ندوة الشيوعي    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. التيجاني السيسي : السلطة الإقليمية ليست عاجزة.. وهذه مسببات عدم تحسن الأوضاع في دارفور
نشر في الراكوبة يوم 21 - 08 - 2013

د. التيجاني السيسي – رئيس السلطة الإقليمية لدارفور.. التقيناه بمكتبه في مقر السلطة الإقليمية بدأنا الحوار بانسيابية عن ذكرياته في (زالنجي ونيالا والخرطوم)، ثم قفزنا إلى مشكلات دارفور على الأرض المتمثلة في معاناة النازحين، واستعار الحرب الأهلية، بل تحولها من مربع الاحتراب الإثني إلى تأزم الوضع بين العنصر الواحد والانتقال إلى فكرة التناطح القبلي، وحاولنا أن نلامس اتفاق الدوحة ما تم منه وما...، فأتت قضايا ملف الترتيبات الأمنية ووجود عدم رضا من بعض القادة في الحركة من أداء د. التيجاني السيسى وطرح فكرة مصادمة الحكم الإقليمي للدستور الحالي وما حدث من مد وجزر بين السلطة والحكم الولائي.. استمع د. التيجاني لكل الأسئلة واقتطع لنا وقتاً ثميناً من جدول أعماله المزدحم، وأجاب عن كل التساؤلات بصدر رحب وصبر لا ينفد ووجه قلما تتغير ملامحه.. ورغم كل شيء إلا أن إجاباته اتسمت بكثير من الدبلوماسية والتحفظ، خرجتُ منه بهذه المحصلة وما زال بيت المتنبئ يرن في أذني
في النفس حاجات وفيك فطانة ** سكوتي بيان عندها وخطاب
*******************
حوار - عفراء فتح الرحمن
د. التيجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور
- في البداية ما معنى كلمة سيسى.. وهل لديكم علاقة بعائلة عبدالفتاح السيسي في مصر؟
الاسم الحقيقي لعائلتي هو (سياسيا) وليس سيسي، وهناك أسرة تحمل ذات الاسم في دنقلا ولدي معرفة ببعض أفرادها، ووالدي اسمه الحقيقي حسب الكريم و(السياسيا) كان لقباً اشتهر به، وأنا في هذه الأيام أصبحت أفضل تصحيح الكثيرين بأن اسم عائلتي هو (سياسيا) وليس السيسي خصوصاً بعد أن اشتهر هذا الاسم في شمال الوادي.
- لديك أكثر من ثلاثين أخ وأخت فلو تحدثنا عن العائلة الكبيرة وما فيها من سلبيات وإيجابيات؟
نحن بحمد الله أسرة كبيرة للغاية؛ وكما هو معلوم فإن والدي (دمنغاوي) وهو أكبر رتبة في الإدارة الأهلية وجرت العادة أن أرباب الإدارة في المجتمع يتزوجون من مختلف القبائل ليمتد دمهم وتُسمع كلمتهم، ومن الإيجابيات الساخرة أنه كان لدينا إخوة من أمهات عربيات وفوراويات، ومختلف القبائل الأخرى مما جعلنا نقبل بالآخر ولا نتوقف عند المنعطفات القبلية الضيقة.
كم كان ترتيبك وسط الإخوة؟
والله لا أعرف على وجه التحديد، ولكن بعدي أحد عشر أخ وأخت تقريباً، وللأمانة كنت في صباي لا أعرف من شقيقي ومن أخي من الأب، وكنا نأكل في دار واحدة ونلعب معاً ولا يفصلنا إلا النوم في (قطاطي مختلفة)، لكن يجمعها (حوش واحد)، وللأسف رحل معظم إخوتي إلى الرفيق الأعلى، والآن في الخرطوم لدي أختان وأنا على صلة طيبة بهن.
