ما إن تمسك بالريموت كنترول وتنتقل بين القنوات لتلقي نظرة على قناة تلفزيون السودان حتى يفاجئك بمسلسل عند الساعة الثامنة صباحا... يقول الواحد منا أصحبنا وأصبح الملك لله ليذهب لعمله وتلفزيون جمهورية السودان في واد آخر... وهل الصباح وقت مناسب للمسلسلات... اختيار الوقت المناسب للبرنامج المناسب من مقومات التلفزيون الناجح... اليس هنالك برامج مفيدة غير المسلسلات... ماذا لو خرج فريق التلفزيون لمختلف المناطق السودانية لعكس تاريخ وجغرافية السودان بمناطقها الأثرية والسياحية... ماذا عن الآثار السودانية المنتشرة في شمال السودان على سبيل المثال، هنالك مناطق أثرية بتماثيلها ومعابدها لم يزرها التلفزيون السوداني منذ إنشائه.... فأين آثار مناطق (صلب، عبري، قبة سليم، دلقو، سيسيه، سُدلى، كُدرمه، كوكا، جدي، تمبس)... وأين المناطق السياحية في جبل مرة والدندر وغيرهما... ولماذا لا يعكس التلفزيون عن نفايات وأوساخ الخرطوم وكيفية مجابهتها... فلماذا لا يهتم التلفزيون بالنفايات التي حول مبنى التلفزيون... لماذا لا ينزل التلفزيون في الشارع ويدخل الأسواق ليرى معاناة الشعب مع الأسعار؟ لماذا لا يرى فريق التلفزيون للقنوات الخارجية ويستفيد منها... فحتى حين يقدم التلفزيون برنامج بيتنا ويقدم معه (طباخ بيتنا) مثلا... فحين ينظر المشاهد للشيف (الطباخ)،وأسلوب تقديمه للأكل وملبسه وأدوات مطبخه ولا مبالاته يضع علامات الاستفهام عن البرامج التي تقدم في التلفزيون السوداني ولكن التلفزيون ليس بمعزل عن الأجهزة والمصالح الحكومية الأخرى... فحال المدارس والمستشفيات والشوارع وعدم الاهتمام الواضح للحكومة تجاه شعبها تغني عن السؤال... فلماذا تهتم الحكومة أصلا والشعب راضي بوضعه الحالي... فالذي لا يحتج ولا يطالب بحقوقه الأساسية والمشروعة لا ينتظر من الآخرين أن يطالبوا بحقوقه بالنيابة عنه... فطالما الشعب راضٍ فسوف يظل الوضع على ما هو عليه الى ما شاء الله... حمدي حاج هلالي