وزير الداخلية يدشن العمل بإستخراج البطاقة الشخصية وبطاقة الأجانب من أصول سودانية    مبارك أردول: قصف مدفعي مكثف يستهدف الدلنج ونذر المواجهة المسلحة تقترب بشدة    البرهان عدم حرمان أي سوداني من استخراج الأوراق الثبوتية حتى وإن كان لديه بلاغات جنائية فهذه حقوق مشروعة    شاهد بالصورة والفيديو.. "نهلة" تخرج في مقطع ترد فيه على زوجها "ميسرة" بعد أن اتهمها بشرب "البيرة" وإقامة علاقة غير شرعية مع شاب ببريطانيا    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    مكتول هواك يترجّل    بمشاركة السودان ختام اجتماعات مجلس وزراء الإسكان العرب بالدوحة    ابوعبيدة سليمان : أدعو جماهير الرومان وجماهير ودمدني للوقوف معنا على قلب رجل واحد    المريخ في اختبار جديد يواجه تحدي ايتينسليس"    ((الجان وريجيكامب هزموا الهلال امام روتسيرو))    شاهد بالصورة والفيديو.. "نهلة" تخرج في مقطع ترد فيه على زوجها "ميسرة" بعد أن اتهمها بشرب "البيرة" وإقامة علاقة غير شرعية مع شاب ببريطانيا    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد أمين وعروسه الحسناء يرقصان في "جرتق" زواجهما على أنغام أغنية (يا سلام سلم)    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد أمين وعروسه الحسناء يرقصان في "جرتق" زواجهما على أنغام أغنية (يا سلام سلم)    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    شاهد بالصور.. المودل هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل على مواقع التواصل بعد ظهورها بأزياء ضيقة ومحذقة ومثيرة    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    السودان..منشور لديوان الحسابات العامة بشأن أجور العاملين    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    اجتماع بين البرهان ومستشار ترامب..تقارير تكشف التطوّرات    تفاصيل بشأن زيارة البرهان للسعودية    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    والي الخرطوم يوجه بالالتزام بأسعار الغاز حسب التخفيض الجديد    المغرب يحسم بطاقة نهائي كأس العرب الأولى على حساب الإمارات    البرهان يصل الرياض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    تعرف على جوائز كأس العرب 2025    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    ريال مدريد ينجو من فخ ألافيس ويلاحق برشلونة    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتَّى مَتَى تَستمِرُّ مُعَاناة النازِحين فى دارفور؟
نشر في الراكوبة يوم 16 - 07 - 2017

من التحدِّياتِ الكبيرة والمُستمِرَّة فى قضِيَّةِ دارفور، الأوضاع الإنسانِيَّةِ المُتدهوِرة بإستمرار للنازحين فى إقليم دارفور. والنزوح واللجوء من نتائجِ وآثار الحرب الدائرة هناك بين حكومة السودان والحركات المسلحة، وفى مَرَّاتٍ نادِرة بسببِ النزاعاتِ القبيلة مثل نزاع قبيلتى المَعَالِيا والرزيقَات بولايةِ شرقِ دارفور. والمُشكِلة أنَّ أطرَافَ النزاعِ المُسلَّحة فى دارفور لا يحفَلُونَ بضحايا حربِهم اللعِينة والمُستمِرَّة على المدنيِّين، بل يتاجِرُونَ بهم لدى المُجتمَعِ الدوْلِى. ولا يستطيعُ أىٍّ من طرفَىِ الحرب هُناك من إنْكَارِ دورِه فى إحْدَاثِ النزُوحِ واللجُوءِ. فبينما (بآشَرَت) حُكومة السودان العُدوُانَ على المدنِيِّين فى دارفور فإضطرُّوا إلى النزُوحِ واللجوء، نجدُ أنَّ الحركاتَ المُسلَّحة ساهَمَت بأدْوارٍ سَالِبة غير مُبَاشِرة فى (تسبِيبِ) النزوج واللجوء وذلك بإمْتِنَاعِهم عن جَعْلَ مَوآقِع المدنيين "أهدَافاً عسكرِيَّة" بتوَاجُدِهم بإماكنِ المدنِيِّين فى قُرَاهم وفُرقَانِهم بما سَهَّلَ للحُكومَةِ ومليشياتها دخول موَآقِع المدنيِّين وضربِهم وحَرْقِ قُرَاهم ونهبِ مُمتلكَاتِهم وأغتصابِ النساء، ونحوِها من الأفعَالِ التى تأوَّجَت فى جرَائِمِ التطهيرِ العِرقى والإبادة الجماعية وجرائمِ الحرب. كما جُبِلت الحركات المُسلَّحة على تحرِيرِ الأرضِ من الحكومةِ السيطرة عليها، ثُمَّ سُرعان ما تنسحِبُ منها لآحقاً تاركةً المدنيين بلا حِمَاية، فتدُخلُها قواتُ الحكومة دخول الفاتحين وتجُوسُ خلال دِيار المدنيين وتفتكُ بهم، وتُمارِسُ عليهم إنتقاماً فينزَحُونَ إلى مُعسكَراتِ النزُوحِ كالمُستجِير من الرَمْضَاءِ بالنَّارِ.
تعمَّدَ طرَفَى الحرب فى دارفور إسقَاطِ وآجِبِ حِمَاية المُوآطِنينResponsibility to Protect وهو الوآجِبُ الذى لا يسقُطُ أبداً،. ويكونُ تعمُّد إسقاطه جريمة وفق القانون الإنسانى الدولى، وفى نفسِ الوقت تُمثِّلُ جريمة إخلاقِيَّة لا تلِيقُ بحكومة دولة نحو شَعْبِها، ولا بثوَّارٍ شُرَفِاء. وعدم الإكثراث بوآجِبِ حِمايةِ المدنيِّين من الطرفين عَمَّقَ موجَات النزُوحِ واللجُوءِ فى دارفور.
ونتيجة للنزاعَاتِ المُسلَّحة فى دارفور نزحَ ولجَأ عددٌ كبير غير معلوم الرَقم من المواطنَين فى إقليمِ دارفور (لا يقِلُّ عن 2.5 مليون نازح) وعدد كبير من اللاجئين إلى دُولِ الجوار.
وإستقر النازحُونَ فى عدَدٍ كبير من المُعسكَرات يُقدَّر بسِتِّين مُعسكَراً. مُوزعَة على وِلايات دارفور الخمْسَة.
وتتصدَّرُ ولاية وسط دارفور قائمة الولايات الأكثر اكتِظَاظاً بمُعسكرَاتِ النازِحيِّن بدارفور، وتضُمُّ (21) مُعسكرَاً (حسب إحصاءيات برنامج الغذاء العالمى 2015م). وتضُمُّ فى مُجمَلِها (367,368) نازِحَاً. وتَحْتضِنُ مدينة زآلنجى حاضرة الولاية وحْدَها (4) أربعة مُعسْكَرات هى: الحَمِيدِّيَّة، والحصاحيصا، وخمسة دقايق، وطيبة السلام. وبقية مُعسْكَرات ولاية وسط دارفور تتوزعُ فى المحليات المختلفة، حيثٌ تضُمُّ محلِيَّة أزُوم مُعسكرات (رمنْتَاس والشباب)، ومحلية وآدى صالح تضُمُّ مُعسكرات (جدَّة وعرديبة والجبلين والسلام أو دِليج وأم خير). ومحلية مُكْجَر تَضُمُّ معسكرات (مُكْجَر للنازِحين ومُكْجَر للآجئيِّن التشادييِّن). ومحلية أم دُخُن تَضُمُّ (معسكر أم دخن للنازحين ومعسكر أم دخن للآجئين التشاديين). ومحلية نيرتتى تَضُمُّ معسكرين(نيرتتى جنوب ومعسكر إشترينا). ومحلية بِنْدِسِى وتَضُمٌّ معسكرى (بِنْدِسِى شمال وبِنْدِسِى جنوب).