- في صباك الباكر لعبت كرة القدم وأبديت فيها مهارات فائقة.. هل متطلبات كونك (ابن دمنغاوي) هي التي حرمتك المواصلة؟
نحن نشأنا في مدينة تمثل بوتقة انصهرت فيها كل مكونات المجتمع السوداني، وبحكم وضع والدي كدمنغاوي كان البيت لا يخلو من الفنون من مختلف الكيانات والقبائل فمنهم من أتى للعلاج وآخر للدراسة وهكذا، ولعلمك في بيتنا كان (في فريق كرة كامل) من حارس المرمى إلى المهاجم، وجمع اللاعبين هم إخوة أو أولاد أخوات، ومنذ الصغر بدأت في عشق كرة القدم لأنها رياضة سهلة وغير مكلفة، وقد بدأتها بكرة الشراب، ثم المدارس الوسطى التي شهدت منافسات حامية في زالنجي، وكنت وقتها بلعب رأس حربة، وعندما انتقلت إلى نيالا الثانوية انتقل معي عشقي لكرة القدم، وعلى فكرة هذه المدرسة نحن أول دفعة، وقد بنيناها بأيدينا، فكنا نحمل الطوب والطين والزنك.. وقد جمعنا بين القراءة والبناء، وأحرزنا المركز الرابع على مستوى السودان وقتها، رغم أنها مدرسة جديدة إلا أنها وُلدت بأسنانها.
- كيف كان الانتقال من نيالا الثانوية المدرسة البسيطة التي بنيتموها بأيديكم إلى جامعة الخرطوم.. التي جمعت التطور الإنساني والعمراني وقتها؟
الجامعة من أكثر الأوقات خصوبة في مسيرتي، لكن إذا كان السؤال مفاده حدة النقلة وتولد الصدمة الحضارية، فهذا لم يكن موجوداً، ولعلمك لم تكن دراستي الجامعية هي أول زيارة إلى الخرطوم، فقد سبقتها زيارة وأنا في المرحلة الوسطى، والجامعة كانت بالنسبة لي منفذاً تحصيلياً متقدماً، وكان بيننا تنافس محموم حول تحصيل الدرجات العليا، وكل الطلاب في كلية الاقتصاد كانوا (214) فقط، توزعوا على الشعب المختلفة، وشعبة إدارة الأعمال كانت (50) فقط، وقد عاصرنا فترات حاسمة في الجامعة، فدخولنا كان مع ثورة شعبان وتخرجنا في العام (1979)م وهذه كانت فترة مضطربة، شملت إضرابات بين الشرطة والطلاب،
- هل كنت منتمياً لحزب محدد؟
انتمائي للجبهة الوطنية التي تمثل حزب الأمة والاتحادي والإسلاميين وكل الجامعة بما فيها الطلاب الجنوبيون آنذاك كانوا ضد الاتحاد الاشتراكي الذي مثل أقلية مستضعفة، وفي ظل المد والجزر السياسي لم نكمل عاماً دراسياً دون توقف، وخلاصة القول إن جامعة الخرطوم كانت جامعة وقتها، فالقبول على أيامي كان قبولاً حسب المدارس الثانوية، فكان لدي أصدقاء من مختلف اتجاهات السودان، وأذكر من أبناء دفعتي المقربين أثناء فترة الدراسة ابن جبال النوبة (فلين) وهو الآن مقيم في الولايات المتحدة.. والأخ فيتانو وآخرين.
- في الجامعة دائماً ما تنمو العاطفة الإنسانية بشكل لا يخلو من نضوج.. فكيف كانت جوانبك الإنسانية في الجامعة؟
أعتقد أنك استندتي على أن الجامعة هي أول مرحلة مختلطة (بنين وبنات) في نظامنا التعليمي، ولكني درست في مدرسة مختلطة منذ الصف الرابع في الكتاب أو الابتدائية و...
- هذه فترة طفولة لا تصلح فيها المقاسية مع الجامعة في نمو العاطفة؟
يا أختي نحن كنا خمسين في شعبة إدارة الأعمال ومعانا (7) بنات، بس المهم إنهم كانوا أخواتنا وربطتنا بهم الصلات الاجتماعية والزمالة (ده طبعاً بالنسبة لي يعني).. داير أرجع ليك لفصل سنة رابعة المختلط كان معانا مرة معالي وزير المالية بدارفور (زينب بخيت) وأخريات.
