منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار بيت المقدس
نشر في الراكوبة يوم 12 - 02 - 2017

الإنسان مخلوق مجادل و فضولى بطبعه و كثير منا ربما راودته تساؤلات عن السر فى تقديس المسجد الاقصى لدى كل الرسالات التوحيدية بما فيها الإسلام ,فى الأمر معلومات مختلفة تأريخية و علمية و دينية قد تفلح إذا جمعت معا فى تكوين صورة تقريبية عن سبب تقديسه ,قرأت منذ فترة كتابا للدكتور أحمد الدبش إسمه(معذرة آدم لست أول البشر) ووجدته مؤخرا قد رفد المكتبة بهذا المقال المثير, ولما له من صلة بموضوع البحث رأيت أن أستهل به هذه المقالة التى ستنشر على حلقتين أو ثلاث.
أحمد الدبش هو كاتِب وباحِث فلسطيني في التاريخِ القديمِ و المقال بعنوان (هل الإنسان العاقل أصله فلسطيني؟)
فإلى ملخص المقال:
لم تكن عراقة فلسطين بمسألة طارئة عليها، وإنما ارتبطت بأصل تكوينها فالحفريات تشير إلى أن الإنسان وجد في فلسطين منذ أقدم العصور وأنه عاصر أقدم النماذج البشرية وبالرغم من ذلك فإننا لم نعثر في بلادنا فلسطين، حتى الآن على آثار لإنسان الهوموهابيل، ولحضارة الحصى المعروفة من شرق أفريقية، والمؤرخة على عصر البليستوسن الأدنى ويري الباحث زيدان كفافي، في كتاب «الوحدة الحضارية للوطن العربي القديم»، أن دلائل وجود الإنسان في بلاد الشام عامة، وفلسطين خاصة، تعود إلى حوالي المليون ونصف المليون عام.
أما د. سلطان محيسن، فيذهب في سفره القيم، «الصيادون الأوائل»، إلى أن أقدم آثار الإنسان في بلاد الشام - وبالطبع فلسطين - تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى، الذي بدأ هنا منذ حوالي مليون سنة، واستمر حتى حوالى مائة ألف سنة خلت وهذا العصر يرادف ما يسمى في أوروبة بالحضارة الآشولية.
، ذات الانتشار العالمي الواسع والتي اشتهرت بتصنيع الفؤوس اليدوية بخاصة، لقد سكنت منذ بداية هذا العصر بعض مناطق سورية، ولبنان، وفلسطين، من قبل إنسان "الهومواركتوس" الذي وصل بلاد الشام قادمًا من الجنوب من القارة الأفريقية، ويستطرد د. محيسن قائلا: أن انتشار المواقع وتتابعها الزمني يدل على أن "الهومواركتوس"، سلك في طريقه إلى بلاد الشام خطين اثنين، يشكلان ممرات طبيعية بين أفريقية وآسيا، الأول ساحلي، أي على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، والخط الثاني داخلي على طول الإنهدام السوري الأفريقي أو الأخدود الأفريقي العظيم الممتد من جنوب وشرق أفريقيا مرورًا
بالبحر الأحمر فوادي الليطاني، وحتى نهر العاصي في سورية شمالا.
فقد كشفت دورثي غارود عن وجود مصنوعات حجرية ترقى إلى الزمان المطير الأول الذي يعود إلى مليون سنة ونيف، وذلك في مغارة الطابون (التنور) في جبل الكرمل، وأن الأدوات المكتشفة في هذا الموقع سابقة لأمثالها في أوربة وأفريقية وأن عددها يتجاوز الإربعين الفا.
ووجدت متحجرات بشرية في تل العبيدية، بالقرب من الساحل الجنوبي لبحيرة طبرية بفلسطين، وكانت عبارة عن قطع لجمجمتين وسنًا واحدًا، وبالرغم من أن الآلات الحجرية التي وجدت مع هذه المتحجرات العظمية المهشمة بفلسطين، تشبه الآلات البدائية التي وجدت في مواقع القرد البشري الجنوبي في أفريقية، فهناك بعض الشك في معاصرة الهيكل العظمي الذي وجد في تل العبيدية للرواسب التي وجدت فيها.
