قال الطيب مصطفى مدير منبر السلام العادل ورئيس تحرير صحيفة الانتباهة، انه قدم استقالته من المؤتمر الوطني احتجاجا على استشراء الفساد وذلك حينما كان مديرا للهيئة القومية للاتصالات. وحينما راجعة مقدم البرنامج عمر الطيب، بأنه ذكر في بداية الحلقة انه استقال احتجاجا على مصادرة حقه في التعبير عن احتجاجه على اتفاقية نيفاشا، اقسم بأنه لم يقل ذلك، وأضاف مقسما مرة ثانية بأنه لا ينتمي إلى المؤتمر الوطني في الوقت الراهن. جاء ذلك في برنامج أجندة مفتوحة الذي بثته مساء أمس قناة البي بي سي العربية لمدة ساعة مع كل من الطيب مصطفى من الخرطوم، والكاتب الصحفي فتحي الضو من شيكاغو و د. الباقر عفيف رئيس مكتب الخاتم عدلان للاستنارة من أستوديوهات البي بي سي. تناول اللقاء مستقبل الحكم في دولة الشمال عقب انفصال الجنوب الوشيك، وذلك في ظل خطاب الرئيس البشير في القضارف والداعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بصورة واسعة. يذكر أن الرئيس عمر البشير نوه في خطابه بمناسبة أعياد الحصاد في القضارف في ديسمبر الماضي، إلى أن الشريعة الإسلامية ستصبح "المصدر الرئيسي للدستور" في حال انفصال الجنوب وان اللغة العربية ستكون هي اللغة الرسمية للبلاد. وأشار إلى انه "لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع ثقافي أو عرقي أو دغمسة"-حسب تعبيره- في حال اختيار الجنوبيين الانفصال عن الشمال. وتطرق الطيب مصطفى إلى أن نسبة المسلمين في دولة الشمال سترتفع إلى 97 في المائة عقب انفصال الجنوب، الأمر الذي يستدعي تطبيق الشريعة تطبيقا كاملا. يذكر أن الطيب مصطفى من اشد المناصرين لانفصال الجنوب، كما ان صحيفة الانتباهة التي أسسها عام 2006، عقب استقالته من الهيئة القومية للاتصالات عام 2005، ترفع شعار صوت الأغلبية الصامتة، وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال... الجدير بالذكر أن جهاز الأمن كان قد أوقف الصحيفة عن الصدور في يوليو الماضي بدعوى أنها تسئ لقيادات دول مجاورة، غير أنها عاودت الصدور مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر من توقيفها. معروف أن الطيب مصطفى الذي يمت للبشير بصلة القرابة كان قد استقال من رئاسة هيئة الاتصالات عقب تفجر النزاع بين شركة الاتصالات السودانية سوداتل، وشركة الهاتف السيار موبيتل، وذلك حينما طالبت الهيئة، شركة الهاتف السيار بدفع مبلغ125 مليون دولار عبارة عن مستحقات سوداتل مقابل استغلال موبيتل لرخصتها منذ بداية نشاطها وحتى ديسمبر 2004 م.