- د. مادبو كثيراً ما يتحدث عنك بإيجابية أردف إليها في ذات المرات أنك كنت قريباً من التيار العام وتتمنى الانماء إليه؟
كثير من الأطروحات من التيار العام، أنا أتفق معها، خصوصاً الفترة التي كنا فيها معارضين كانت لدينا ملاحيظ حول الطريقة التي يُدار بها حزب الأمة.. وقتها لم يكن هناك تيار عام ولكننا كنا على صلة بالعديد من الإخوة في السعودية وأمريكا وعدد من الإخوة الكرماء، اتفقنا على أن الطريقة التي يُدار بها الحزب من الخارج كان بها خلل واضح و...
- هذه رؤى تاريخية لحزب الأمة والتيار العام الآن ماذا ترى؟
الآن أنا رئيس لحركة التحرير والعدالة وهي حركة تستحق كل وقتي، ولكن رأيي الآن هو وحدة حزب الأمة، فواحدة من الكوارث الحقيقية هي تشظي الأحزاب والحركات، فنحن بدأنا بوضع لبنة توحيد الحركات، ونتمنى انتقالها للأحزاب بما فيها حزب الأمة.
- إذا دلفنا من الذكريات الإنسانية إلى الراهن السياسي لماذا رغم مضي عام ونصف من اتفاق الدوحة، لا تزال السلطة عاجزة عن تحسين الأوضاع على الأرض؟
لا.. السلطة الإقليمية ليست عاجزة الآن هناك صراعات قبلية وهذه إشكالية تحتاج إلى استراتيجية مختلفة في الحلول ومخارج نهاية الأزمة.. فنحن عندما وقَّعنا الاتفاق وأتينا إلى السودان كان همنا الشاغل هو احتواء تحركات الحركات غير الموقعة عبر التفاوض في الدوحة لأجل اللحاق بالاتفاق ولكن الذي حدث على الأرض أن وتيرة الحرب التهبت أكثر، وأصبحت مهدداً للجميع، وأقولها بصدق وصراحة عبركم إنه من الصعوبة بمكان إنفاذ بنود الاتفاق في ظل وجود الاشتباكات القبلية الآن طريقة الاحتواء مختلفة.
- الصراعات القبلية طفت منذ وقت قصير على السطح قبل ظهورها.. لماذا لم تستطع السلطة الإقليمية جذب الحركات المسلحة وإلحاقها بالدوحة؟
اتفاقية الدوحة هي اتفاقية سياسية لم تأخذ في الاعتبار الصراع القبلي، وهذه الصراعات تدور في مستويات دنيا ولا يوجد سبيل لحلها غير الأجاويد؛ بينما الصراع بين الحكومة والحركات المسلحة يحتاج لحلول سياسية، والصراعات القبلية لا يمكن فضها بالقوة ولا يمكن أنهائها إلا بالعرف فقط و...
- هل تعتقد أن حل الإدارة الأهلية أسهم في مفاقمة الأزمة؟
من غير شك؛ حل الإدارة الأهلية وإضعافها له دور متعاظم في إبطاء إنهاء الصراع القبلي في دارفور.. فقد تم إضعافها عن قصد، وعبر حقب تاريخية وسياسة مختلفة، والنتيجة أنها الآن عاجزة عن القيام بدورها على أكمل وجه، وإذا أردنا إصلاح الأمر على الأرض فلابد من معالجة الخلل والضعف والعطب الذي أصاب الإدارة الأهلية حتى تعود سيرتها الأولى بإذن الله.
