د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولاية الجزيرة تحتل المركز الاول في الاصابة بالسرطان ...
نشر في الراكوبة يوم 27 - 03 - 2014

انهم يتحدثون بلغة الالام حكايتهم تسافر بك دون ان تتكبد مشاق تذكرة لرحلة بلا عنوان فالماساة لا ولن يكفي مجرد التعبير عن رسمها لكم .. انها مأساة مرضي السرطان بولاية (مهملة ) لايزال سكانها بل واطباؤها يبحثون عن اجابات شافية وكافية حول موضوع السرطان الذي احكم قبضته علي الولاية ويبدا سيل الاسئلة ب: لماذا استشري هذا المرض القاتل بتلكم الولاية ؟ ومن المسؤول عنه ؟ وحتي عندما غزا السرطان ولاية الجزيرة لماذا لم يجد المرضي المغلوب علي امرهم مشفي يمدهم بجرعة علاج ؟ من المسؤول عن انهيار مباني مستشفي السرطان بودمدني ؟ لماذا تشرد المرضي والاطباء وتفرقوا مابين مستشفي الكلي ومستشفي ودمدني ومبني اخر للادارة خارج المستشفي ؟ واذا كانت المبيدات هي المتهم الاول في انتشار السرطان فمن المسؤول عن استخدامها وبالتالي المتسبب في تصدر ولاية الجزيرة لنسبة الاصابة بمرض السرطان ؟ .. تتناسل وتتكاثر الاسئلة بل تنهمر كالسيل بلا انقطاع .
مرضي بالالاف ...
اكثر من ألف مريض جديد بالسرطان سنويا بولاية الجزيرة يتلقون العلاج بالمعهد القومي لعلاج الاورام بودمدني الي جانب المتردد ين علي المعهد لاستكمال العلاج والمشكلة الكبري ليست فقط في اعداد المرضي بل في ضعف الامكانيات بعدم وجود اجهزة للرنين المغطيسي والاشعة المقطعية التي يتوقف عليهما عملية كشف المرض ليتم العلاج وانخاض الدعم المقدم من وزارة الصحه بالولاية والاعتماد عل الدعم الاتحادي الذي قد يتأثر هو الاخر بالوضع الاقتصادي الراهن لتتفاقم الازمة وتستمر الام المرضي خصوصا الفقراء منهم فهؤلا ينهش اجسادهم مثلما يفعل الوحش الشرس بفريسته .. (السوداني ) فتحت ملف السرطان بالجزيرة بداية من معناة المرضي وقوائم الانتظار ونقص الامكانيات بالمعهد القومي وبعض مسببات المرض وصولا لوضع خارطة طريق للحد من ضحاياه بتكثيف الجهود بمواصلة استمرار دعم الدولة في توفير علاج مرضي السرطان والتعاون بين الجهات المسئولة بالولاية والدولة والمجتمع المدني ورجال الاعمال خصوصا من ابناء الولاية .
صمت قاتل
أردنا أن ندخل لهم في عنابرهم بالمعهد القومي لعلاج السرطان بودمدني و نعيش يومياتهم والغريب حقا ان الوصول لهم لا يحتاج إلى مشقة مثل مشقة البحث عن الأرقام التائهة والمفقوده بالنسبة لعدد المرضى وجدنا المعناة بشتي صورها خارج فناء المعهد يمتلئ يوميا بالعشرات من ذوي المرضي واقربائهم ما اصطدمنا به هو خجل الكثيرين من أن يتحدث عن مرضه و تفادي ذويهم الغوص في الموضوع.
وفي عنبر الرجال وجدنا من بين المرضي شخص كبير السن يتناول مع احد ذويه طعام بانتظار دوره لتعاطي جرعته الكيماويه التي تعطي له كل اسبوعين وتحدث لنا عن معناته بقوله انا مصاب بورم في البطن منذ شهور واتينا لمستشفي للعلاج لافتا الي ان اكثر معناتهم في عمليات الفحص وشراء الادوية الاخري والمسكنات مضيفا والان بعد توقف جهازي الرنين المنغطيسي والاشعة المقطعيه ازدات معناتنا اكثر بارتفاع تكليف الترحيل الي الخرطوم وارتفاع تكلفة التشخيص في المراكز هناك فضلا عن معناتهم الدائمة من جنوب الجزيرة الي ودمدني كل فترة ومصروفات الاكل والشرب مما يكلفهم ذلك مبالغ كبيره ..
