بعد إنتفاضة سكان الأبيض التي خرج فيها الآلاف احتجاجاً على مسلك مليشيات الجنجويد الإجرامي، أضطرت حكومة شمال كردفان للإعلان عن سحب ما سمته قوات التدخل السريع أو الأسناد كما جاء في تصريحات رسمية. أما هذه القوات المسماة قوات التدخل السريع فالكل يعرف أنها مليشيا الجنجويد التي كان لها القدح المعلى في جرائم درافور طيلة العقد الماضي. وكما تدخلت في دارفور لصالح عمليات التطهير العرقي، فإنها تدخلت في قمع المتظاهرين في هبَّة سبتمبر في مدني والخرطوم، ولازالت ترابط في أماكن معروفه بالعاصمة تحسباً للمظاهرات والاحتجاجات. هذه القوات هي مليشيا المؤتمر الوطني المدربة والمجهزة لقمع معارضي المؤتمر الوطني، وهي بهذه الكيفية خارج إطار أي دستور أو قانون، طالما أنها خارج دائرة القوات المسلحة السودانية .وبينما تعيث هذه المليشيات فساداً، فأن مجلس الأحزاب وقانون الأحزاب يظل صامتاً تجاه المؤتمر الوطني صاحب المليشيات المسلحة، لكنه يثور متى ما وقعت المعارضة على وثيقة تفاهم مع الجبهة الثورية. أما لماذا يحتفظ المؤتمر الوطني بمليشياته المسلحة فالإجابة نجدها في تنامي حجم المعارضة للنظام الديكتاتوري الذي ليس أمامه سوى سياسة الحديد والنار في مواجهة الأزمات التي تحاصره. لن تكون مظاهرات الأبيض آخر مظاهرة احتجاجية ضد سلوك وسياسات النظام. فالأزمة الشاملة لا حل لها سوى اقتلاع النظام من جذوره عندها يسقط المؤتمر الوطني بأمنه وجنجويده. الميدان