- في السابق كان الصراع في دارفور قائماً على أساس أساسٍ إثني، فالاقتتال دائر بين العرب والزرقة، أما ألآن فقد انتقل إلى خانة الصراع القبلي بين القبائل العربية (معاليا ورزيقات).. ما هي الأسباب برأيك؟
الذي حدث هو تجدد الصراعات التاريخية القديمة، فالصراع بين الرزيقات والمعاليا، شرارته الأولى اشتعلت منذ ستينيات القرن الماضي، والشاهد أن الاستقطاب الإثني انحسرت موجته، فيما علت موجة الاستقطاب القبلي حتى داخل المجموعات العربية، وأتمنى أن تستفيد كل قبائل دارفور من هذا الدرس القاسي لأن الصراع الأهلي الكل فيه خاسر، فإذا لم يمت والدك فالميت عمك لا محالة.. ونحن في السلطة الإقليمية الآن نجلس لنعالج جذور المشكلة، ثم نتجه لحل كل القضايا العالقة سواؤ أن كانت حواكير أو غيرها، والآن تتضافر كل الجهود الولائية والإقليمية لاحتواء الخلاف وأرى أنها ستثمر لا محالة.
- البعض يشكك في مقدرة السلطة الإقليمية في حلحلة قضايا دارفور مستنداً على عدم حل الإشكالات الخاصة بكم.. مثل ملف الترتيبات الأمنية؟
ملف الترتيبات الأمنية (قطعنا فيهو شوط) لا بأس به، مسألة التحقق ولا أنكر أن ثمة إشكالات صاحبت التحقق، ولكن بتدخل الأخ النائب الأول لرئيس الجمهورية وأيضاً بالتفاهم والتناغم مع مركز سلام دارفور استطعنا أن نتخطى معضلة التحقق، الآن أستطيع القول إن خارطة الطريق تم الاتفاق عليها، أنا وقعت عليها وأرسلتها بالإيميل، والآن هناك جدول جديد سيتم توقيعه في هذا الأسبوع، اكتمل موقعان لاستقبال المقاتلين، وتم أيضاً توفير معينات مالية، وبعد إجازة العيد سنبدأ الشروع في إسراع خطوات ملف الترتيبات الأمنية.
- التمرد على شخصكم من قبل أفراد منتمين لجيش الحركة يشي بأن المقربين منك يشعرون بتقصيرك والبعض يردد لأنك أصبحت طيعاً في مسألة جلب الحقوق وإنفاذ البنود؟
لا.. أصلاً ما في تمرد علي، لكني لا أنكر أن هناك امتعاضاً من بعض الأشخاص الذين كانوا يتوقعون تعيينهم في مناصب دستورية وسيادية، فالاختلاف مرتبط بالمصالح وليس المبادئ و...
- بعض الأشخاص وأنت تعرفهم اتهمك بالديكتاتورية والعنصرية عبر الصحف؟
معليش.. أنا سمعت حقيقة بما كتبه بعض الإخوة، ولكني لا أجيب على مثل هذه الترهات، بل أترك الأمر لأهل دارفور ليتحققوا من صحة هذه الادعاءات من عدمها، ولكن ما أقوله هو أن من يرددون هذا الكلام يستندون على مدارات شخصية متعلقة بتجاوز التعيين لهم، فلجأوا لهذه المواقف، ولكن أؤكد أنه لا يوجد تمرد على العكس أجهزة الحركة تعمل في تناغم، اجتمعت أكثر من مرة في الشهور الماضية، وهناك برنامج حافل للحركة ولها نشاط واضح في كل الولايات بما فيها ولاية الخرطوم، ونحن على ثقة بوحدتنا.
- تتمدد الاتهامات لتشمل ضعف تأثيرك على سكان المعسكرات، وأنك غير حريص على حقوق الحركات بقطار الدوحة للتربع على عرش الامتيازات منفرداً؟
أبداً بالجزئية الأخيرة ولو كانت صحيحة لكنا استحوزنا على كل المواقع الموجودة، ولكن حركة العدل والمساواة وقعت ولديها مواقع وهناك مواقع أخرى في انتظار من سيأتون من بعدنا، ثم ثانياً التيجاني السيسي هو من كون لجنة الاتصال بالحركات والشاهد هنا أن من رفض الالتحاق هي الجبهة الثورية وليس التحرير والعدالة، وهناك الكثير من الهراء الذي نقرأه من الصحف، ونحن نعف عن الرد على الكتابات المجافية للموضوعية، وعلى العموم أنا أنادي من جديد كل الحركات بأن تلحق بالدوحة وتستلم مواقعها، فالوطن لنا جميعاً ودارفور تحتاج أيدينا معاها، والقضية ليست متعلقة بي وإنما بالآخرين الذين يرفضون التوقيع والسبب أن لديهم أجندة متعلقة بإسقاط النظام.