ويسرد محمد معانته خصوصا بعد توقف جهازي الرنين المغنطيسي والاشعة المقطعية وتاخره في الكشف ووصول حالته الي مراحل متاخره وقال ل(السوداني ) انه شعر بورم في البطن بداء بورم حميد وبعد معناة وفحوصات في عدد من المركز والمستشفيات حتي جاء مؤخرا الي معهد ودمدني بعد ان اجراء الفحوصات التخصية بالخرطوم واتضحح ان الورم خبيث لتتم عملية العلاج والان الجرعات مستمرة الا انه شكا من ارتفاع تكاليف الفحوصات وقال انها باهظه وقالت السيده (ا م ) التي تدخل في عامها الثاني منذ ان بدأت العلاج من سرطان الثدي ان الكثيرات من النساء يعانيين المرض في صمت بسبب خجلهن من المجتمع والمستوي الاجتماعي لانهن يعلمن رحلة العلاج ميؤوس منها وتكلف الكثير وقالت فضلت ان اكون هنا مباشر بعد ان اكتشفت ان الورم يتعلق بالسرطان صدفه ولا اخفيك ان هذا كلفني الكثير والحمدلله اني لم انتظر او اعلق املي علي المستشفي او السلطات وتحكي معناتها عندما انقطع علاج المورفين لاكثر من شهر ووصفت الالم بالموت الف مره وقالت لابديل للمروفين ولاتسطيع جميع المسكنات اسكات الالم والان وصل الي المركز وخفف عني المعناة قليلا وان كانت هذه السيده من المحظوظات فهناك الكثيرات من اللواتي فضلن الصمت ولقوا حتفهن وذلك لقلة الوعي بمرض السرطان ومن ضمنهن (فاطمة ) حيث التقينا ابنها الذي تذكر معناة امه وقال (كانت امي تدرك ماتعاني واخفت حتي بلغ المرض حالة متقدمه وعندما بدانا رحلة العلاج اقرت بانها تدرك انها مريضه منذ اشهر واخفت عندما تذكرت جارتها التي خسرت عائلتها كل ماتملك لكن الموت كان مصيرها واستمر في الحديث بنبرة الحزن واكد لنا ان مشكلة مرض سرطان الثدي هو الاكتشاف المبكر والتشخيص ولكن تظل المشكلة في اكتشاف المرض في مراحل متاخره مثل امه وغيرها كانت المعناة ذاتها اختلفت فيها الاسماء وتوحدت في عنوان (الالم) وكل حكايه له حكايه وشكوي ورسالة الي اصحاب الشأن من اجل النظر الي حالتهم ومعناتهم هم في الحقيقه ليسوا سياسين ولاطلاب امتيازات بل المرض والمعناة الذي جعل منهم يقصدون مصالح الدوله بعمل الوقاية والتوعية بالمرض وتقديم الدعم للمرضي الفقراء في وقت لايزال الكثير من المصابين يلتزمون الصمت ويبحثون عن امل الفرج من المولي عز وجل واهل الخير المتكفلين بالفقراء وهناك من مات في صمت ولم يجد من يواسيه ويشع امل الشفاء له .