في ذلك يقول العالم الأثري فرنسيس أور، في كتابه، «حضارات العصر الحجري القديم»، أنه وجد ترسبات معقدة حصلت على دورتين وكل دورة على مرحلتين، حدثت فيها ترسبات مستنقعية وبحيرية
واحتوت بقايا إقامة بشرية طويلة وجدت آثارها على امتداد طبقات مختلفة هذا الموقع بكامله، اعتبر
سابقا للانتقال القطبي المغناطيسي مما يعطيه عمرًا يناهز المليون سنة، وذلك للقسم الأعلى من ترسباته، إن الجديد والأكثر أهمية هو ربما أرضية السكن التي يجب أن تؤرخ إلى حوالي مليون و مائتى ألف سنة, ويذكر د. سلطان محيسن أن جماعات العبيدية الأولى، قد تغذت من صيد الفيل،والحصان والوعل، والغزال، وفرس الماء، كما التقطت ثمار الزروع، والعظم، واللوز، وغيره.
في مطلع العصر المطير الرابع والأخير، المعاصر للعصر الجليدي الأخير فيرم في أوروبة، دخلت مجتمعات ما قبل التاريخ مرحلة جيدة بين حوالي خمس و ثلاثين إلى مائة ألف سنة خلت ويطلق عليها اسم العصر الحجري الأوسط أو الباليوليت الأوسط، في هذه المرحلة ظهر نوع جديد من البشر هو "إنسان النياندرتال"، حاملاً معه حضارة جديدة - وهي الحضارة الموستيرية، أو اللفلوازية - الموستيرية كما أطلق عليها البعض في بلاد الشام.
لقد اختفى الموزاييك الحضاري، الذي ساد في العصر السابق وتوارى * *"الهومواركتوس" تاركًا المسرح لخلفه "النياندرتال" ، وقد جاءت هذه التسميةنسبة إلى وادي نياندر في ألمانيا فقد عثر على هياكل بشرية من نوع نياندرتال في جبل الكرمل ما بين عامي 1924-1929 , وذلك في كهفى الطابون وكهف السخول، وكان ذلك تحت إشراف الدكتورة دورثي غارود، وقد درس هذه الهياكل الأستاذان ماك كاون وكيث، ويرى زوينر أن هياكل الطابون ترجع إلى آخر فترة غير جليدية، بينما هياكل السخول إلى أوائل الفترة الجليدية الأخيرة.
وتبدو جماجم الطابون أقل غلظة من جماجم نياندرتال أوروبا، ولكنها مثلها تفتقر إلى الذقن، وذات حواف عظيمة بارزة فوق العينين، ولو اقتصر الأمر على هذه الجماجم لاكتفى بوضعها في نطاق النياندرتال، إلا أن بعض جماجم السخول أقرب شبهًا إلى الإنسان الحديث فهي ذات جبهة واضحة،
وإن كانت عظام الحاجبين فوق العينين لا تزال غليظة، إلا أنها مقسمة في الوسط كما نرى في الإنسان الحديث، فهي إذن لا تختلف كثيرًا عن عظام الحاجبين لدى الأوروبيين الحديثين أو الاستراليين الأصليين، ويضاف إلى هذا أن مؤخرة الجمجمة مستديرة، وليست مدببة، وهي في هذه الصفة شبيهة جدا بجمجمة الإنسان الحديث، كما أن للجمجمة عظمة ذقن لا شك فيها، وعظام الوجه دقيقة وليست غليظة.