وتأتى ولاية جنوب دارفور ثانِياً من حيثُ معسكرات النازحين، حيث تضُمُّ (10) معسكرات، خمسة منها حول مدينة نيالا حاضِرةِ الوُلاية، وهى: (كَلْمَا وعُطَاش والسلام وسَكَلِى ومُوسى). والأخرى هى معسكرات: (كاس، مِرْشِينغ، شعيرِيَّة، ومَهَاجِرِيَّة).
ثُمَّ تأتى ولاية غرب دارفور ثالِثاً، وتَضُمُّ (9) تسعة مُعسكرات للنازحين هى: (أرْدِمَتَا، كريندينق 1 و 2، الجامعة، الرِّيَاض، برتى، الحجاج، أبوذر، والسُلطان). "حسب برنامج الغذاء العالمى".
وتأتى رآبعاً ولاية شمال دارفور التى تضُمُّ (6) معسكرات، ثلاثة منها حول مدينة الفاشر حاضرة الولاية والإقليم، وهى: (أبو شوك، وزَمْزَمْ، والسلام). وإثنين منها بمحلية كتم هى: (كَسَّاب وفتَّابرنو). ومؤخَّرا فى مارس 2015م نشأ مُعسكَر نازحِى محلِّية أمبرو عَقِبَ العمليات العسكرية التى دارَت بداية العام 2015م وتبِعتها حمَلات انتقامية وآسِعَة نفَّذتها قواتِ "الدعم السريع" ضد قُرَى وفُرقان المدنِيِّين بالمنطِقة، فحدثت موجة نُزُوح كبيرة إلى مدينة أمبرو حاضِرة المحلِّيَّة. وبتأريخ 3 فبراير 2015م أعلنت منظمة (أوتشَا) أنَّ عدد 17,743 مُوَآطِن فرَّوُا إلى مدينَةِ أمْبَرُو عاصمة المحَلِّية طلبَاً للحِمايَةِ. فتقدَّمَت أوتشا بطلبٍ رسْمِى للسُلطاتِ لإنشَاءِ مُعسكر نازِحِى أمْبَرُو. وقد أكَّد تلك المعلُومَة السيد/ محمد أحمد مِنَّاوِى(تكَّيش) نائِب الدائرة بالبرلمانِ القومِى السودانى.
وبتأريخ 10 فبراير 2015م أكَّدَ أمينُ أمانة الشؤون الإنسانية بحركَةِ تحرير السودان بقيادة (مِنَّاوى) أنَّه جرَّاءَ تلك العملِيَّات الإنتقامِيَّة ضِدَّ المدنيين بالمنطقة قُتِلَ 120 مُوَآطِناً ونزح (200 ألف) منهم، وحَرقَت قوات الحكومية عدد (54 قرية)، ونهَبُوا (30 ألف) رأس من ماشِيةِ المُوَآطِنين فى دارفور وذلك فى الفترة بين شهرى ديسمبر 2014م ويناير 2015م. (المصدر صحيفة سودان تريبيون الإلكترونية).
وكانَ فى بدايةِ شهر مارس 2009م قامت حكومة السودان بطردِ وإلغاء تصاريح عدد (13) من مُنظَّمات الإغاثة الإنسانية العَامِلةِ فى إقليمِ دارفور وذلك فور صدُور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوجِيِه تُهم وإصدار أمر قبض ضدَّ الرئيس السودانى عمر البشير لإرتكابِهِ جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانية فى دارفور، (هذا هو أمر القبض الأول، أما أمر القبض الثانى فقد صدر فى 12 يوليو 2010م بخمسة تُهَم مُوجَّهَة ضد الرئيس البشير تشملُ التطهير العِرقِى والإبادة الجماعية - جنوسايد). وسنرَى فى الجُزءِ الثانى، كيف أنَّ طردَ مُنظَّماتِ الإغاثة من دارفور كان بمثَابَةِ "قتلٍ جمَاعِى" للنازحين دآخِليَّاً!، لأنَّ حكومة السودان بذلك قد وضْعٌ المُواطنِّينَ فى مُعسكرَاتِ نزُوحٍ دآخِلى فى ظُروفٍ حيَاتِيَّة خطيرة "يترَجَّحُ" معَهَا مَوتَهم وفنَاءِهم".