السرطان يغتال براءة الاطفال
معناة السرطان لم تقف عند الكبار وذويهم فشبحه والامه وكوابيسه طالت حتي الاطفال واغتال براءة الكثير منهم وعند زيارتنا للمعهد كان هناك عشرات الاطفال الصغار مصابين بذات المرض الخبيث اتي بهم زويهم من مناطق بعيدة بعد ان اغتال براءتهم السرطان وحول حياة اسرهم الي احزان والام وقض مضجعهم وهم يرون (فلذة اكبادهم ) مصابين باخطر الامراض واطول علاج وحرمهم اللعب والدراسة وتكمن المعناة اكثر عدم وجود اخصائين لسرطان الدم في السودان مع وجود اخصائين فقط لسرطان الاطفال في السودان الاول في الخرطوم والثانيه في ودمدني ففي عنبر الاطفال وجدنا رسومات (توم ان جيري ) علي جدران العنبر والعديد من الالعاب الاطفال داخل فترينه وعدد من الاطفال من الاطفال الصغار يتبادلون معك الابتسامه ولو كانت بالاكراه وذويهم وكل له تمنياته بعد الشفاء والطفل المصاب بالسرطان تقف معاناته ربما عند الالام التي تعتصر جسمه وحرمانه من اللعب والدراسه اما والدا الطفل المصاب فلا حدود لمعاناتهما اذ تبدأ بالمعناة النفسية وردة فعل الصدمه بمعرفتهما بمرض فلذات اكبادهما ولا تنتهي بالهم المادي والتكاليف الباهظة فمع الباب وجدنا عادل والد الطفل حيدر المصاب وحكي لنا عن معناة ابنه الذي لايتحدث رغم محاولاتي المتكرره بانتزاع ابتسامه منه ولكن كان الالم اقوي مني ويقول عادل ان المرض بداء في طفله كورم حميد عندما تحسس بطن ابنه ثم تطور الي ورم خبيث ليبدا بذلك مشوار المعناة ابتدا من مسقط راسه بمدينة الهدي بالمناقل والي الخرطوم قبل اكتشاف نوعيه مرض ابنه وصولا الي ودمدني ومعه معناته النفسيه والماديه يكابد فيها الام طفله حيدر ويري عادل بتحسن الحالة الصحيه بعد وصول ابنه الي مركز ودمدني للاورام ليكمل علاج وتزداد المعناة اكثر حسب تعبيره (لانه طفل لا ذنب له ) ولكن يعود ويحمد الله علي ذلك فهو قدره وحكمته .
ارقام رسميه مخيفه !!
ويقول البروفيسور / دفع الله ابوادريس مدير المعهد القومي لعلاج الاورام بودمدني الي تزايد اعداد مرضي السرطان ومعناتهم التي تفوق الحدود فهي تدمي القلوب قبل العيون فهناك قوائم طويلة للانتظار سواء لدخول المعهد او العلاج الاشعاعي والكيماوي او اجراء العمليات الجراحيه اما عن الاحصائية يستقبل المعهد اكثر من الف مريض سنويا ففي العام 2012 سجلت نسبة الاصابة بالمرض السرطان (1400) حالة اصابة وارتفعت في العام 2013 الي ( 2000) حالة والان في الربع الاول قبل اكتماله مسجلين اكثر من (400) حالة مبينا استمرار وصول الحلات في مراحل متاخرة قائلا هذه الحالات كانت موجود ه قبل سنة او سنتين دون تشخيص وهذا يدل علي ان هناك العديد من الحالات في طورها المبكر دون أي تشخيص لان الحالات المتاخره كانت موجودة قبل سنة او سنتين دون تشخيص ممايؤكد عدم حقيقة النسبة الحقيقية للاصابة بالسرطان بالولاية وربما يكون نسبة الاصابة بنسبة زيادة تصل 50 % لم تكتشف بعد موكدا ان معظم الحلات من ولاية الجزيرة وهناك الكثير من الحلات لايتم علاجها هنا بالمركز بل في الخرطوم مثل مرضي السرطان بمحلية الكاملين فيتم العلاج بالخرطوم لقربها من العاصمه واذا ضمينها تجعل ولاية الجزيرة هي النسبة الاعلي في الاصابة بالسرطان في السودان .
إنهم يتحدَّثون بلغة الآلام؛ حكاياتهم تسافر بك دون أن تتكبَّد مشاق قطع تذكرة؛ لرحلة بلا عنوان، فالمأساة لا ولن يكفي مجرد التعبير عن رسمها لكم.. إنها مأساة مرضى السرطان بولاية (مُهملة) لا يزال سكانها بل وأطباؤها يبحثون عن إجابات شافية وكافية حول موضوع السرطان الذي أحكم قبضته على ولاية الجزيرة، ويبدأ سيل الاسئلة ب : لماذا استشرى هذا المرض القاتل بتلكم بالولاية؟ ومن المسؤول عنه؟ وحتى عندما غزا السرطان الجزيرة لماذا لم يجد المرضى المغلوب على أمرهم مشفىً يمدهم بجرعة العلاج؟ من المسؤول عن انهيار مباني مستشفي السرطان بودمدني؟ ولماذا تشرَّد المرضى والأطباء وتفرقوا ما بين مستشفى الكلى ومستشفى ودمدني ومبني آخر للإدارة خارج المستشفى؟ وإذا كانت المبيدات هى المتهم الأول في انتشار السرطان فمن المسؤول عن استخدامها وبالتالي المتسبِّب في تصدُّر ولاية الجزيرة لنسبة الإصابة بمرض السرطان؟.. تتناسل وتتكاثر الأسئلة بل تنهمر كالسيل بلا انقطاع.. معاً إلى تفاصيل الجزء الثاني حول غول السرطان الذي أحكم قبضته بولاية الجزيرة (اليتيمة)!!!!.
