بكم". وعليكم أن تعودوا الى ثكناتكم وعن هذه الجريمة التى سوف تضيع الوطن. الشئ الذى حدث ورغم كل سوء وقبح أظهره "النظام" واصل السيد الصادق وبطرق شتى التسويق "لتقبل" النظام داخليا وإقليميا ودوليا. وبدا ذلك التقبل بإتفاقية "جيبوتى" التى اصبح بعدها للسيد/ مبارك الفاضل "حزب" واصبح هو "مساعد رئيس جمهورية؟ والآن ينازع على قيادة حزب الأمة "الأصل"!! ومعلوم أن السيد / الصادق المهدى، قد أستغل منبرى "الوسطية" الإسلامى و"مجلس حكماء العالم". فى الترويج لتقبل "النظام" على علاته. وفى تشويه صورة حلفاء اليوم أى من حملوا السلاح "مضطرين". وبأنهم ، عنصريون يستهدفون الوجود العربى فى السودان. وأنهم لو وصلوا للسلطة فسوف يكون الناتج منهم أكثر سوءا!! والذى ساهم فى بقاء هذا النظام القبيح حتى اليوم حتى وصلنا مرحلة فك ذلك "الحبل" من رقبتهم قليلا. الجيش السودانى الذى كان دائما يقف الى جانب شعبه، حينما تصل الأمور لدرجة من السوء أقل مما هو حاصل ومنذ 30 يونيو 1989 المشئوم. لقد وقف "الجيش" متفرجا ورفاقهم يذبحون خلال ساعات قلائل فى ثورة ابريل 1990. ثم واصل "التفرج" والجيش يتم تفريغه من كآفة الضباط الوطنيين الشرفاء. ووقف "الجيش" متفرجا والنظام يفصل الجنوب ويبيد أهل دارفور ويقتل السودانى فى أى مكان أحتجوا فيه. ووقف "الجيش" متفرجا والنظام وصل درجة من العنف وإراقة الدماء أن يقتل الطلاب والشباب المتظاهرين سلميا فى سبتمبر 2013. وقف "الجيش" متفرجا ولا يزال واقفا .. وفى كل يوم يزيد "النظام" من إذلاله وتحقيره ووتهميشه. وفى ذات الوقت يتبنى "المليشيات" ويدعمها بالمال والسلاح، ويجعلها جالسة فوق راس "الجيش". فحميدتى لا سلطة فوقه الا رئيس "النظام". ثم الذى ساهم فى بقاء هذا النظام "البائس" حتى وصلنا مرحلة فك "الحبل" عن رقبته قليلا. مواقف "الخيانة" للوطن وللديمقراطية، التى من عدد من السياسيين فى الأحزاب الكبيرة المعروفة. وتبعهم بعض قادة "حركات" المقاومة الحاملة السلاح. تصالحوا مع النظام بل اصبحوا يدافعون عنهم ويكشفون له ما يعرفونه من "اسرار". ومن اقبح المبررات التى سمعتها من بعض أولئك الذين وضعوا اياديهم "تحت" يد النظام. أنهم فعلوا ذلك من أجل "خدمة" أهلهم ومناطقهم. والبعض يصدقهم فيما يقولون. الحقيقة أنهم خانوا وطنهم ومواطنيهم وأهلهم ، من أجل مصالحهم الشخصية لا لأى سبب آخر. والذى ساهم فى بقاء النظام حتى اليوم وصولا الى مرحلة فك "الحبل" قليلا عن عنقه. عدد غير قليل من "النخب" و"المثقفاتية" أمثال عبد الله على إبراهيم والواثق كمير. عينهم فى "الفيل" فيطعنون "الشرفاء" لا اقول هنا فى "الظل". فالشرفاء لا يمكن أن يكونوا ظلا، كما لا يمكن أن يكونوا "تبعا". كتابات وأراء والإستشارات التى يتطوع بها هؤلاء "المثقفاتية" والأنماط التى ذكرتها من قبلهم. لا يمكن أن يقلل من اثرها، الا إنسان غير مدرك لمجريات السياسية الدولية. فنصائحهم وإستشاراتهم التى تكون مدفوعة "القيمة" أحيانا. تعمل بها إدارات الدول الغربية لأنها تظن أن الإنسان المثقف والأكاديمى لا يمكن أن يخون أمانة العلم. ثم هى غير "فاضية" للتتعرف على تفاصيل ما يدور فى الواقع السودانى وأن "ست شاى" جلدت فى أطراف الخرطوم. وأن طالب دارفورى قتل فى إحدى الجامعات. أو أن فتاة قاصر عمرها 11 سنة قد زوجت فى "الأبيض" لأن "الشريعة" الإسلامية لا ترفض ذلك، بل تبيحه! لكن علينا أن نعترف بأن أكبر عامل ساهم فى بقاء هذا النظام القبيح حتى اليوم حتى وصلنا الى مرحلة "فك" ذلك الحبل. قليلا من لاقبته. هو تشتت "المعارضة" وعدم ثقتها فى بعضها البعض وعدم إتفاقها على مشروع وطنى واضح المعالم. يحدد "هوية" السودان بصورة واضحة وصادقة وأمينة ودون تغول من طرف على طرف آخر ودون هيمنة أو وصاية من جهة من الجهات. وأن التنوع والإختلاف الثقافى، يمثلان عناصر قوة لا ضعف. وأن يناقش ذلك المشروع كيفية الوصول بالسودان، الى دولة "مواطنة" حقيقية لأول مرة فى تاريخه. لكى يتحقق العدل والأمن والسلام والرخاء. إضافة الى ذلك فإن عدم إتفاق حركات "المقاومة" المسلحة، على تشكيل "قوة" عسكرية ضاربة، تواجه النظام وفق إستراتيجية واضحة دون النظر لمصلحة لفصيل معين. على أن تحل تلك القوات بعد التخلص من النظام أو أن تستوعب وتدمج داخل جيش "وطنى" وقومى واحد. له قانونه ولوائحه المتعارف عليها فى كآفة دول العالم الديمقراطية المحترمة. وأن يساهم ذلك الجيش فى المستقبل فى التنمية والتصنيع كما يحدث فى العديد من دول العالم. على أن تكون تلك القوات وقبل الوصول لتلك المرحلة جاهزة لحماية ظهر الثوار السلميين دون أن ينالهم بطش النظام. وهم – أعنى حركات المقاومة المسلحة - قادرين على ذلك. وعليهم الا ينصاعوا لصوت بعض "المرجفين" الذين لا يستبعد أنهم مزروعين من قبل النظام ومكلفين من جانبه. لتخويف القوى السلمية والشعب كله من مجرد فكرة تدخل الحركات المقاومة المسلحة الى جانب شعبها، طالما "الجيش" محجم عن ذلك الدور. والمستفيد من ذلك هو "النظام" الدموى وحده، حيث يمارس القتل، دون أن يواجهوا باذى فى أنفسهم. ثم الذى ساهم فى بقاء النظام القبيح حتى اليوم ولو بالقدر القليل، حتىوصلنا لمرحلة فك الحبل عن عاتقه قليلا. بعض الشخصيات الأكاديمية ومن تبوأوا مناصب هامة فى دول الغرب. الذين تتاح لهم فرص اللقاء بشخصيات غربية نافذة. فبدلا من أن يفضح هؤلاء "سوء" النظام ويكشفوا قبحه وفساده وعدم إهتمامه بحقوق الإنسان. تجدهم بإدعاءت الوطنية "الزائفة". قد تحدثوا عن "العقوبات" المفروضة على النظام وأنها تؤثر على "الشعب". وكان رفع تلك "العقوبات" المفروضة على النظام سوف تجعله أخلاقيا وإنسانيا وسوف يستفيد من ذلك "الرفع"، الشعب والوطن. ثم الذى ساهم فى فك تلك "العقدة" من رقبة النظام، بعض النقد غير الأمين المبنى على الأشاعات. الذى يصل درجة "الإتهامات" المستمرة "للمعارضة" ولحركات "المقاومة" المسلحة، فى شكل عبارات اصبحت "محفوظة". مثل "النظام" سئ لكن "المعارضة" وخاصة "الحركات" أكثر سوءا. وسؤال إقصائى لا يخلو من عنصرية يقول "هل يحكمنا هؤلاء"؟ وكأن "عمر البشير" وزمرته الفاسدة، ملائكة مقربون أرسله الله من السماء لحكم أهل السودان على الأرض! الحقيقة التى يجب أن تقال لأمثال هؤلاء "المحبطين" للجهود. النظام سئ وقبيح وفاسد وعميل. ولو هنالك سوء فى أى معارض، فيكفيه شرفا أنه "معارض". ولا يمكن أن تجد معارضة مبرأة بنسبة 100% طالما كان النظام على تلك الدرجة من السوء. فهل يستحق التقدير أكاديمى يسوق للنظام وكأنه من "الملائكة" وفى ذات الوقت ينتقد "المعارضة" السلمية أو المسلحة بدلا من أن ينحاز اليها؟ ويصبح جزءا منها؟ تاج السر حسين - [email protected]