ناهَضَ العالمُ كُلَّهُ قرار حكومة السودان بطردِ مُنظَّماتِ الإغاثة الدولية من دارفور، لكن بلا جَدْوَى. لإنَّ الرئيسَ السودانِى وحُكومَتِه كانُوا فى حَالةِ هِياجٍ وتشنُّجٍ بسَببِ صُدورِ أمرِ القبضِ ضِدَّ الرئيس، ودخلُوا فى نوْبَاتِ الحُمْقِ إيَّها.
وبتاريخِ 11 مارس 2009م، بُعيدَ طرد منظمات الإغاثة الإنسانية من دارفور، نزل (بوست) رئِيس فى "المِنبرِ الحُرِّ لصحِيفةِ سودانيزأونلاين"بعُنوانِ:(طرد مُنظَّمات الإغاثة الإنسانية من دارفور قتلٌ جمَاعِى للمُوَآطِنِين)، وتفاعَلَ معه القرَّاء بقُوَّة وشكَّلُوا رَأيَا عَامَّاً مُضَادَاً لقَرارِ حُكومةِ السودان.
وجاءت رَدَّة فِعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الأمر أنَّ صرَّحَ بحزْمٍ وتأكِيد: (طرد الخرطوم مُنظمات غير حكومية تُقدِّمُ مساعدات انسانية لسُكَّانِ إقليم دارفور "أمر غيرُ مقبُول"). ودعَا الرئيس الأمريكى الحكومة السودانية إلى السَمَاحِ لتلك المُنظَّماتِ بمعَاودَةِ عملِها فى الاقليم. وحذَّرَ أوباما من أنَّ الوضعَ الإنسانِى سيسُوُءُ فى دارفور بعد طرْدِ الوكالات التِّى تُقدِّمُ المساعدات للنازحيِن فى هذا الاقليم.
وقال الرئيس الأمريكى أوباما، عقب أوَّل مباحثات يُجرِيها مع الأمين العام للأمَمِ المُتَّحِدة بان كى مُون: "إنَّ لدينا أزمة مُحتمَلَة لها ابعادٌ أكبر مِمَّا نرَاهُ فِعلَا".
وأضَافَ أوباما قائلاً "لقد أكدّتُ لبان كي مون على أهمِيَّةِ أن يرسِلَ المُجتمعُ الدولي رِسَالة قوِيَّة للخرطوم أنَّه من غيرِ المقبُولِ تعرِيضِ حيَاة النَّاسِ للخَطَرِ". وتابعَ قائلا "هناك حاجَةٌ مُلِحَّة لعَودَةِ منظمات الإغاثة الانسانية للعملِ على الأرضِ فى دارفور". وتأتي تصريحات أوباما فى وقتٍ سمَحَت فيه السفارة الأمريكية فى الخرطوم لموظَّفِيها غير الأساسيين بمُغَادَرةِ البِلاد.
وكانت الأمَمِ المُتَّحِدَة والولايات المُتَّحِدة وبعض الدول الغربية قد أدَانت طرد (13) منظمة إغاثة من دارفور وذلك بعد إصْدَارِ المحكمة الجنائية الدولية مُذكِّرَةِ إعتقَال بحَقِّ الرئيس السودانى عمر البشير بسَببِ جرَائِمِ حربٍ وجرائم ضِدَّ الإنسانِيَّة فى الإقليم.
