بعد 48 ساعة من المباحثات بين دول شرق النيل "مصر إثيوبيا السودان" بالخرطوم، والتي انتهت بتأجيلها إلى منتصف الشهر المقبل، كشف خبراء ري عن الأسباب التي أدت إلى عدم التوصل إلى أي اتفاقات وتعثر المفاوضات، مطالبين بضرورة المكاشفة من جانب الحكومة المصرية. طالب الدكتور نصر علام وزير الري الأسبق، بأن تكون هناك مكاشفة على مستوى رئيس الحكومة في بيان رسمي بنتائج اجتماع الخرطوم حول سد النهضة الإثيوبي، سواء كانت إيجابية أو سلبية مع طرح رؤية التعامل مع القضية الحيوية للأمن القومي المصري، فضلا عن أن يكون هناك الطرح لموقف الجانب الإثيوبي نحو المشاغل المصرية التي تتعلق بسد النهضة والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: تخفيض السعة التخزينية للسد والتوافق حول سياسات تشغيل السد في أوقات الفيضانات والجفاف. وتابع علام في تصريحات ل"بوابة الأهرام": إلى ذلك، يتم أخذ الضمانات الكافية حول السلامة الإنشائية للسد واحتمالات انهياره، ووقف إنشاءات السد حتى يتم الانتهاء من التفاوض مع وجود فترة محددة للتفاوض لا تزيد على 6 أشهر. كما طالب علام بأن تتكون لجان التفاوض من ممثلين وطنيين وخبراء دوليين وأن تكون قراراتها ملزمة للدول الثلاث، فضلا عن الاتفاق على اليه لفض المنازعات إذا اختلفت الدول الثلاث حول نتائج اللجنة. وأوضح علام أن هناك تقاربا سودانيا إثيوبيا ملحوظا على حساب العلاقات الإستراتيجية مع مصر، مما أدى إلى الضرر بموقف مصر التفاوضي وزاد من صعوبة الموقف. وقال الدكتور محمود أبو زيد وزير الري الأسبق، ل"بوابة الأهرام": إننا لن نستطيع الحكم على نتائج مفاوضات الخرطوم التي جرت الإثنين الماضي، إلا بعد انتهائها، مؤكدا أن مد فترة التفاوض يخدم المفاوض الإثيوبي وليس في صالحنا. وأضاف أنه في حال فشل تلك المافوضات ستكون هناك سيناريوهات من جانب الحكومة المصرية وجاهزة للتعامل مع ملف سد النهضة الإثيوبي. وحول التقارب السوداني الإثيوبي، أوضح أن السائد أو المعتقد لدى السودانيين هو أن سد النهضة هو مشروع ذو فائدة كبيرة لهم ويوفر لهم الكهرباء فضلا عن تقليل عمليات الاطماء التي يعانون منها، وأنه ليس أمامهم سوى الموافقة عليه. بينما كشف الدكتور نادر نور الدين أستاذ التربة والمياه بزراعة القاهرة وخبير المياه، عن ان الوفد المصري كان ضعيف للغاية وليس لديه خبرة كافية للتعامل مع ملف سد النهضة، وذلك بعد استبعاد خبرات كبيرة مثل الدكتور علاء الدين الظوهري أحد أعضاء اللجنة الدولية الثلاثية، والدكتور خالد عبدالله، مؤكدا أن وزير الري اعتمد فقط على موظفين لديه في الوزارة. وأكد نور الدين أن اجتماع رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي قبيل اجتماع الخرطوم، ومطالبته وزير الري بعدم التصعيد كان سببا كافيا لعدم التوصل إلى أي اتفاقات ترضي المفاوض المصري. وأوضح خبير المياه، أن هناك مؤامرة سودانية إثيوبية للتسويف ومد أجل المفاوضات وذلك بعد حصولهم على وعود من اديس ابابا بمنحهم 2000 ميجا وات بربع ثمنه، وهو ما أحدث انشقاق مصري سوداني، لافتا أن ذلك وضح جليا في المفاوضات التي لم تظهر فيها الخرطوم كوسيط ولكنها حاولت إقناع مصر بقبول الأمر الواقع، حيث إن بناء سد النهضة سيمنع عن الفيضان والطمي حوالي 10 ملايين طن بالمنطقة الشرقية للسودان بولاية النيل الأزرق. وأشار إلى أن السودان تحاول أن تزيد من ارتفاع خزان الروسيس حتى تكون سعته 10 مليارات متر مكعب بدلا من 7، مؤكدا أن اتفاقيات مصر مع السودان في 1959 تطالبها بالوحده، وهو ما سيتأثر في حال تقربها من إثيوبيا وتلغي معها الاتفاقية. ورغم ذلك قال نور الدين، إن هناك مازال بصيص من الأمل، حيث إنه لايوجد تمويل لاستكمال بناء سد النهضة والذي يتطلب حوالي 8مليارات ونصف مليار دولار وهو ما لن تستطيع أن توفره إثيوبيا بعيدًا عن مصر والسودان. كانت الخرطوم قد شهدت يومي الأحد والاثنين الماضيين، جولة مفاوضات سد النهضة، بين دول شرق النيل (مصر السودان إثيوبيا)، لاستكمال جولة المباحثات، وبحث تنفيذ توصيات تقرير اللجنة الثلاثية، والتي انتهت بضرورة عقد اجتماع آخر في منتصف الشهر المقبل.