أثار توقيع حزب الامه مع الجبهه الثوريه جدلا واسعا في الاوساط السياسيه السودانيه مابين مؤيد ومعترض, حيث جاء اعلان باريس خاليا من كلمات مثل اسقاط النظام أو استخدام كل الوسائل المتاحه, انما تحدث عن تغيير النظام, كذلك كان للغياب المفاجيء للاستاذ نصرالدين عن حضور مراسم التوقيع أمرا لافتا للانظار سألت الراكوبه الاستاذ نصر الدين الهادي المهدي نائب رئيس الجبهه الثورية حول بعض الاشتراطات التي وضعها لقيادة حزب الامه ممثلا في شخص الامام الصادق المهدي بعد توقيعه على اعلان باريس وعن عدم تواجده مع بقية رفاقه في قيادة الجبهه الثوريه في باريس عند توقيع الاعلان فقال: لدي تحفظ حول كيفية التعامل مع ملف حزب الامه في الجبهه الثوريه وأنت تعلم أن سبب رفتي من منصبي كنائب رئيس لحزب الامه أنني وقد باسم حزب الامه في الجبهه الثوريه على الرغم من ان ذلك تم بموافقة السيد الصادق, وهو نفسه الان يلتقي بقيادات الجبهه الثوريه ويوقع معها على اعلان باريس دون ان يعترف بوجودي في الجبهه الثورية وانا موجود فيها باسم حزب الامه وأنا عضو في حزب الامه وقبل ذلك أخوه وصديقه, وكأني بالصادق يريد أن يرسل رسالة تقول ان حزب الامه غير موجود في الجبهه الثورية, وهذا من حقه, لكن من غير المقبول ان تتعامل معه اطراف في الجبهه الثورية , خاصة وان القرارات تتخذ فيها بالاجماع وحتى الترتيبات لوصول الصادق المهدي شعرت فيها بانتقاص لوجود حزب الامه داخل الجبهه الثوريه وبالتالي شعرت ان الجو غير مناسب ولن يساهم في انجاح مثل هذا اللقاء لان الامر سيتحول الى جدل بين اطراف في حزب الامه بدلا عن المساهمة في حل الازمه الوطنيه. والسيد الصادق كان من المحتم عليه ان يتصل بي شخصيا حال تفكيره في الاتصال بالجبهه الثورية لاسهل عليه أمر الاتصالات بالاطراف المختلفه للجبهه الثوريه , وانا لم اعترض على لقاء السيد الصادق بالجبهه الثورية انما اعتراضي على الطريقه التي تم بها الامر. لكنك وضعت شروطا على الصادق المهدي وهي ان يغادر ابنه عبدالرحمن القصر الجمهوري؟ أنا لم اشترط شيئا ولكن وضحت رأيي بعد أن أثار غيابي تساؤلات كثيرة ولابد لي من أن أوضح سبب ذلك , وتكلمت عن استحقاقات حتى يكون موقف الصادق قابلا للقبول ولايكون موقفا رماديا. ولايعقل الصادق يريد ان يكون زعيما للمعارضة وفي نفس الوقت فان ابنه مستشار للرئيس. الجبهه الثوريه طرحت وثيقه لتوحيد قوى المعارضة خلال شهرين هل هي البداية بالسيد الصادق المهدي؟ لايستقيم عقلا أن يتفق الصادق المهدي مع الجبهه الثوريه في الوقت الذي هو فيه على خلاف مع قوى الاجماع الوطني داخل السودان. ربما استفاد الصادق المهدي من الدروس السابقه واراد تصحيح موقفه؟ السيد الصادق دائما ما عودنا بالتوضيحات لانه يقف مواقف رماديه والعشم أن يثبت على موقفه, وبصفتي مواطني سوداني, اذا التزم السيد الصادق بما يقول فان ذلك يجعل لحديثه قيمه سياسيه ولايعقل ان يتحدث هو عن نظام جديد وابنه مستشار للرئيس.