وبتاريخ 11 يونيو 2009م أفادَ السيد/ جون هولمز وكيلُ الأمين العام للأمُمِ المتحدة للشئون الإنسانية "أنَّ الأممَ المُتَّحِدَة ما زالت تعتقِدُ أنَّ طردَ المُنظَّمات كان خطأ غير مُبرَّر، وتأسَّفَ لتزَايُدِ المخَاطِرَ التِّى تُوآجِهُ مِئات الآلاف من المُشرَّدِين فى دارفور وغيرها".
وقالت الأمم المُتَّحِدة فى وقتٍ سابِق إنَّ طرْدَ مُنظَّماتِ الإغاثة من السودان يُعرِّضُ حياةَ أكثر من مليونِ شخصٍ فى دارفور للخَطَرِ.
وجاءَ رَدُّ حكومة السودان على إحتجاجِ الأمم المتحدة وأمريكا، على لِسَانِ دكتور كمال عِبيد (وزِير الدولة بالإعلامِ والإتصالات)، قال: كافَّة المُنظمات التى تمَّ طردُها، كانت تلعبُ دورَاً إستِخْبَارَاتِيَّاً مرْفُوضَاً من السودان!. (المصدر موقع النيلين)
لكِنَّ المُنظمات التى تمَّ طردُها ترفُضُ إدِعَاءات الحكومة السودانية بأنَّ لها أجندة سياسية. ويُذكر أنَّ حوَالى 2.7 مليون نازح يتلقَّونَ الدعم فى دارفور بعد إضطِرارِهم لمُغادَرَةِ دِيارِهم.
هذا، والمُنظَّمات الإنسانية الدولية التى تمَّ طردُها من السودان مارس 2009م هى:
1. كير أنترناشيونال الأمريكِيَّة ACF: وتعمَلُ فى السودان منذُ (28) عامَاً، وهى مَصْدَرٌ رئِيس لغذَاءِ نازِحِى دارفور. وتقومُ بتقدِيمِ المُساعدَةِ الطبِّية الأوَّلِية، والأغذية الضرُورِيَّة لأكثر من (1.5) مليون شخص بين نازحى وقرويىِّ دارفور.
2. لجنة الإنقاذ الدولية الأمريكية IRC: تَعمَلُ فى السودان منذُ عام 1981 وتُدِيرُ أربعَة مشاريع فى دارفور بينها مشروع لتوطِينِ اللاجئين والتدريب الصِحِّى والبرامج التعليمية التى يستفِيد منها نحو (1.75) مليون من سُكَّانِ دارفور.
3. أطباء بلا حدود/ فرع هولندا: تَعملُ فى جنوبِ دارفور وهى تُقدِّمُ خدمَات طِبِّيَّة فى المنَاطِقِ التِّى يُسيطِرُ عليها المُتمَرِّدُونَ. وتعمَلُ على مُكافحَةِ تفَشِّى إلتِهابِ السِحَايا بين نحو 90 ألف شخص. وتقولُ إنَّ طردَها من دارفور سيُبقِى نحو 200 من سُكَّانِ الإقليم المرضَى بدُونِ رِعايَة صِحِّيَّة.
4. أطباء بلا حدود/ فرع فرنسا: تَعمَلُ فى غربِ ووَسَطِ دارفور، وهى تُقدِّمُ رِعايَة صِحِّيَّة فى مناطِقِ سيطرةِ التمَرُّدِ، وتنشَطُ أيضا فى مجَالِ مُكافَحةِ مرض إلتِهَابِ السِحَايَا.
5. أوكسفام/ المملكة المُتَّحِدة: مشروعها فى دارفور هو الأكبر على مُستوى عملِها فى أرجَاءِ العالم. وتَعمَلُ فى مُخيَّمَاتِ اللاجِئيِّن النائَية، وتُقدِّمُ لهم المِياه النقِيَّةِ وخدمات النظَافة. وتقولُ إنَّ طردَها سيُؤذِى 400 ألفاً من سُكَّانِ دارفور و200 ألفاً من سكَّانِ مناطِقِ السودان الأخرَى.