والذي يلفت النظر بشكل خاص في بعض هياكل جبل الكرمل أنها تظهر بعض الصفات التشريحية التي للإنسان الحديث، وتشير نتائج الأبحاث الحديثة جدا إلى وجود محتمل للإنسان العاقل في فلسطين منذ حوالي مائة ألف سنة خلت, كما دلّت على ذلك هياكله في جبل قفزة نفسه، وإذا علمنا أن هياكل جديدة نياندرتالية من مغارة الكبارا في فلسطين أُرِّخت على حوالي ستين ألف سنة خلت لأدركنا أنه يمكن طرح نظرية جديدة تقول بأن الإنسان العاقل وجد في بلادنا فلسطين قبل النيادندرتال بزمن طويل، ولم يكن متطورًا عنه، وأن هذا النياندرتال ربما أتى من أوروبة أو غيرها، ولكن لابد من المعلومات حتى نصبح أقرب إلى الحقيقة, طرح بعض الباحثين فرضا آخر، هو أن الإنسان العاقل (الحديث) ومنه جماجم الكرمل، وإنسان نياندرتال، كانا متعاصرين، وربما كان شرقي البحر المتوسط مكانا ملائما لظهور الإنسان العاقل (الحديث)، جنبًا إلى جنب مع إنسان النياندرتال, ن كل المعطيات المتوفِّرة لدينا؛حتى الآن؛ تدلّ على أن الإنسان العاقل، كان النوع الإنساني الرابع والأخير، في عصور ما قبل التاريخ؛ حيث ظهر هذا الإنسان، منذ حوالي 40 ألف سنة, أي في العصر الحجري القديم الأعلى (الباليوليت الأعلى). ولكنْ؛ من أين أتى الإنسان العاقل؟
اعتَقَدَ العلماء طويلاً؛ وحتى الخمسينيات من هذا القرن؛ بأن الإنسان الحديث (هوموسابينز) كان من أصل أوروبي؛ فبعد أن وُلِدَ ونشأ في كرومانيون إنتشر فى قارتى آسيا و أفريقيا.
قد بتنا؛ منذ السبعينيات؛ نعلم علم اليقين؛ بأن أسلافنا المباشرين (الأوروبيين)، قد وُجِدُوا في الشرق الأوسط، قبل ذلك بنحو 60 ألف عام, وعلى ذلك، فإن ثقافتهم كانت مشابهة إلى حدّ كبير لثقافة إنسان نياندرتال و هو نوع بشرى جد مختلف عن النوع الأوروبى.
ففي الشرق الأوسط؛ كشفت الحفريات الآثارية؛ ما بين عامي 1930-1937 في مغارات السخول بجبل الكرمل؛ وقفزة بالقرب من مدينة الناصرة؛ في الطبقات ذات الصناعات الموسترية؛ أي صناعات العصر الحجري القديم المتوسِّط؛ عن بقايا بشرية عديدة، تختلف مورفولوجيتها عن مورفولوجية النياندرتاليين الكلاسيكيين، الذين كانوا يرفقون - عموماً - هذا النمط من الصناعات. ولقد فُسّرَتْ في البداية نها صنف محلي لإنسان نياندرتال؛ فيما ظلّ هذا التفسير قائماً؛ إلى أن أثبت الأنثربولوجي الأمريكي فرانسيس هويل بأن تلك البقايا البشرية، تتميَّز بمورفولوجية معاصرة؛ واقتَرَحَ أن يُطلَق عليها كرومانيون الأصلي، أو البدائي". وقد أكّدَتْ حفريات جديدة؛ أُجرِيَتْ بين عامى 1956-1979 على يد فريق فرنسي صهيوني؛ ذلك التفسير الأنثربولوجي؛ تأكيداً قاطعا.
هذا ما دفع البعض، إلى القول بأن الإنسان العاقل (الحديث)؛ ومنه جماجمَ الكرمل؛ وإنسان نياندرتال؛ كانا متعاصرين؛ وربما كان شرقي البحر المتوسط مكاناً ملائماً، لظهور الإنسان العاقل (الحديث)، جنباً إلى جنب مع إنسان النياندرتال.
في ذلك؛ يقول د.سلطان محيسن: لقد أدّت الاكتشافات المتزايدة، ومنذ مطلع القرن العشرين، إلى تبايُن الآراء حول إنسان النياندرتال، ففي حين يعتقد بعضهم، بأنه قد تطوَّر نحو الإنسان العاقل الحالي؛ يقول آخرون بانقراضه؛ دون خلف؛ ويعتبرونه فرعاً جانبياً، على هامش العملية التطوُّرية.
