هو جنجويدى من جنوب دارفور تحول من حافظ للقران الى بعبع كبير ارهب سكان ولاية شمال دارفور واصبح هاجسا لهم خاصة بعد اشتباك عصابته مع قوات مشتركة من الجيش والشرطة. فماهى قصته ؟ اسمه عيسى محمد ابراهيم وعمره 27 سنة ترك دار ذويه فى جنوب دارفور وهو طفل وذهب ليلتحق باحد الخلاوى فى شمال دارفور حيث تلقى تعليميا دينيا. وحال تخرجه ومواجهته للحياة العملية اكتشف عيسى ان كسب العيش يتطلب مهارات ومعارف لم يوفرها له التعليم الدينى. وحاول وحاول لكنه يئس فتحول اخيرا الى عالم الاجرام واصبح ارهابيا ترتعش احياء الفاشر اجمعين عند سماع اسمه. ولانه من الجنجويد فقد حاولت الحكومة فى الماضى الاستنجاد بموسى هلال لكى يعيد تاهيله فى مجموعة تسمى مجموعة التائبين لكن موسى هلال رفض فالحقت الحكومة الشاب بقوات استخبارات حرس الحدود وهى كذلك قوات قوامها من الجنجويد يقول سكان الفاشر ان الوالى السابق محمد يوسف كبر هو من اطلق على عيسى لقب المسيح وكذلك هنالك اقوال ومقالات على الانترنت وتحليلات تشير الى ان لكبر ضلع كبير فى تدريب المسيح ومده بالسلاح والمعلومات. والوالى يوسف كبر ارتبط اسمه بفضيحة سوق المواسير وهى عملية احتيال كبرى حدثت عام 2010 تحت غطاء توظيف الاموال ونفذها كل من ادم اسماعيل وموسى الصديق وهما من القوات النظامية. وقد سجن المنفذون ونجا المخططون والمستفيدون. وتشير اصابع الاتهام الى الوالى كبر باعتباره المخطط الاكبر والمستفيد من عملية الاحتيال تلك خاصة بعد ان قال لسكان الفاشر اثناء حملته الانتخابية: " من صوت للشجرة حقه محفوظ ومن صوت للديك حقه ضائع:" , اشارة الى منافسه. وصوت بعض السذج لكبر لكن اموالهم ذهبت ادراج الرياح والغاية من سرد الحقائق اعلاه ليست المفاضلة بين موسى هلال ويوسف كبر فهما وجهان لعملة واحدة. وامثال هؤلاء كثر وكلهم مخادعون ودجالون وتجار دين يصطادون الاطفال والشباب الصغار ثم يحشون رؤوسهم بافكار خربة. والهدف ليس خدمة الدين ولا الوطن ولا الانسانية فهذه لا تعنيهم فى شئ وانما مقصدهم هو اكتناز القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدولارات واشباع شهوات بطونهم وفروجهم المتهتكة لا الدين الاسلامى ولا اى دين اخر يحض الناس على الارهاب ولكن تفسير النصوص الدينية هو المشكلة. وكما يقول المفكر والشاعر العربى ادونيس فان احد مشاكل التطرف تكمن فى رفض الجماعات المتطرفة لمسألة تأويل بعض النصوص الدينية والاصرار على تبنى تفسير واحد باعتبار انه يمثل الحقيقة. فالتعصب هو لب المشكلة هؤلاء الفادة هم مجرد مخادعين يحضون الناس على القتال وهم قاعدون. فمن هو الذى اعطى لرجل دين الحق بان يعد القتلى من الارهابيين بالفوز بالشهادة وفوق ذلك سبعين حورية من حور الجنة والحق بالشفاعة لنفس العدد من اهله ومضاعفة العدد فى حالة قتال الامريكان؟ وكان حريا به ان يسابق الى ما وعد به اذا لم تك الدنيا هى همه وغايته والهوس الدينى لا يمكن ان يحارب بسلاح المنافحة الدينية لان المرء فى هذه الحالة سيواجه بمحاورين لجوجين مدربين جيدا لا يسعون وراء الحقيقة وانما الى التدليس والجدل الفارغ. السلاح الناجع ضد هؤلاء هو سحب المؤيدين منهم. ان السواد الاعظم من المتطرفين هم من الشباب صغار السن وهؤلاء يفيدهم التعاون والتعاضد والتضامن اكثر من الدعوات الفوقية. وباالتعاون يسهل التقرب منهم من اجل مساعدتهم وارشادهم الى الطريق القويم. ولانك تسعى الى التعاون مع شخص ما فانك لا تألو جهدا فى السعى الى لقاءه سواء كان ذلك فى المسجد او المقهى او اى مكان عام اخر. واذا لم يكن هذا الشاب من مرتادى الندوات او اللقاءات الفكرية فان اى دعوة لحضور ندوة تعد عملا لا طائل منه. وطاقات الشباب يمكن استثمارها فى عمل طوعى وهنالك امثلة كثيرة لذلك منها النفير والفزع واللمة وصناديق التوفير والمساعدات والتبرعات عند الطوارئ وغيرها [email protected]