أحيا السودانيون الجنوبيون في احتفال رسمي أمس الذكرى الثامنة لمقتل زعيم ومؤسس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الدكتور جون قرنق دي مبيور، الذي قاد أطول حرب أهلية مع الحكومات المركزية في السودان لأكثر من 22 عاما، إلى أن توصل بعدها إلى اتفاق سلام شامل في يناير (كانون الثاني) 2005 نص على تقرير مصير جنوب السودان. لكن قرنق، بعد أدائه اليمين الدستورية نائبا أول للرئيس السوداني عمر البشير في يوليو (تموز) 2005، تحطمت به مروحية تابعة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني على حدود جنوب السودان وأوغندا. وصوت الجنوبيون بنسبة 98 في المائة على الاستقلال عن السودان في يوليو (تموز) 2011. وقال رئيس الاستخبارات الأسبق إدوارد لينو، ل«الشرق الأوسط»، إن الجنوبيين ومحبي الحرية والعدالة والسلام يفتقدون اليوم قرنق وكأنهم فقدوه قبل ساعات. وأضاف أن الألم يعتصر الجميع لا سيما في جنوب السودان وهم يرون حالهم الآن بعد حرب طويلة من أجل الحرية. وتابع «لم نعط قرنق أي اعتبار لأن معظمنا اشتغل بأموره الذاتية وراحت آمال الناس سدى»، داعيا مسؤولي الدولة لبذل مزيد من الجهود. من جانبه، قال زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان اتيم قرنق، ل«الشرق الأوسط»، إن ثوار الجنوب لم يفشلوا في تجربة الدولة خلال عامين منذ الاستقلال. وأضاف أن كثيرين كانوا يتحدثون عن أن الجنوب سيفشل بعد استقلاله لكن ذلك لم يحدث، حيث إن الدولة استطاعت أن تبدأ في بناء البنيات التحتية. وأردف قائلا «نحن لم نجلس لامتحانات حتى تصدر شهادة إن كنا دولة ناجحة أو فاشلة.. ولا يمكن الحكم علينا بالفشل خلال عامين مقارنة مع السودان الذي له أكثر من ستين عاما»، مؤكدا «نحن نبدأ من الصفر، حيث لم تشهد بلادنا أي تنمية أو مؤسسات منذ الاستعمار الإنجليزي قبل أكثر من مائة عام». الشرق الاوسط