تلخيص مُهم
في تلخيص مختصر لما ورد بحلقة الأمس فإنَّ المعهد القومي لعلاج الأورام بود مدني يستقبل سنوياً أكثر من ألف حالة إصابة بمرض السرطان القاتل وهذا ما جعل ولاية الجزيرة (تتوهط) في المركز الأول بلا منازع، تلك ناحية أما الأخرى والأخطر فهي أن ضعف الإمكانات المتمثلة في عدم وجود أجهزة للرنين المغنطيسي والأشعة المقطعية يقف حجر عثرة أمام المعهد القومي لعلاج الأورام بود مدني. وهذا ما جعل المرضى يتجرعون صنوف الآلام بسبب هذا المرض المتوحِّش سيما وأن اغلبهم فقراء لا يستطيعون دفع فواتير العلاج بالخرطوم أو بالخارج. وهذا ما أكده لنا استطلاع مُطوَّل أجريناه من داخل العنابر بعدد من المرضى ومرافقيهم. وذكرنا أن المأساة الكبرى يجسِّدها حال أطفال صغار نهش هذا الداء العضال أجسادهم الغضة. ومن ثم دلفنا إلى الأرقام الرسمية والمخيفة في آنٍ معاً والتي أمدنا بها البروفيسور دفع الله أبوإدريس مدير المعهد القومي لعلاج الأورام بودمدني مؤكداً أنه في العام 2012 سجلت نسبة الإصابة بمرض السرطان (1400) حالة وارتفعت في العام 2013 م إلى ( 2000) حالة وقبل أن يكمل هذا العام ربعه الأول تم تسجيل أكثر من (400) حالة إصابة بالسرطان. نسأل الله السلامة.
أسئلة مشروعة
ولا يُخفى على أحدٍ أن ملف السرطان في ولاية الجزيرة يُعدُّ واحداً من الملفات التي خاض فيها الجميع صغارًا وكبارًا متعلِّمين وغير متعلِّمين، سيما في الفترة الأخيره لكن يبقى السؤال الذي ما زال يبحث له عن إجابة في صمت المسؤولين بالولاية والمركز إزاء هذا الداء الذي انتشر بين الناس مثل انتشاره في أجساد المرضى عندما يصلون مرحلة متأخرة بدليل الأرقام المنشورة من جهة اختصاص رسمية هى المعهد القومي لعلاج الأورام بود مدني، يحدث كل هذا علماً بأن المركز يفتقر لجهازي (الأشعة المقطعية والرنين المغنطيسي ).. هنا فقط تنتصب الأسئلة : أين وزير الصحة الولائي ؟ وأين الوزير الاتحادي؟ وأين والي ولاية الجزيرة؟ بل أين الحكومة المركزية كلها؟ أين هُم؟ وماذا ينتظرون؟ هل ينتظرون أن تأتيهم جهة خارجية لترفع لهم تقريراً مختصراً تقول فيه : (كانت هُنا ولاية). نقول ذلك لأنَّ الحاصل لا يحتاج إلى (درس عصر) فالسرطان كاد أن يقضي على أخضر ولاية الجزيرة ويابسها.
(السرطان) يهاجم المبنى..!!
