مبتدأ مقالي موجه للمواطن أو ( ما) يعادله من مخلوقات الله جلا و علا في إقليم العجائب الذي لا تطير فيه الفراشات و لا تتفتح فيه البراعم ، و (ما) يستخدمها النحاة و البلاغيون للإشارة لغير العاقل ، فعقلاء جنوب دارفور على وجه الدقة غير معنيون بما اكتب هذه المرة فهم آمنون في غيبوباتهم الإختيارية التي تخرجهم من دائرة الحرج و اللوم لمجرد التعاطف الزائف مع حقيقة الأوضاع في ولاية جنوب دارفور ، فبرغم الفواجع التي تعتري هذا الجزء من الوطن بين آن و آخر و خطل التعاطي الرسمي مع الخطوب و الرزايا التي تسقط كسفا على الرؤوس و الأهوال التي نعيشها على الدوام ، نجد مآسي تجهض الآمال و تغتال الفرح و تقلل فرص التفاؤل إن لم تكن الحياة . لا أجزم بتفشي اليأس لدى الكائنات الحية غير العاقلة التي تتعفف عن التهافت على موائد من بيدهم مقاليد السلطة أو القوة الباطشة فيضعون النص الغنائي " أغالط نفسي في إصرار أقول يمكن أنا الما جيت "، لقد بلغ نزف القيم و الأخلاق من قبل من يوصمون بالقيادات و الرموز مبلغا غير مسبوق يصلح لنعتهم بما يستحقونه من نعت بتحريك حروف العلة في وصفهم ليصبحوا شيئا مذكورا . الأحداث المتسارعة و المتلاحقة تصيب المرء بالتخمة و عسر الهضم ، هي الحياة لا وقت مستقطع و مخابئ للإحتماء ، يجدر بالكل تذوق طعم البلاهة الذي يصنع هنا بقصد أو جهل ، لا يستقيم أن تشقى مدينة بحالها و يتورط أهلها و ساكنيها في مأساة مروعة تفقد على إثرها ارواح عزيزة و ممتلكات ثمينة و أمان غالي و لا تجد مثقال ذرة من عطف أو جبر ضرر و حتى مساءلة أحدهم ، كل الأشياء اقدار و تقع بمشئة الله اقول هذا لأقطع الطريق أمام العقلاء إياهم الموعودين بجنان المناصب و فراديس القربى من أولياء النعم ، واقعة ضحى الشهيدة حاضرة و لآلها الصبر والسلوان ، حملت كل من قرأ فاجعة إغتصابها و قتلها للتحلي بالقوة و نكران الذات و الإصرار على الإقتصاص من الجاني و هذه محمدة و خصلة تعضد ما جاء في الحديث الشريف ، مثل المؤمنين في توادهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و غير بعيد عن ذلك حادثة إنفجار مخزن الزخائر الذي غيب أرواح و جرح عدد و أتلف ممتلكات ، نترحم على الشهداء و ندعو بعاجل الشفاء للمصابين و أن يخلف خير للمتأثرين ، برغم هول و فداحة الكارثة إلا أن رد فعل السواد الأعظم من النخب السياسية جاء فاترا و فضائحيا ، لم يستطيعوا ذكر الواقعة و المطالبة بتحقيق يحمل أحدا ما جرى ، لكنهم اتحفونا بمطالباتهم المشفوعة بنصوص القانون لقتل قاتل ضحى أما قتلة رصيفاتها فلا أحد يقوى ، ختاما بطولات الوهم الزائف التي تكبر الصغائر و تنفخ الأكاذيب لا تجدي نفعا و الناس يبكون حسرة و الم على موتاهم و اطفالهم المرعوبين و هم في العراء أمامهم موسم ماطر و شهر رمضان المبارك يهل قريباً و السادة في غيهم يعمهون لهاثا وراء حقائب و إرضاءا لحكام لا فرق بينهم وبين الأفندية في تلقي الأوامر و إرضاء الرؤساء ، و الطعم الذي لا نعرفه الخدمات الطوعية المجانية لتلميع شخوص و نفض غبار العار عسى و لعل ، و لو كان في البومة خير لما تركها الصياد. ضمير بارز [email protected]