عندما تأزمت الأوضاع في البلاد في فترة الديمقراطية الفوضوية الثالثة برز مجموعة من ضباط القوات المسلحة السودانية و ألقوا علي عاتقهم مهمة انقاذ البلاد و كان أن تقدمهم العميد عمر البشير وقتها لقيادة ثورة الجيش ضد الأوضاع لاصلاح حال البلاد و العباد و استولوا علي الحكم في البلاد بمساعدة الاخوان المسلمين بمختلف تسمياتهم حتي وصلنا الي وقتنا الراهن هذا الذي أضحت فيه البلاد تحتاج الي عملية انعاش مركزة و ليس فقط الي عملية انقاذ بعد فشل العملية الأخيرة و هذه العملية الانعاشية لا يستطيع أن يقوم بها أيضا الا ضباط القوات المسلحة السودانية الذين رغم انتماء بعضهم أو موالاتهم للحزب الحكم الا أنهم ظلوا مهمومين بقضايا الوطن و المواطن و أكبر دليل علي ذلك المحاولة الانقلابية الأخيرة التي قام بها ود ابراهيم و رفاقه ممن يحسبون علي الاسلاميين. المعروف عن القوات المسلحة السودانية أنها لم تشارك في الحروب الأهلية التي عصفت بالبلاد منذ فجر الاستقلال بصورة أساسية أو واسعة فحتي في الحرب الأهلية في الجنوب قبل الانفصال انحصر نشاط و تواجد القوات المسلحة في المدن الرئيسية مثل جوبا و ملكال و غيرها و لم تشتبك قط مع المتمردين خارج تلك المدن بل كانت التشكيلات العسكرية المساندة لها بمختلف تسمياتها هي التي تقوم بالعمليات العسكرية المختلفة خارج المدن و كانت القوات المسلحة تفضل الانسحاب في كثير من المواقف رغم ما ينسب اليها من معارك. أما الحرب الأهلية في دارفور فلا تختلف كثيرا في تفاصيلها العسكرية عن حرب الجنوب اذا اكتفت القوات المسلحة السودانية بالتواجد في المدن الرئيسية مثل نيالا و غيرها و لم تقم بتحريك قطعة عسكرية واحدة الي منطقة سوق المواشي علي سبيل المثال فما بالك بباقي الاقليم و كانت القوات المساندة بمختلف تسمياتها من دعم سريع و حرس حدود و شرطة أبو طيرة و غيرها هي التي تقوم بالعمليات العسكرية الرئيسية و ما ذالت حتي الآن. يمكن تعميم هذه الصورة علي كل أقاليم السودان اذ يتضح لنا جليا أن القوات المسلحة السودانية لا تتواجد الا داخل المدن الرئيسية فقط شمالا" و جنوبا" و شرقا" و غربا" و وسطا" و قس علي ذلك. المطلوب الآن من القوات المسلحة السودانية أن تضع حدا لما يجري من تدهور مريع في البلاد و أن تتدخل لصالح الوطن و المواطن و ذلك بتوجيهها للبلاد في مسار دستوري صحيح يتفق عليه جميع السودانيين بمختلف مشاربهم يشمل حتي حاملي السلاح و القوي المعارضة و كل فئات المجتمع و حتي منتسبي المؤتمر الوطني و أن تقف مسافة واحدة من الجميع في فترة انتقالية تمتد الي ثلاثة سنوات يتم التوصل اليها بالتوافق و لأ يشترط في من يتقدم صفوف الضباط أن يحكم مباشرة طالما أن الامور تسير في المسار الصحيح و ذلك يتطب منه التجرد و حب الوطن و حب المواطنين و لا يتعارض ذلك مع تأسيس مجلس أعلي للقوات المسلحة يضم قادة الأفرع العسكرية المختلفة و مستشاريين قانونيين مدنيين يعينوهم في حمل التركة الثقيلة المثقلة. كل ما تحتاج له البلاد الآن شخصية كالمشير عبد الفتاح السيسي يبادر بحب المواطنين و يعطف عليهم فيبادلوه الحب بالحب و المودة بالعرفان و الاخلاص بالعمل و التجرد بالمسئولية و حب الوطن بالتضحية يعشقه الناس كل الناس بجد و أنا متأكد أن القوات المسلحة السودانية لا تعدم رجل بمثل هذه المواصفات لكنه فقط ينتظر اللحظة الملائمة و دعوتنا له للظهور و ترجيه و الوقوف عند بابه فأمثال هؤلاء ذاهدون في الحكم و المسؤلية و لا يتقدمون الصفوف الا مجبرين فدعونا نصلي و نبتهل و نتضرع لله مخلصين بعد كل صلاة مفروضة أن يخرج لنا سيسي من بيننا كما أخرجه علي الذين من قبلنا عطوفا علينا بالمؤمنين رحيم و هذا هو الأمل الوحيد لخلاص البلاد و العباد من الانهيار لأنه لا فائدة ترجي من جميع أحزابنا السياسية التي لم تحفظ الديمقراطية و لم ترعاها حق رعايتها و لم تكترث لحقوق الوطن و المواطن و علي قائدنا السيسي المرتجي أن يكبح جماح هذه الأحزاب الطفيلية التي تدعي النضال و الثورية و تتاجر بالقضايا الوطنية و أن يصلح علاقاتنا العربية و الافريقية و العالمية و يضع البلاد في المسار الصحيح المرتجي حتي تنهض من كبوتها. فقط علينا أن نبتهل لله متضرعين في المساجد و المدن و الأرياف و أن ندعو هذا السيسي السوداني الحاضر الغائب صباح مساء في المنتديات و الصحف و المواقع الالكترونية و المجالس الشعبية و قعدات الشاي مترجين له بالظهور و الكشف عن نفسه ليعطف علي هذا الشعب المسكين المغلوب علي أمره. الهم عجل فرجه و ظهوره... [email protected]