العهد الذهبي للسودان. دراسة بحث دكتور هاشم عبدالله مختار ننوه انّ العهد الزاهي والعصر الذهبي للسودان بعد الاستقلال كان من 1958 حتى أكتوبر 1964م اي فترة حكم الفريق ابرهيم عبود. المعلوم ان حزب الوطني الاتحادي تأسس في بيت اللواء محمد نجيب رئيس جمهورة مصر ورئيس مجلس الثورة بعد سقوط الملك فارق ملك مصر. بعده جاء بك باشي جمال عبدالناصر في حكم مصر بعد فترة من رئاسته لمصر بعد انقلابة على اللواء محمد نجيب وحدد إقامته الجبرية بمنزله. قام جمال عبدالناصر باحتلال حلايب وعندها غضب عبدالله بك خليل رئيس وزراء السودان والذي كان سكرتيرا لحزب الأمة. ذهب عبدالله خليل الي حلايب وهو بالزي العسكري لمقابلة الجيش المصري هناك. قضى فيها خمسة ايام الا انّ عبدالناصر قام بسحب القوات المصرية من حلايب، تفادياً من الاصتدام مع الجيش السوداني. عاد اللواء عبدالله خليل الي الخرطوم حاملاً معه العلم المصري وأعلن للسفير المصري بالخرطوم سيف اليزل الخليفة بأنّ له هدية لمصر يلزم أخده من رئيس الوزراء عبدالله خليل. وعندما كشف الهدية امام الحاضر وكانت عبارة عن العلم المصري الذي عنوة من قائد الجيش المصري. غضب السفير المصري وأصر الا يكون في السودان وعبدالله خليل رئيسا الوزراء وعاد الي بلاده. بعد ذلك بدأت المؤامرة علي إسقاط حكومة عبدالله خليل. وعندما شعر عبدالله خليل بسقوط حكومته، قام باستدعاء قاىد الجيش السوداني الفريق ابرهيم عبود وزملائه في القوات المسلحة وأبلغهم بتسليم الحكم وكان ذلك بمنزله بامدرمان و بموافقة السيد عبدالرحمن المهدي زعيم الانصار والسيد على الميرغني زعيم الختمية وتم التسليم في 17 نوفمبر 1958م. عندها تسلم الفريق ابرهيم عبود مقاليد الحكم في السودان على ان تجرى الانتخابات بعد عامين من حكمه. توفي السيد عبدالرحمن المهدي 1961م بعد عام من حكم الفريق عبود واَلت زعامة الانصار للسيد الصديق عبدالرحمن المهدي. بدأت المفاوضات بين الفريق ابرهيم عبود والسيد الصديق عبدالرحمن المهدي التي استمرت بوتيرة حادة ردحاً من الزمان، أصرّت العسكر علي حكم البلاد دون تنازلات. وفي خضم هذة المفاوضات الحادة بين الطرفين أصيب السيد الصديق عبدالرحمن المهدي بذبحة صدرية أدي الي وفاته عام 1962م. استلم السيد الهادي عبدالرحمن المهدي زعامة الانصار بعد وفاة أخيه. انّ احدى أسباب قيام ثورة أكتوبر 1964م كانت حرب الجنوب التي كانت تقام بسببها ندوات متكررة مناوئة للحرب في الجنوب بجامعة الخرطوم. مما أدت الي تدخل الشرطة الى هرم الجامعة. وصعدت وتيرة الاحتجاج عند دخول الشرطة بتعليمات من مدير الشرطة ابارو الذي تولى إدارة الشرطة بعد مهدي سبيل الذي انتدب الى ابوظبي. كان ابّارو متحوراً جدا مما تسبب في أزمة بين الطلبة والشرطة. إبان هذا التصعيد قام وزير الدفاع اللواء حسن بشير نصر بتقديم اقتراح للحكومة العسكرية بالإبادة التامة للجنوب بغاباته. تحركت اتحادات الطلاب والنقابات والشعب إيذاناً بقيام ثورة تغييرية شاملة أدت الى تصعيدٍٍ جديد مما حدى بالمدير المتحّور للشرطة ابارو باستخدام الرصاص الحي ترهيب الانتفاضة. وعندها اصابت رصاصة طائشة الطالب قرشي بداخلية بحر الغزال نقل على اثرها الي مستشفى الخرطوم وفارق الحياة وسُمى بالشهيد الاول، في حين كانت هنالك ثلاثة شهداء سبقوا القرشى داخل هرم الجامعة. وأخيراً انتصر الشعب في 21 أكتوبر 1964م. وأمر الفريق ابرهيم بحل ما كان يسمى بمجلس الثورة وتم تسليم الحكم امام الهيئة القضائية وفي مقدمتهم مفتي البلاد ورئيس القضاء اَن ذاك وبحضور جمعٌ خفير من الشعب، كانوا يهتفون ويهللون ويكبرون بانتصار الشعب. أصّر الفريق ابرهيم عبود بإثارة امر ما تبقى من دينه بمبلغ 300جنيه سوداني، والذي كان قرضاً من البنك لبناء منزله. مما حدى بمفتى الديار والهيئة بإعفائه من المبلغ المتبقي مما يدل على نزاهة حكمه هو ورفاقه. كان وزير التجارة الامير لاى مقبول الامين خارج البلاد إبان ثورة أكتوبر واعتقل بالمطار ونقل الي سجن شالا بالفاشر وعندها قال كان يجب للحكومة العسكرية بإقامة مبارك بين الهلال والمريخ وإحضار مدير الشرطة المتحور ابارو وشنقه على الملا بميدان ابو جنزير. د هاشم مختار [email protected]