يعتمد أنصار تطوُّر النياندرتال، على المكتشفات التي أتت من فلسطين؛ حيث وُجِدَتْ في الكثير من المَغاوِرْ مثل مغارة السخول، والأميرة، والطابون، والزطية في جبل الكرمل، ومغارة جبل قفزة قرب الناصرة، ومغارة العامود بجوار حيرة طبرية عِدَّة هياكل عظمِية بشرية؛ لها صفات فيزيولوجية مشتركة مع الإنسان العاقل؛ مثل حجم الدماغ الكبير؛ وهي حوالي 1500 سم مكعب, و القامة الطويلة 170-180 سم بالإضافة إلى الذقن البارزة؛ وكلها صفات متطوِّرة؛ حملها الإنسان العاقل. ولقد رافقت تلك الهياكل أدوات حجرية؛ بينها نصال متطوِّرة، أيضاً؛ استخدمها الإنسان العاقل بكثافة، فيما بعد, كل ذلك يشير إلى أن النياندرتال قد تحوَّل في فلسطين - بشكل تدريجي - نحو الإنسان العاقل؛ ومن جهة أخرى، فإن أنصار نظرية انقراض النياندرتال، يستندون على معطيات أتت من غرب أوروبا؛ من بعض المواقع في فرنسا (فونتوبشوفاد)، وألمانيا (شتاين هايم)، وإنجلترا (سوانسكومب)؛ التي وُجِدَتْ فيها هياكل عظمية، لا تحمل صفات مشتركة بين النياندرتال والإنسان العاقل؛ ممّا دَفَعَ إلى الاعتقاد بأن النياندرتال لم يكن السلف المباشر للإنسان العاقل؛ وإلا حمل هذا الأخير صفاته، حسب رأيهم؛ وأن هذا السلف كان الهومواركتوس؛ مستدلّين بانتقال صفات هذا الإنسان إلى الإنسان العاقل؛ كما ظهر في عِدَّة مناطق من أوروبا، وأفريقية.
هكذا الإنسان العاقل قد تطوَّر من الهومواركتوس حسب أنصار نظرية انقراض النياندرتال دون أن يمرّ بمرحلة النياندرتال من الأساس؛ حيث يكون كل من النياندرتال، والإنسان العاقل فرعين مستقلّين من حيث التطوُّر؛ حيث ذهب الأول إلى الانقراض؛ وجاء الثاني كتطوُّر للهومواركتوس، وليس من الفرع الأول (النياندرتال)؛ حيث تابَعَ الفرع الثاني ( الإنسان العاقل) طريقهُ التطوري, والواقع أننا لا نزال بعيدين عن البتّ النهائي في هذا الموضوع؛ لا سيما وأن المُكتشَفَات قليلة، والتفسيرات النظرية أكثر، ممّا يَحتمِل واقع تلك المكتشفات؛ لأننا إذا قَبِلَنا بنظرية انقراض النياندرتال؛ فليس لدينا دليل قاطع على السبب؛ هل هو تغيُّر مُناخي مُدَمِّر، وكوارث طبيعية؛ أم وباء شامل، أطاح بهذا الإنسان؛ أم مذابح جماعية، نفّذها العاقل؛ أدّت إلى مسح إنسان النياندرتال، المُسالِم في طبيعته عن الوجود؛ كما يقولُ بعضهم.
يما يَصعُب قبول هذا الافتراض الأخير، لسبب بسيط؛ وهو أننا لم نعثُر حتى الآن على آثار مثل تلك المذابح؛ بل إننا لم نجد أيَّة هياكل عظمية نياندرتالية؛ قُتِلَ أصحابها بأدوات الإنسان العاقل, في ضوء ذلك كله؛ يمكن أن نَفترِض أن كلاً من إنسان النياندرتال والإنسان العاقل؛ كانا وثِيقِي الصلة ببعضهما؛ وربما تعايشا معاً، لزمنٍ قصير؛ أو طويل؛ قبل أن يسود النوع الأكثر تكيُّفاً؛ والأفضل؛ وهو الإنسان العاقل. ومهما يكن؛فلابد لنا، أيضاً، من قبول الحقيقة الراهنة، على الأقل؛ وهي أن النياندرتال الفلسطيني هو الذي تطوَّر وحدَهُ؛ فيزيولوجياً وحضارياً؛ نحو الإنسان العاقل؛ جَدّنا المباشر؛ وصانع الحضارة الإنسانية، بمفهومها الشامل؛ وأما مصير النياندرتال الأوروبي؛ فكان الانقراض.