- ماذا عن الجزئية الأولى من السؤال المتعلقة بعدم وجود قبول لك وسط سكان المعسكرات؟
على العكس تماماً، فأنا لدي أرضية وقبول داخل المعسكرات وبرهاني الزيارة الأخيرة التي قمنا بها لمعسكر (أبو شوك) والتي عرضت على قناة الشروق وغيرها من الوسائط الإعلامية، وكذلك زيارتي لمعسكر (دريج) وكانت لنا مشاريع تنمية في معسكر (كلمة) وغيره، ومن يتحدث بهذه الطريقة يريد الإنقاص من قدر السلطة وحركة التحرير والعدالة.. ولكني أترك الأمر برمته للنازحين الذين نظمنا لهم مؤتمراً الآن وهم أعضاء في واحدة من الآليات.
- من المعروف أن عبدالواحد نور يعتمد على المعسكرات في رفد حركته.. إذا كان لديك ذات القبول لماذا لم تنجح في إفراغ المعسكرات عبر العودة الطوعية؟
سياستنا واضحة جداً، نحن لا نريد إخلاء المعسكرات من أجل الإخلاء فقط، فرأينا واضح للغاية لابد من توفير البيئة البديلة التي تليق بحياة الإنسان وكرامته من مساكن وخدمات وتعليم ثم تأتي العودة الطوعية كمرحلة لاحقة لكل هذا.
- عام ونصف؛ أليس مدة زمنية مناسبة لتحقيق مشروع العودة الطوعية؟
ما مناسبة طبعاً.. لأن القرية تحتاج إلى مدة لأجل البناء والخدمات، بعدين عام ونصف هذه مدة حضورنا ولكن البداية في إطار المشروع القطري لنا حوالي أربعة أشهر.
هل هنالك قرى شارفت على الانتهاء؟
أنا أرجو من جميع أجهزة الإعلام أن تذهب لترى بأم عينها لقد بدأ العمل خصوصاً في قرى (أرأرا) وغيرها وهنالك بعض القرى اعتدت عليها الحركات غير الموقعة وقد تم تغيير مراكز الخدمات منها إلى مناطق أخرى مثل قرية (مارليا).
بعد الاتفاقية توقع البعض أن تأتي نائباً للرئيس فأتى السيد الحاج آدم، والبعض يتساءل إذا لم يكن لك وجود في القصر الرئاسي كما حدث مع مناوي مثلاً فأين هي سلطتك التي تحل بها أزمة دارفور؟
ردي أن مناوي الذي وجد في القصر لماذا لم يحل قضية دارفور، إذاً القضية ليست قصر وإنما هنالك اتفاق ينبغي توفر الإرادة السياسية لتحقيق هذا الاتفاق سواء أن كنا داخل القصر أو خارجه هذه ليست قضية، المهم بالنسبة لي هو الإرادة السياسة الصادقة الأكيدة في إنفاذ الاتفاق بنداً بنداً سواء كنا في القصر أو (قاردن سيتي).
عملك كموظف في الأمم المتحدة أعطى انطباعاً بأن تقلدك لرئاسة السلطة الإقليمية سيجلب الدعومات اللوجستية والمادية ويخلق التفافاً دولياً حول قضية دارفور فهل توافقت النتائج مع المقدمات؟
تماماً، فالمجتمع الدولي متوافق معنا، ولكنه لا يحمل السلاح ويقاتل أهل دارفور، الذي يحمل السلاح ويَقْتُلْ ويُقْتَلْ هم أهل دارفور أنفسهم والمجتمع الدولي قدم دعومات كبيرة لدارفور مادياً وفنياً، ولكن الصراع القبلي والحركي هو من صنع إنسان دارفور نفسه.
