أصبحنا نطرب حد "الانتشاء" حينما نتلقى إشادة الاخرين ، نحن الشعب سوداني، ونسارع الى تبادل "المقالات" التي تمدحنا ، بل بلغ بنا الحال أن نتداول مقالات من شاكلة " كاتب سعودي يطالب الملك سلمان بمنح السودانيين الجنسية السعودية.. حيث يدعي الذين روجوا للمقال "المضروب" أن الكاتب السعودي إبراهيم صالح الهمشري طالب بمنح السودانيين الجنسية السعودية . حيث دعا إلى الالتفات إلى الشعب السوداني ، مؤكدا أنه شعب عفيف..الخ..وهل "العفة" كافية لمنح الجنسية .عموما الكاتب المشار اليه ، يبقى إسم "مجهول" حيث لا يوجد في جميع الصحف التي تصدر في المملكة العربية السعودية ،بما فيها الصحف الالكترونية ، كاتب بهذا الاسم ،الذي أبتكره من روج للمقال لشيء في نفسه.. وهو أمر غريب وعجيب أن يبلغ الحال بالبعض لابتكار شخصيات وهمية تكيل لنا المدح، في محالة "معيبة" "لتضخيم الذات" !. من قبل كال زميلنا "مطلق العنزي" الكثير من المدح للشخصية السودانية ، وهو صادق فيما يكتب خاصة انه زار السودان ، وارتبط بصداقة وزمالة مع عدد من السودانيين على مدى سنوات طويلة ، الا انه "اصيب بدهشة بالغة" للاحتفاء الكبير بما كتبه ، وكان يعتقد انه لن يلقى هذا الرواج اللافت.. ودون الزميل مطلق العنزي كتب عدد من الصحفيين من بينهم تركي الدخيل ، واخرى كويتية ، وكان يمكن لهذه الكتابات ان يشكر من كتبوها ، في الحد الذي لا يصورها وكأنها صكوك غفران .. أو كتابات مقدسة لاياتيها الباطل. الشعوب الاخرى نالها قدرا من الاستحسان والمدح غير أنها لم تحتف كما فعلنا !. نحن نتفق على أن الشعب السوداني يتحلى بأخلاق كريمة ، وقد أسس الرعيل الاول من المغتربين لهذه المعاني الجميلة ، التي أصابها ما أصابها من (خدوش) في الوقت الراهن، بفعل من يتاجر في "التنباك"!، ويسعى الى تحقيق عائد مادي كيفما أتفق. وعقب تصريحات وزير الخارجية أبراهيم غندور حول ترتيبات لتوقيع اتفاقيات استراتيجية بين الخرطوم ودول الخليج ..وقبل أن تكتمل وتتضح التفاصيل كافة بدأ البعض وكأني به يحضر في الشماغ والعقال تاهبا لمرحلة الاندماج الكامل .. أحسب ان السودان ليس في حاجة لكي ينضم لمجلس التعاون طالما وفرت مشقة ذلك اتفاقيات استراتيجية بين الخرطوم والعواصم الخليجية .. ولنكن أكثر صدقا مع أنفسنا ونقر أن الشارع العام الخليجي قد تململ كثيرا إبان الحديث حول انضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي .. وحتى لا نفقد محبة الشارع الخليجي دعونا فقط نتمسك بالشراكة الاستراتيجية ..(وبلاش) حكاية الانتفاخ بأننا الأفضل. وفي دائرة الاحتفاء.. أقمنا من قبل الأفراح بأمانة "الراعي" السوداني الذي رفض أن يبيع (سرا )أغنام كفيله لقاء مبلغ مالي ، وبدأ الاحتفاء كان السرقة هي الاصل ، والامانة حالة نادرة جديرة بالاحتفال! . علينا أن لا نخرج إشادة من يرى بأننا نتحلى بصدق و أمانة وخلق حسن عن موضعها ، حتى لا نعيش في "وَهَمَ " " نحن الافضل" وتضخيم الذات. أخيرا اقول: " لا تتعجلوا لبس الشماغ " ! . مصطفى محكًر" صحيفة الصحافة " . [email protected]