هذه دعوة صادقة لجميع الأخوة المغتربين في جميع انحاء العالم الذين شردهم بطش وفساد هذا النظام القبيح بكل معنى الكلمة فتركوا له أرض الوطن الحبيب - هجرة واغترابا - يعبث فيه كيف يشاء ، فعاث فيه فساداً سار به حديث الركبان وشهد عليه شاهد ممن (كان) من أهلها وكفى. سيكون من قبيل تحصيل الحاصل ومن غير المفيد أن أخوض فيما آل اليه حال البلد بسبب أفعال وجرائم هذا النظام المتخلف البائس ، فكلكم تعرفون ما جرى ويجري . وليت ما ارتكبه هذا النظام من جرائم وفضائح ومنكرات وسوابق انحصرت أخبارها في السودان وعلى السودانيين فقط على بؤسها وسوئها ، بل عرفها الجميع خارج السودان وخاصة في بلدان الاغتراب والمهاجرالمختلفة ، حتى صرنا أضحوكة لديهم ومصدر تندر في أوساطهم ، بل صار ذلك يحكى أمامنا وفي حضورنا وفي وسائل الاعلام ووسائطه المختلفة . وليست مقاطع اليوتيوب والكاميرا الخفية والواتساب وغيرها من الوسائط التى تحمل وتعكس أمثلة هذه الفضائح والاساءات ببعيدة ولا عصية على من أراد . فمن منا لا يطأطئ رأسه ويتوارى خجلا عندما يعير بأن رئيسه مخبول يدعى البشير "الكذاب" الذي اشتهر بالرقص على الملأ وبساقط القول والتعابير من قبيل "جلد كديس" و "بلها أو موصها واشرب مويتها" و "تحت جزمتي دي" وغيرها من التعابير التى أقل ما توصف به أنها دون مستوى أحاديث الجهلاء من العامة والتي كان آخرها ما ورد في خطابه الأخير وتعتعته الفاضحة التي كشفت أنه ساقط املاء وقراءة وفكر وذكاء . ومن منا لا يطأطئ رأسه ويتوارى خجلا عندما يتحدث الآخرون في حضوره أن رئيسه المذكور مطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم تطهير عرقي وحرق مواطنيه وهم أحياء واغتصاب حرائر وطنه، بل ويعترف علنا أن من قتلوا جراء هذه الافعال هم "عشرة آلاف فقط" وليس مائتا ألف !!! ويقر كذلك بأن أيدي نظامه ملطخة بدماء هؤلاء الضحايا، وأنه بفعل سياسة التمكين التي مارسها نظامه على مدى ربع قرن من الزمان قد دمر الخدمة المدنية وشرد كفاءاتها والذين من بينهم انتم اخوتي المغتربين والمهاجرين. ومن منا لا يطأطئ رأسه ويتوارى خجلا عندما يعلم أن رئيسه هذا ومن دون رؤساء الدول ، الكبرى منها والصغرى ومن كانت منها من العالم الثالث أو من العالم الأول ، بعيدها وقريبها ، البائسة ومن ليست لها شأن ومن لم نسمع عنهم من قبل - الا عندما الجأت بعضنا اليها سوءات هذا النظام للجوء – باستطاعة هؤلاء الرؤساء – اذا أرادوا- المشاركة في أي محفل دولي أو اقليمي على مستوى رؤساء الدول الا رئيسنا الفضيحة ، ولا داعي طبعا لذكر السبب . لا أستطيع مهما اجتهدت ولا أعتقد أن أحداً بوسعه حصر فظائع وجرائم هذا النظام ، لكني في هذا السياق سأتناول جانبا من جرائمه المالية المنتنة دون تفصيل لارتباط ذلك بهذه الدعوة. وللتذكير فأعيد ذاكرتكم الى ايامه الأولى والخدع واساليب الاحتيال باسم الدين التي مارسها لاستقطاب واستدرار عطف المغتربين بالذات ، فكان عطاؤكم سخيا وبلا انقطاع سواء كان ذلك عن رضى منا أو بدونه مما شمله أورنيك الضرائب والجبايات بمختلف مسمياتها. وظلوا يمتصون عرقنا