في بحرأبيض دعونا نحلم الوالي كاشا ومتطلبات المرحلة القادمة في بحر أبيض(1/2) د/ بشير محمد آدم - مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي - جامعة الخرطوم تمتاز ولاية النيل الأبيض على غيرها من الولايات بميزات كثيرة وتعتبر من الولايات الكبيرة من حيث المساحة وتعد أطول الولايات، حيث تحدها ولاية الخرطوم شمالاً ودولة جنوب السودان جنوباً، وولاية شمال كردفان غرباً وولاية سنار شرقاً. هي ولاية السكر الأولى بالسودان ولكن" مساخة" حكوماتها السابقة لم يجعل أهل الولاية يتذوقون طعم السكر. تمتلك الولاية مساحات واسعة من الأراضي الخصبة على جانبي النيل الأبيض وفي مناطق الزراعة الآلية. تتمتع الولاية بثروة حيوانية وسمكية بأعداد كبيرة دون أن يكون لها عائد ملموس على ميزانية الولاية في السابق، كما تمتلك أيضاً مشاريع زراعية على شريط النيل الأبيض شرقاً وغرباً وكانت مشاريع النيل الأبيض الزراعية خير معين لمواطن الولاية من المزارعين وغيرهم من مكونات المجتمع، حال تلك المشاريع الآن يغني عن سؤالها، والأمل معقود على الوالي كاشا في أن يعيدها سيرتها الأولى. أسوء ما ورثه الوالي كاشا خدمة مدنية ضعيفة أنتجت تراجعاً مخيفاً في مجال الخدمات الأساسية والحال في ريف الولاية يغني عن السؤال ولم تفلح إدارة الولاية السابقة في استغلال الموارد والثروات المتاحة ولا الإستفادة من خبرات جميع أبنائها. لذلك كانت أولى هموم الوالي كاشا إعادة الهيبة للخدمة المدنية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. عجزت حكومات الولاية السابقة عن توفير مياه شرب نقية لإنسان بحر أبيض على الرغم من أن معظم قرى ومدن الولاية تبعد خطوات قليلة من النيل الأبيض ولكنها ما زالت تشرب كدراً وطينا ومستجدي النعمة يشربون المياه الصحية من مال إنسان الولاية. لازمت مدن الولاية قطوعات مستمرة للمياه في أوقات معلومة من السنة حتى أصبح الحدث المدهش توفر الماء في ساعة من ساعات الليل أو النهار. سيطرت النزعة القبلية على تقلد الوظائف بالولاية على حساب الخبرة والكفاءة وظلت الوظائف التنفيذية حكراً على الجهوية والعنصرية القبلية على حساب الكفاءة والخبرة والمواطنة، يتحدث الكثيرون عن أن المشاركة السياسية والتشريعية والتنفيذية بالولاية كانت تعتمد فقط على الموازنات القبلية وصلة القرابة على حساب الكفاءة والمؤهلات والخبرة. يحمد للوالي كاشا سعيه الدؤوب لمحاربة القبلية والجهوية والمحسوبية. هذا هو واقع الحال عندما حط الوالي كاشا رحاله بها، بعد أن سبقته سمعته وخبراته المتراكمة في إدارة الولايات. بعض قاصري النظر وأصحاب الأجندة الخاصة يعتبرون أن نقد وسب المسؤولين الحكوميين والتشهير بهم بالحق والباطل دليل وطنية، وبالعكس يعتبرون أن الثناء عليهم وقول الحق في حقهم "تكسير تلج"، ناسين أن رب العزة يعلم خائبة الأعين وما تخفي الصدور. أؤكد بكل صدق ووضوح أنني من الداعمين للأخ الوالي/ كاشا، وسأظل في نصرته "ظالماً أو مظلوماً" بحسب مفهوم الحديث الشريف. بحمد الله إنتهت فعاليات الدورة المدرسية بكل ما حققته من نجاحات شهد بها الجميع ولا مجال للمكابرة في ذلك. الشكر والتقدير وتعظيم سلام لكل من وقف خلف هذا الإنجاز، الذي يحسب للجميع وخاصة للوالي الذي وعد فأنجز وأقسم فأبر وراهن فكسب الرهان. للذين لا يعرفون الوالي كاشا فهذا الرجل له قدرة عجيبة في التعامل مع المواطنين بمختلف قاماتهم ودرجاتهم، إستطاع أن يقنع المعدمين والبسطاء بالتفاعل مع أطروحاته والتبرع بقدر استطاعتهم للدورة المدرسية. بكل صدق وبدون "كسير تلج" نقول أن مؤهلات الزعامة وصفات القيادة طبع فطري وسلوك مؤصل لدى الرجل. كما سبق أن قلنا في مقال سابق فإن قيام الدورة المدرسية بالولاية يعتبر بداية حقيقة لمشروعات التنمية المستدامة بالولاية. شهدت الولاية على سبيل المثال تأهيل وصيانة وتحسين البيئة المدرسية في المؤسسات التي شهدت جزءاً من فعاليات الدورة ورصف بعض الطرق وإنارتها والولاية موعودة بحراك إيجابي واسع في مجال التنمية خلال الأيام القادمات. [email protected]