إذا كان المجتمع الدولي بهذه الإيجابية التي ذكرت من الذي سلح الجبهة الثورية إذاً؟
المجتمع الدولي منظومة متكاملة قد تخرج بعض الدول عن الإجماع وتقوم ببعض الدعومات من تحت الطاولة وفقاً لمصالح خاصة تطمح إلى تحقيقها يوماً ما، هذه الفعلة لا يجب تحميلها لكل المجتمع الدولي، فالمنظومة الدولية رأيها واضح شاركت في الدوحة، جزء من الآلية التابعة لإنفاذ الاتفاق، وكما هو معلوم فإن الدوحة كانت بواسطة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وكذلك بواسطة مجلس الأمن.
تحدثت عن تفاعل المجتمع الدولي إيجابياً مع قضية دارفور مادياً، فهل تم الإيفاء بكل التعهدات المالية من قبل المانحين؟
الدعم سيأتي في إطار مؤتمر المانحين عبر آلية من مجلس إدارة وسكرتارية وغير ذلك، وهنالك دول التزمت وقامت بسداد إسهاماتها، وهذه الاستحقاقات لا تسلم لحكومة السودان ولا للسلطة الإقليمية وإنما إلى الآلية المتفق عليها سميت (برئاسة مجلس الإدارة)، برئاسة قطر كما هو معلوم.
حسب الدستور السوداني هنالك مستويات للحكم (الاتحادي والولائي)، فوجود السلطة الإقليمية كواقع غير منصوص عليه في الدستور خلق جدلاً واسعاً؟
ولكن هنالك قضية أمنية يجب أن تحل، فكيف يمكن الحل إذا لم توجد خطوات واقعية فعالة مثل الاتفاقات التي يمكن أن تتمخض عن التفاوض.
ما هي آليات السلطة الإقليمية التي تستطيع من خلالها بسط الهيبة والنفوذ على أرض دارفور؟
الآلية هي السلطة الإقليمية لدارفور بأجهزتها المختلفة التي تحتوي على (11 وزارة) و(5 مفوضيات) منها مفوضية العودة الطوعية والترتيبات الأمنية والعدالة والمصالحات والأراضي.
بالإضافة إلى مسألة عدم نص الدستور على السلطة الإقليمية هنالك الكثير من المد والجزر الذي حدث بين الحكم الولائي والسلطة الإقليمية قال به صراحة الوالي كبر؟
متى قال ذلك؟
ألم تسمع بحديث كبر بشأن السلطة الإقليمية مطلقاً؟!!
مؤكد كان هنالك مد وجزر في الماضي، أما الآن فالوضع مغاير ومختلف ولا نجد من الوالي كبر سوى كل التعاون قولاً وفعلاً في الأشهر الماضية، أما ما ذكرتيه فقد تم في السابق عندما تم الاعتداء على قوات الحركة، أما الآن فعلاقة السلطة طيبة مع جميع الولاة بما فيهم الوالي كبر.
كيف ردمت الهوة بين السطلة الإقليمية وكبر؟
هنالك مصلحة مشتركة وهي أن يعم السلام والاستقرار في إقليم دارفور وهذا لن يتم إلا بتضافر الجهود على مستويات الحكم الاتحادي والإقليمي والولائي.
نود أن تعلق لنا على الأحداث الآتية:
محاولة اغتيال كاشا وكوشيب؟
طبعاً ثقافة الاغتيالات هذه ظاهرة جديدة أطلت برأسها على المجتمع الدارفوري، وهي مجافية للقيم الإسلامية والمجتمعية على حد السواء، وينبغي أن يترفع عنها أهل دارفور والا تفتح الباب لإراقة المزيد من الدماء تحت لافتة الثأر خاصة في ظل ما يشهده السودان الآن من انتشار للأسلحة.
ما نشرته الصحف عن تمرد السيد موسى هلال، وما قدمه من إيضاحات؟
موسى هلال ذكر أنه لم يتمرد، وقرأنا آراءه في الصحف وأنا أعتقد أن دارفور لا تحتمل المزيد من التفلتات والتمرد، وبالتالي نحن مع حل قضايا الوطن عن طريق السلم والحوار والتفاوض ولا توجد أي نافذة أخرى غير هذه لحلحلة القضايا الخلافية.