6. التضَامٌن Solidarity/ فرنسا: تَعمَلُ فى جنوبِ وغَربِ دارفور. وتُقدِّمُ المِياه الصَالِحة للشُربِ وتُوزِّعُ الأغذية على نَحوِ 300 ألف شخْصٍ.
7. العَمَلُ ضِدَّ الجُوع "Action Contre La Faim" / فرنسا: تُوزِّعُ الأغذِية والمِياه النقِيَّة وخدمات الرِعاية الصِحِّيَّة فى جنوبِ وشمَالِ دارفور.
8. مُنظَّمة التمْوِيل والتعَاون CHF الولايات المُتَّحِدة: لديها مشرُوعَان فى شَمالِ وجنوبِ دارفور. وتُقدِّمُ المَأوَى للاجئيِّن وتُوزِّعُ وُقودَاً ومَوَآقِد للطَبْخِ.
9. ميرسى قروب Mercy Corps/الولايات المتحدة: تَعمَلُ منذ خمسة أعوَام فى السودان. وتقُومُ بتدرِيِّبِ الكوادAر الطِبِّيَّة وتبْنِي المدآرِس وتُنَظمُ دوْرَات تدْرِيب مِهْنِيَّة للنِسَاءِ. وتُقدِّمُ المُسَاعدة لنحْوِ 200 ألفٍ من الذين أجْبِرُوا على مُغَادَرَةِ منَازِلِهم.
10. مجلس اللاجئين النرويجي: يَعملُ فى السودان مُنذُ العام 2004. ويُساعِدُ اللاجئينَ على بدْءِ حَيَاةٍ جدِيدة. ويَعْمَلُ بصُورَةٍ أساسِيَّة مع اللاجئين السودانيين والعائدين إلى جنوبِ السودان.
11. صندوق إنقاذ الطفولة Safe the Children/ المملكة المتحدة: يَعمَلُ على حِمايَةِ 45 ألف طفل من سُوءِ المُعَامَلةِ والعُنفِ فى دارفور. ويقدِّمُ خدمَات التعلِيم لنحو 15 ألفِ طفل، ويُعالِجُ نحو ألف آخرين مُصَابِين بسُوءِ التغذِية.
12. منظمة التعاون والبناء PADCO الولايات المتحدة: يَعمَلُ على برامجِ المُساعدة الأميركية وتنمِيةِ المُجتمعَات المحَلِّيَّةِ، وتعمِيقِ فَهمِ المُجتمع المحَلِّى باتفَاقِ السلام السودانى. وتُقَدِّمُ مِنَحاً نقْدِيَّة.
13. صندوق إنقاذ الطفولة/ الأمريكية. (المصدر: قناة الجزيرة + أسوشيتد برس)
والآن، مضت أربعة عشر عاماً على النزُوحِ واللجوءِ فى إقليم دارفور، ومضت تسعة أعوام منذُ طرد حكومة الخرطوم لمُنظماتِ الإغاثة الدولية التى كانت تُقدِّمُ أسباب الحياة للنازحين فى إقليمِ دارفور، فأستمرَّت أوضاعهم فى تدهورٍ مُريع.
نواصِلُ فى جزءٍ ثانى حولَ الأثر الذى خلَّفه طردُ مُنظَّمات الإغاثةِ الدولية من دارفورعلى حياةِ النازحين. والأثرُ السَالِب للنزَاعِ المُسلح مع إنعدامِ وآجِبِ الحماية للنازِحينِ. وكيفَ ساهَمَ طردُ المُنظَّمات من دارفور فى صُدُورِ أمرِ القبض الثانِّى ضدَّ الرئيس السودانى عمر البشير. على أن نُخصِّصَ جزءٍ آخر للآجِئين لإخِتلافِ ظُروف اللجوء والنزوح فى دارفور، لأنَّ اللآجِئُون ينعَمُونَ بحقِّ الحِمايَةِ فى دُوَلِ اللجُوء.
(إلى جُزءٍ ثانى)
عبد العزيز عثمان سام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.