قال الرئيس البشير أمام المؤتمر السادس للشباب السوداني: ( إن نهاية العام 2014 ستشهد نهاية كل بؤر التمرد والصراعات القبلية في البلاد، حتى يمكن دخول الانتخابات العامة في 2015 والسودان خالٍ من الحروب) وتعهد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وقال: ( لأننا نعتبر الجلوس في كراسي الحكم عبادة وتقرباً لله، ولايمكن أن نتقرب لله بالغش والخداع والتدليس).... يكاد الرئيس البشير أن ينكر نفسه وهو يتحدث أمام جمع مطيع ومعجب به وبسياساته، لكننا نقول للرئيس البشير كيف يمكنه التعهد( بكل تلك المسؤوليات الجسام التي تتطلب الإرادة والتجرد والروح الوطنية الخالصة) وهو الذي اعترف قبل بضع أيام بأن يد نظامه ملوثةً بدماء أهل دارفور، وهو قد إرتقى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري على نظام ديمقراطي، واستمر في التشبث بالسلطة عبر انتخابات مزورة يدرك قبل غيره كيف تم(فبركتها وتصميمها) لتتاح له الفرصة للاستمرارفي حكم السودان. الرئيس البشير يقول كلامه ذلك وتحاشى أن يخوض في الصعب بأن يقر بأن أهل دارفور قدموا رؤيتهم لحل مشكلة إقليمهم، لكنه تجاهل رؤيتهم ويصر على تفريخ أنصار وحلفاء، هم بالأساس تجار حرب ومرتزقة. ويصر على مواجهة مطالب أهل النيل الأزرق وجنوب كردفان بلغة الموت والتصفية والسجون والإبعاد والحرمان من المساعدات الإنسانية وهو يعي تماما مدى الواقع الإنساني الأليم الذي يرزح تحت وطأته المواطنون هناك. مع الإصرار على التعتيم الكامل على حقيقة أوضاعهم وإفساح المجال للإعلام الكاذب لتشويه الحقائق. الرئيس البشير يقول حديثه ذلك ويتحدث عن انتخابات2015 في حين أن نظامه سقط في نظر السودانيين، بسقوطه في امتحان توظيف الموارد لخدمة الشعب وليس زيادة العبء عليه كما يحدث الآن، والرئيس البشير المسؤول الأول عن إقرار الزيادات على المحروقات لتغطية عجز الميزانية دون أن يقول كلمة حق عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك العجز. حقاً الرئيس البشير ينكر نفسه ويلتف على الحقائق، عندما يتحدث عن انتخابات العام2015 وفي ذلك استفزازاً للشعب، بل بلغ به الغضب حداً يدفعه لتنظيم صفوفه للإطاحة بحكمه وإقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوقه ويوجه موارد البلاد لتوفير حياة كريمة له.