ونأتي إلى المبنى الذي يقصده المرضى لتلقي جُرعاتهم فيه لنجد أن المعاناة قد طالته تماماً فأصبح هو الآخر في مسيس الحاجة إلى جرعات علاجية مكثفة حتى يُكتب له البقاء فقد تصدعت الأعمدة التي يرتكز عليها. وتشير (السوداني ) إلى توصية اللجنة الفنية التي كونت من إدارة المعهد القومي للسرطان بودمدني، برئاسة بروفيسور علي زروق من جامعة الخرطوم لفحص المبني المكون من خمسة طوابق بعد أن تصدع أحد أعمدته؛ هذه اللجنة أوصت في تقريرها الهندسي بعد اكتمال أعمال الفحص الهندسي للمبنى؛ بضرورة إزالة الجزء الشمالي الغربي للمبنى وبعد إزالة الجزء الشمالي الغربي وبعد شهرين بتاريخ 10/6/ 2013 كونت أيضاً لجنة لفحص المبنى وجاءت النتيجة بعد الفحص للجزء الشمالي بعدم قدرة المبنى على حمل الطوابق واحتمالية تصدعه إذا لم تتم المعالجات وبالتالي تمت التوصية بإخلاء وتكسير المبنى بجانب إخلاء جزء من المبنى (الطوابق العليا) وتكسيرها إضافة إلى تدعيم المبنى من الأساسات ومن ذلك الوقت تم تنفيذ التوصيات بإخلاء المبنى من الأجهزة. لكن على حساب المرضى الذين شُرِّدوا واضحوا في حالة ترحال ما بين جزء من المبنى ومستشفى ودمدني ومستشفى الكلى. وكشف مصدر ل(السوداني ) أن تكلفة المبنى تفوق ال(20 ) مليار جنيه، متسائلاً لماذا لم يقدم شخص للمحاسبة بعد انتهاء التحقيق ومن المسؤول عن انهيار تلك المباني وبحثنا نحن أيضًا ولكن لم نجد إجابة.
المبيدات والدكوة.. في قفص الاتهام
يقول البروفيسور دفع الله أبوإدريس مدير المعهد القومي لعلاج الأورام بودمدني: إنَّ أسباب ارتفاع الإصابة بالسرطان في الجزيرة تعود في المقام الأول إلى مبيدات استخدمت في مشروع الجزيرة بكثرة أشهرها مبيد ddt وأضاف أن هناك استخداماً لمبيد مرشد ولآخر يفرط في استخدامه في إنتاج المحاصيل والخضروات مما كانت له آثار سالبة في الإصابة بسرطان الثدي والانفوما. وأيضاً من مسببات انتشار السرطان في الولاية (الدكوة ) بوجود الفطريات في الفول السوداني ويستخدم كثيراً كبديل لوجبة اللحوم ومايؤكد الإفراط في أكل الدكوة أن سرطان الكبد يأتي في المرتبة الثانية بعدد المصابين لأن السبب الفطريات التي توجد في الفول السوداني. هذا إضافة إلى الهرمونات المستخدمة في تسمين الدجاج التي تتسبب في الإصابة بسرطان الثدي وأرجع أبوإدريس أسباب ظهور الحالات بكثافة إلى التطور في التشخيص وتوافر وسائل التشخيص الحديثة مما أدى إلى تشخيص الحالات التي لم يتم تشخيصها من قبل أيضًا استخدام التبغ (السجائر والتمباك ) والاطعمه السريعه او الجاهزة. وكذلك استخدام الكريمات موضحًا أن هناك أسباباً للإصابة بالسرطان غير مفهومة وذلك لقلة الوعي بمرض السرطان عالميًا وليس في السودان وحده. وقال إن أكثر الإصابة بسرطان الثدي، يليه سرطان الكبد. وطالب الجميع بالتحصين ضد فيروسات الكبد الوبائي حماية لهم من سرطان الكبد والتقليل من أكل الدكوة، ثم يليه سرطان البروستاته، ثم سرطان القولون، والمستقيم.