لسنوات طوال حتى ظهر البترول . ثم عادوا مرة أخرى الآن بعد نضوب معين البترول للعب نفس الحيل مما سمعه وعلم به جميعكم من ضرائب جديدة وبمبالغ كبيرة هذه المرة ، وذلك كله دون استشارتنا أو حتى التمهيد لذلك . وثالثة الأثافي أن يكون تعليق من يفترض فيه الدفاع عن حقوقنا على فرض هذه الضرائب الجديدة أنه لم يستشار فيها وأنه غير موافق عليها . هكذا !!! فلماذا اذن يا (خايب الرجا) تظل ممسكا بهذا المنصب باسمنا اذا كان الأمر كذلك ؟ لكن لا عليك – فصدقنى نحن نعلم تمام العلم أن هذا المنصب ليس من أجل حماية أو الدفاع عن حقوقنا المهضومة أصلاً ، ولكن هو فقط احتيال لتمكينك من النهب والضحك على عقولنا التي تعرف مآل اكاذيبهم القولية قبل تنزيلها الى أرض الواقع . ماذا كان نصيبنا مما دفعنا من عرق جبيننا ؟ حتى فلذات أكبادنا ظلوا يعاملون معاملة الأجنبي في وطنهم ، فيخصم من عرق جبينهم هم أيضا درجات مما سهروا عليه الليالى لحرمانهم من حق دستوري ليمنح لغيرهم ممن قد لا يستحق وهو في الغالب الاعم من ابناء الطغمة الحاكمة ، فيتركوننا وابناءنا بين سندان تعليمهم بالعملات الصعبة التي قد لا يستطيعها الا القليل منا وبين تعليمهم في جامعات اجنبية أو حرمانهم من التعليم الجامعي أصلاً. انشأوا باسمنا مؤسسات وشركات تجارية لا علاقة للمغترب بها سوى اسمه لا من بعيد ولا من قريب . فأتحدى من يقول لى منكم ما الفائدة – أي فائدة – جناها مما يسمى بالمهاجر . لماذا تكون حتى رسوم استخراج جواز السفر في أي سفارة هي أضعاف قيمتها داخل السودان ؟ ملُكوا ووظفوا وعينوا وعلموا منسوبيهم ممن لف لفهم فيما يسمى بجامعة المغتربين وليس للمغترب منها أو فيها غير الاسم . أعلى نصيب ومكافأة لمن يختار منا أو من اجبرته ظروفه الخاصة العودة النهائية للاستقرار في الوطن هو اعفاء جمركى لسقط المتاع والبالى منه !!! أما منح قطعة ارض سكنية او زراعية أو اعفاء لسيارة أو معدات أخرى من قبل الدولة في ظل هذا النظام أو أي خدمة أخرى حتى لو كانت المعاملة الكريمة كبني آدم فهي بمثابة أحلام ظلوط بالنسبة للمغترب. فضلاً عن ذلك فان سياسة التمكين التي اتبعها النظام لربع قرن من الزمان جعلته يسيطر ويتمكن فعلا من كل مفاصل الحياة في البلد. فكل المؤسسات الاقتصادية والتجارية والسوق بيده وملك زبانيته ولم يبقوا على شيء من ذلك يملكه بقية أفراد الشعب سوى الفتات . ويطمعون الآن امعانا في افقارنا وتمكين قبضتهم على مصائرنا أن نعينهم مرة أخرى على امتصاص دمائنا بفرض هذه الضرائب الجديدة . ازاء هذا الوضع المأساوي ومساهمتنا - رضينا أم أبينا - في استمرار هذا النظام في امتصاص دمائنا اقترح أن نقف وقفة رجل واحد ونمتنع عن دفع هذه الضريبة حتى لا نسهم في ايذاء انفسنا والتسهيل لهذا الغول ان يعتاش على دمائنا وعرقنا . أعلم أن موقفاً مثل هذا تحيطه عقبات وصعاب ومسائل عملية كثيرة ، لكن دعونا نعقد العزم على تنفيذه مهما كلف كمساهمة منا في مجهودات الخلاص من هذا الطاغوت ولايقاف امتصاصه لدمائنا وتشريدنا وامتصاص دماء الشعب السوداني لعقدين من الزمان ونصفها. [email protected]