"ابو لمعة" يرفض الاستقالة و لا يجد من يقيله لماذا نقبل اعتذار وزير صبيانى المزاج يقول ان تصريحاته تعبر عن رايه الشخصي فى الوقت الذى ذهب فيه ليمثل دولة و يعبر عن شعب .. السياسة عمل يتطلب كثير من الحكمة و الحنكة و الدهاء، و الصبر وطول البال وقوة الاحتمال و عدم الانفعال، بجانب (الصدق) والذكاء وسرعة البديهة، فقط من يمتلك هذه الطباع يمكن ان يكون سياسيا ناجحا. لكن هذه الصفات جميعها بعيدة كل البعد و منعدمة فى وزير الاعلام السودانى احمد البلال عثمان الذى رغم اخطاءه المتكررة يرفض تقديم استقالته ولا يجد من يقيله. هذا الوزير الذى وصفه الاعلام المصرى ب"ابو لمعة" وهو تعبير مصرى معروف يطلق على اصحاب الكذب المبالغ فيه، و"ابولمعة" هو شخصية فكاهية كان يؤديها الفنان"محمد احمد المصرى" يقول فى احد ادواره التمثيلية (ذات يوم دخلت الى باطن الهرم الاكبر ...وفجأة اغلق خفير الهرم الباب على، وأردت الخروج فلم استطع، فأخرجت دبوسا صغيرا من جيبى و ثقبت به سقف الهرم، فتسلل شعاع دقيق من اشعة الشمس للمكان الذى اقف فيه،.فتسلقت ذلك الشعاع كرجل المطافى حتى وصلت الى مكان الثقب فى سقف الهرم ، وحين بادرت بالخروج غابت الشمس بسبب سحابة لعينة فإنقطع الشعاع الذى اتسلق عليه فسقط على الرض فى عمق الهرم) كان"ابو لمعة" استاذا فى الكذب وكل حكاياته تدور فى هذا المنحى ، حتى اصبحت شخصية "ابو لمعة" مثلا معروفا فى الشارع المصرى يطلق على الكذابين.. وزيرنا أحمد البلال عثمان ينطبق عليه هذا المثل بل هو يؤديه حقيقة و ليس متغمسا لشخصية الفنان "محمد احمد المصرى" الذى يقال انه كان صارما وجادا فى حياته العادية . ألم يتضح للحكومة السودانية ان هذا الوزير بردود فعله الانفعالية لايصلح اصلا ان يكون موظفا بمكان عام ؟ فكيف اصبح وزيرا؟ كل مؤهلات هذا الوزير كما يقال هى صداقته لشخصية نافذة داخل الحكومة، تماما كما كان وزير دفاعنا السابق الذى اصبح واليا، كانت كل مؤهلاته صداقة قديمة تربطه بالرئيس، ألم يدعى هذا الوزير فى موقف انفعالى بأن "فرعون" لعنة الله عليه كان سودانيا؟ و لو قال حينها ان سيدنا موسى عليه السلام كان سودانيا، لتقبلناها وشكرناه على إدعاء لم تسنده كتب دين، ولم يؤكده تاريخ لكنه قول نقبله ونسب يشرفنا. لقد وضح ان تصريحات هذا الوزير لا تمثل راى الشعب السودانى المتعاطف مع اثيوبيا بسبب قضية حلايب و شلاتين و بسبب الاعلام المصرى وإقتراءآته و تجاوزاته علينا و كلام الوزير قطعا غير منسجم مع راى الحكومة السودانية المنحازة رسميا لاثيوبيا فى سد النهضة. و كلام الوزير و إتهاماته لقناة "الجزيرة" لا يمثل الشعب السودانى المنحاز الى الشعب القطرى وحكومته منذ بداية الحصار الجائر ، و هو ايضا لا يمثل الحكومة السودانية التى تقف موقف الحياد فى اخطر القضايا التى تمر بها العلاقات الخليجية الخليجة، و هو موقف اتسم بالحكمة حتى الان، رغم ان ما وضح من حقائق اخيرا يبين سلامة الموقف القطرى و يلزم الحكومة السودانية الخروج من منطقة الحياد و الوقوف الى جانب الحق و لو ادى ذلك الى طرد السفير الاماراتى والسعودى و الانسحاب من عاصفة "الهدم" التى اوردت اشقاءنا فى اليمن المهالك و جعلتنا فى نظرهم مجرد مرتزقة متآمرين، واليمنيون طوال تاريخهم يحبوننا و يحترموننا، وما كان لنا ان نتورط فى هذا الامر. هذا الوزير عصبى المزاج و انفعالى و تصريحاته الصبيانية تحرجنا، و هى غير متوافقة لا مع شعبنا ولا مع حكومتنا و اقالته اصبحت امرا ملحا و واجبا قبل ان يورطنا بتصريحات انفعالية اخرى. يقول عنه احد المعليقن بصحيفة الراكوبة ( بقى فى مصر يوم واحد فأصبح السودان مساندا لمصر فى سد النهضة و أصبحت قناة الجزير متآمرة تريد تقويض النظام فى مصر .. فماذا لو بقي يومين ؟ اكيد ستصبح السودان كلها مصرية!!) عبدالعزيز عبدالباسط