وعن الدور المقدم من وزارة الصحة بالولاية قال مدير المعهد القومي لعلاج الأورام بالجزيرة إن الدعم المقدم تجاه المركز ضعيف وكذلك الطب الوقائي ضعيف تجاه السرطان موضحًا أن هناك رسوماً مفروضه في المركز تدفع نسب منها لصالح الوزارة خاصة تذاكر العون الذاتي قائلاً (بدل تدعم تأخذ دعم من السرطان ) مُقراً بوجود أسعاف واحد يقوم بتوصيل المرضى في حالة متأخرة إلي ذويهم وغير قادرين على استخدام المرضى للمركبات العامة نسبة انتشار المرض في الجسم يقوم الإسعاف بترحليهم إلى ذويهم مجاناً والخدمة هذه مستمرة منذ أكثر من 8 سنوات مطالبنا الوزارة بإسعاف آخر لحالات الطوارئ ولم نحظ بأي إسعاف رغم أن الإسعافات موجودة في (الضللة).
وقال أبو إدريس إن دعم الدولة تجاه مرضى السرطان يتمثل في توفير العلاج الكيماوي لهم علمًا بأن الجرعة الواحدة تكلف 4500 جنيه وتعطى للمريض كل أسبوعين وفي الشهر تصل إلى تسعة ملايين جنيه مجددًا شكره للدولة التي توفر هذه الجرعات مجانا للمرضى، مطالباً بالاستمرار في دعم علاج السرطان ومناشداً الدولة بتوفير أجهزة تشخيصية للمركز حتى تسهم في العلاج خصوصاً وأن المركز يفتقر لجهازي (الأشعة المقطعية والرنين المغنطيسي ) وهما مكمِّلان للعملية العلاجيه لأنهما يحددان ويشخِّصان موضع الورم لتتم عملية العلاج والآن المرضى يعانون بتحويلهم إلى الخرطوم لعمل تخيص الأشعة المقطعية والرنين المغنطيسي وذلك بسبب توقف الجهازين الوحيدين بمستشفى ودمدني منذ أكثر من شهر وما يترتب على ذلك من تكلفة باهظة للمريض ومن معاناة ترحيل ورسوم تشخيص بالخرطوم.
اغتيال البراءة
وعن سرطان الأطفال قال بروف أبو إدريس إن نسبتهم تصل إلى 8% من نسبة الإصابة بالمرض، وقال تكمن المعاناة في عدم وجود اختصاصيين لمرضي سرطان الدم للأطفال في السودان ويوجد اختصاصي أورام واحد بالمركز. وطالب الدولة بإنشاء مستشفى خاص بأطفال السرطان يراعى فيه طبيعة الطفل وعمره وتهيئته من رياض أطفال وأطباء نفسانيين لتهيئة البيئة الصحية لأن وجود الطفل في مستشفى عام يرى مناظر مصابين بأورام سرطانية تتسب في تدهور العامل النفسي للطفل من تلك المناظر ..
وناشد أبوإدريس في ختام حديثه ل(السوداني) بإكمال المبنى، وقال المالية دفعت جزاءً ومازال هناك متبقي مبلغ 12 مليون جنيه لم تصدق بها بعد ومرضى السرطان ينتظرون اكتمال المبنى بأحر من الجمر لاستقرارهم فهم الآن ما بين جزء من المبنى ومستشفى الكلى ومستشفى الجزيرة والحاجة له ماسة مناشدًا وزارة المالية بتكملة متبقي المبلغ لاكتمال المبنى واستقرار المرضى حتى تكتمل العملية العلاجية .
الوزارة.. ونوم العوافي!!
وللأمانة الصحفية والمهنية حملنا تلك الأسئلة وذهبنا إلى وزارة الصحة ولاية الجزيرة للإجابة عليها وكررنا الزيارة إلى مقر المركز أكثر من مرة ولكن وجدنا إجابات مقتضبة بعدم وجود المدير العام فهو يرتب هذه الأيام لافتتاح مبانى الطوارئ فذهبنا إلى هناك وأيضًا لم نجده وكذلك الوزير لا يمكن الوصول إليه فسألت أحد منسوبي الوزارة عن وجود إحصائية فقال لي الإحصائية موجودة في المعهد القومي للأورام فتأكدت تمامًا أن الوزارة في غياب تام عن الدور التوعوي بالمرض والوقاية منه علي الأقل بعدم وجود إحصائية لمعرفة أماكن الانتشار وعمل الوقاية للحد من انتشار مرض السرطان ولذا لم يكن أمامها خيار سوى قفل الأبواب في وجهي كما فعلت أمام مرضى (مساكين) مازال غول السرطان يواصل حملته في حصدهم.
السوداني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.