إنتهى الإقتباس
هناك إشارات أخرى فى ويكيبديا:
قبل 160000عام يقوم الهومو ساپيانس (هومو سابينس إيدالتو)، في إثيوبيا بمنطقة النهر المغمور التي يوجد فيها قرية هيرتو, بممارسة الطقوس الجنائزية عندما يموت أحدهم. وتُترك جثثهم لتُغطى بواسطة الصخور البركانية.
تطور الهومو نيانديرتالينسيس (رجل النياندرتال) من الهومو هايدلبيرغينيسيس وعاشت في أوروبا وفي الشرق الأوسط, وكانت من مزاياها بأنها كانت تدفن موتاها وترعى مرضاها. وكان لديها العظم اللامي (فى قاع اللسان)-(ظهرت قبل 60,000 سنة, في كهف كيبارا, إسرائيل), ويستعملها البشر الحاليون للتحدث مع الآخرين. (يتكلم البشر الحاليون 6000 لغة منطوقة). كان رجل النياندرتال يستعمل الرماح, وربما كان يستخدمها لطعن الفرائس بدلاً من قذفها عليهم. ظهر في هذه الفترة الجين الذى ساعد البشر على تطوير قدراتهم على الكلام-FOXP2 .
فيما يتعلق بالعظم اللامي-شارك البروفيسور ستيفن وور وهو خبير فى علم الحيوان و المتحجرات مع فريق من العلماء الدوليين و استخدموا تقنية التصوير بالأشعة السينية ثلاثية الأبعاد و أدى ذلك لإكتشاف ثورى بالإستناد إلى عطم لامى لإنسان نياندرثال وجد فى فلسطين سنة 1989.
قال البروفيسور وور –الفحوصات التى أجريت للعظم اللامى لإنسان نيانرثال فاجأتنا كثيرا, إذ وجد أن شكل العظم يختلف كثيرا عن أشباه الإنسان من الرئيسيات و مع ذلك كان يصعب تمييزه عن العظم اللامى للإنسان المعاصر و أردف قائلا-تمكنا من خلال تحليل السلوك الميكانيكى للعظمة المتحجرة باستخدام التصويربالأشعة السينية أن نبنى نموذجا لعظام لامية مع البنية الداخلية المعقدة للعظم ,ثم نقارن هذه النماذج مع عظام لامية للإنسان المعاصر, حيث أظهرت النتائج التى اعتمدت السلوك الميكانيكى ,صعوبة التمييز بين العظام اللامية لإنسان نياندرثال و عظامنا, هذا يدل على أن هذه العظمة هى جزء أساسى من الجهاز الصوتى لإنسان نياندرثال و قد أستخدمت بنفس الطريقة وفى ضوء هذه الأبحاث تمكنا من أن نستنتج بأن اصول الكلام و اللغة هى اقدم بكثير مما تصورنا.
دون الغوص فى تفاصيل إرتقاء الإنسان و جدله العقيم مع من لا يثقون في العلم لكن من الواضح أن الكشوف الآثارية و الانثربولوجية و المورفولوجية أكدت أن أول ظهور للإنسان العاقل كان فى فلسطين و ماجاورها (الشام)- لعل هذا يشير إلى خلق آدم و إنتشار ذريته هناك و من ثم تقديس المسجد الأقصى إذ كان لا بد لآدم و ذريته من مكان يتعبدون فيه إلى الله و يقربون القرابين-مذبح و ليس بيتا.
ورد في السنة المدونة أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض، عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:" المسجد الحرام" ، قال: قلت ثم أي؟ قال: " المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه." (رواه البخاري).
والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وذكر بعض الفقهاء أن الملائكة هم أول من بنوا المسجد الأقصى.
وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك. فقد عمره ورممه سيدناإبراهيم عليه السلام ، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه وتذكر بعض الروايات أن سيدنا داود بدأ بناؤه وأكمله سليمان عليهما السلام.
و تعظيما لمكانة المسجد الأقصى فقد كان و مازال قبلة أهل الكتاب و قد كان قبلة المسلمين إلى أن أمر الله سبحانه بتحويل القبلة إلى الكعبة الشريفة.
صلاح فيصل/باحث وكاتب مستقل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.