* لو أنه وفر الزمن لنفسه وأجاب عن أسئلة الإعلام الكبرى لكان أجدى وأنفع من ثورته الغاضبة على مواقع الكترونية مشهورة، أصبحت ملاذاً من (صفار) إعلامهم البائس والمقزز في أغلب الوقت.. ولكن وزير الإعلام أحمد بلال لا يسمع بأذنه حتى يجيب على أي سؤال، فمهمته هي التحدث كيفما تكون مخارج القول الذي لا يلقي له بالاً كما يبدو.. وذلك يتضح من خطابه الأخير الذي حمّل فيه الإعلام الالكتروني مسؤولية الكوارث التي حلت بالبلاد، وهو قول قبل أن يكون مردوداً، (مثير للشفقة) والسخرية، فمشاكل ومحن بلادنا مصنوعة قبل أن تعرِف هذه التكنلوجيا التي قصمت ظهور الوزراء والقيادات وأصبح الرهان على ثورتها ممكناً وموضوعياً..! * لنطالع (هوائيات) وزير الإعلام عبر هذا الخبر، ولنلتمس خيبته المجلجلة وقد خانه المنطق: * وصف أحمد بلال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة في ورشة عن الإعلام الالكتروني بالخرطوم؛ وصف المواقع الإلكترونية للنشطاء السودانيين وصفحات التواصل الاجتماعي ب(الشاذة) و(المأجورة) واعتبرها قد شوهت صورة السودان في شتى المجالات حتى بات في آخر مصاف الدول الفقيرة والمفسدة.. وقال إن هذه المواقع اغلقت الباب أمام المستثمرين وعرقلت الحوار وذلك بتداولها لمواضيع فساد مفبركة وغير حقيقية على حد قوله، وهدد بأنها الآن تحت الرقابة الأمنية الشديدة وقد تمت إجازة مشروع قانون لمحاربتها ومواجهة كتابها بثلاث تهم وهي إثارة الفتنة وإثارة الحرب ضد الدولة والخيانة العظمى. انتهى. * ثمة مثل مكرر ينطبق تماماً على حالة وزير الإعلام (رمتني بدائها وانسلّت)؛ أعتقد أن المثل السالف يليق لمثل هذا العهد الذي أصبح فيه البهتان في مقام (الواجب) لبعض المسؤولين.. ولن أوجه سؤالاً لوزير الإعلام تحديداً، فتوجيه الأسئلة فيه عدم احترام للسائل حين يكون المسؤول بلا إجابة..! لكن لعامة من يهمهم الأمر نطرح نموذجاً واحداً، عسى أن تصل الرسالة وتحظى بإجابة: 1 لقد نشرت بعض المواقع الالكترونية فساداً موثقاً بالأرقام والأمكنة والأسماء خاصاً بأراضٍ وممتلكات لمسؤولين.. ولم يتكرّم أحدهم لينفي أو يبرر امتلاك هذه (الإمبراطوريات) الشاذة..! 2 هل المعلومات المتناثرة في الشبكة العنكبوتية حملتها الرياح من المكاتب وألقتها في الشارع العام؟ فالمؤكد أن المواقع الالكترونية المعينة لم تسرقها من الجهات الرسمية أو ذات الصلة..! 3 أملاك المسؤولين من الأراضي الممتدة والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان؛ هل هي (ورثة)؟ إذا كانت كذلك فلم الهلع..! وإن لم تكن كذلك فمن المؤكد جداً أن وزير الإعلام أو غيره لن يستطيعوا الاقتراب من أية إجابة للصحف الالكترونية..! 4 أخيراً؛ فإن سؤال: (من أين لك هذا) شرعياً قبل أن يكون تجريمياً..!! ماهي الخيانة العظمى يا وزير الإعلام.. وكيف تكون.. ومَنْ يخون مَن؟؟!! * الحكومة تمارس "الخيانة" يومياً بقطع الكهرباء والماء عنا.. وهذا أخف من قدر التلوث العام..! تلوث الأرض والسماء والعقول..!! * أما هذه التهديدات "المطلوقة" لمجابهة الفضاء الالكتروني فهي لن تكون شافعاً لفشل الحكومة التي أشعلت النار في (راكوبة) الوطن وجلست فوق الرماد.. فلماذا هذه الحجج الواهية لتعليق ما فشلتم فيه على حوائط الآخرين...؟! لماذا لا تستطيعون المواجهة الشريفة رغم عتادكم من الأجهزة و(الدجاج)..؟!! لقد انتهى زمن الوعيد ولا شيء ينتصر سوى الشفافية.. فالهراء الأجوف والزبد لن يصمد أمام الحقيقة..! كل هذا العالم يتعلّم من أخطائه إلاّ أنتم..!! أعوذ بالله الأخبار