من الصحافة الأفريقية مستقبل الديكتاتورية في أفريقيا في عددها الصادر بتاريخ 2 يونيو الحالي حملت صحيفة الاندبندنت الزمبابوية في صفحة الرأي مقالاً تدعو فيه الرئيس موغابي للتنازل عن الحكم. أشارت الصحيفة إلى أن كلاً من أنجولا وموزمبيق المجاورتين شهدتا خلال الفترة الأخيرة انتقالا سلمياً للسلطة من قيادات تاريخية بقيت في الحكم لعشرات السنين إلى قيادات جديدة. ومع أن الانتقال لم يكن بالصورة الكاملة في أنجولا إذ أن الرئيس دوسانتوس سيستمر على رئاسة الحزب مما يعني أنه سيدير الدولة من وراء الكواليس ، غبر أن ذلك لا يجب أن يقلل من أهمية الخطوة التي تعني أن الأمور تسير للأمام. وتمضي الصحيفة للقول بأنه بالرغم من أن بعض القيادات الأفريقية مثل بول بيا في الكاميرون وساسو نقويسو في الكونغو برازافيل ويويري موسيفييني في يوغندا وعمر البشير في السودان لا زالت تتشبس بكراسي الحكم ، إلا أن الدلائل تشير إلى أن التغيير قادم لا محالة ، خاصة بعد إجبار الرئيس الغامبي يحيى جامع مؤخراً على التنازل عن الحكم بعد أن ظل يمانع لفترة طويلة. من الملاحظ أنه بالرغم من أن العديد من الأنظمة في القارة الأفريقية ظلت تقاوم حتى الآن رياح التغيير التي اجتاحت العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والتي تمثلت بصورة جلية في ثورات الربيع العربي وغيرها من التحولات المهمة في أنحاء أخرى من العالم ، وبالرغم من محاولات الثورة المضادة فإن الكثير من المحللين السياسيين يبدون تفاؤلاً بأن المد الديمراطي قادم للقارة الأفريقية. ويورد هؤلاء عدداً من التطورات التي تؤكد ذلك. ولعل من أوضح هذه الإشارات أن الأنظمة المتلسطة التي لا زالت تحكم في القارة تحاول بصورة أو أخرى تطبيق شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية ، وهي المحاولات التي لا تعدو كونها وضع للمساحيق على وجه التسلط القبيح ومحاولة لتأجيل التغيير الذي يرون أنه قادم لا محالة. من الطبيعي أن الأنظمة المتسلطة لا تقدم على تطبيق أي شكل من أشكال الديمقراطية عن رغبة صادقة من جانبها ، وإنما تستجيب مضطرة للضغوط التي تمارس عليها سواء من جانب أفراد الشعب أو من جانب المجتمع الدولي. محجوب الباشا