دور السلطة الإقليمية في حل الخلاف بين المعاليا والزريقات؟
هنالك جهد ولائي وآخر من السطلة بعضوية خمسة مفوضين في الضعين قضوا خمسة أيام وعملوا في تناغم تام مع الأخ والي الولاية لأجل احتواء الموقف وأنا سعيد لأن المجهودات قد أثمرت اتفاقاً على وثيقة لوقف العدائيات السطلة قررت منذ أكثر من شهرين أقامت مؤتمرات ولائية مؤتمر لكل ولاية، وآخر في الخرطوم ثم مؤتمر كبير في دارفور منتصف أكتوبر القادم بإذن الله وهذه الآليات التي ستناقش كل القضايا والأسباب التي..
الأمر مجرد توعية مجتمعية؟
أبداً.. الغرض من المؤتمرات مناقشة جذور المشاكل في هذه الولايات ثم مؤتمر أكتوبر منه إفراز آليات تعمل على أرض الواقع لأجل ثم تحل المشاكل القبلية والاجتماعية في ولايات دارفور بإذن الله.
إذاً على المصطرعين في دارفور الصبر على حمام الدماء لمدة شهرين آخرين من الآن؟!
لكن هذه هي طبيعة الصراعات القبلية، مثلاً صراع المعاليا والزريقات بدأ منتصف الستينيات أو قبل ذلك لذا الصراعات القبلية أشبه ما تكون بالبركان الذي يخمد ثم يتجدد ويثور فجأة فلابد من علاج المشكلة من جذورها عبر الاتفاقات بين مكونات المجتمع الدارفوري.
نقل لي بعض الزملاء الإعلاميين الذين زاروا المعسكرات أنها أصبحت جزراً معزولة وهنالك العديد من الانتهاكات من قبل القوات الدولية مثل...؟
شوفي أقول ليك حاجة أنا أرجو من الإخوة الإعلاميين أن من يزور أي معسكر ويجد فيه ما ذكرتي يتحقق من الحادثة وينقلها إلينا وسنقوم بالملاحقة الفورية فهذا واجبنا الأخلاقي والتكليفي تجاه أهلنا في دارفور وهذا كلام خطير ومضر أرجو ألا يعمم والسلطة الإقليمية لديها علاقات وطيدة بالنازحين ولم تصل إلى مسامعنا مثل هذه الأشياء، ومن وجدها عليه التحقق ونقلها إلينا مباشرة.
نختتم الحوار بعدة رسائل إلى هؤلاء:
الحركات المسلحة؟
عليها أن تبدأ التعاطي بجدية مع أمر السلام خاصة في هذا التوقيت، فالمسرح الآن مهيأ لبداية الحركات والتفاوض لكي يتحقق السلام فأهلنا في دارفور ملوا الحرب، والدولة السودانية الآن أصبحت قائمة على الاستقطاب مع انتشار الأسلحة وهذا مؤشر خطير إذا لم يتم التدارك.
الحكومة بمستوياتها المختلفة؟
أخاطب الحكومة بما فيها السلطة الإقليمية قائلاً إنه لابد من توفر الإرادة لإنفاذ الدوحة للسلام، ولابد من تطبيع العلاقات مع الجنوب لأجل المصالح الاستراتيجية التي تربط الشعبين.
إنسان دارفور؟
عليه الركون إلى السلام وإبادة النعرات والاستقطابات التي بدأت إثنية ولن تنتهي بالقبلية علينا جميعاً أن نتذكر حرمة الدماء، وأن نسعى لنعيد دارفور الخير والحضارة إلى سيرتها الأولى.
شكراً على وقتك وإجابتك على أسئلتي بتعرجاتها ومنعطفاتها دون استثناء؟
شكراً لصحيفة الجريدة وتمنياتي لكم بالتوفيق..
- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
Screen Shot 2013-08-20 at 23.39.12.png


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.